تشهد المنطقة أحداثا وتطوراتٍ استثنائية تدعو للكثير من التأمل والملاحظة الدقيقة، حيث إن المد الرافض والغاضب على التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة والذي يتعاظم يوما بعد يوم، يتزامن معه كشف النقاب عن عمليات إرهابية تورط فيها هذا النظام في أكثر من بلد، مما يثبت كذب وزيف معظم مزاعمه بشأن عدم علاقته بأية عمليات او نشاطات إرهابية من تفجيرات واغتيالات وتدريب وإعداد خلايا إرهابية موجهة ضد شعوبها وأوطانها.
الأحداث الأخيرة في العراق والتي تدل على تنامي الوعي السياسي بخطورة الدور الايراني وضرورة عدم السماح له باستغلال الظروف والاوضاع لصالح أهدافه ومخططاته المشؤومة، رافقتها تحركات مريبة ومشبوهة لقاسم سليماني (العقل المدبر في فيلق القدس لمعظم الاعمال والنشاطات الارهابية في بلدان المنطقة)، في العراق بهدف العمل من أجل التستر على نوري المالكي الذي كان يقوم بتنفيذ أوامر نظامه ويتلقاها منه شخصيا، وان محاسبته ومحاكمته ستقود بالضرورة لكشف الدور التخريبي المشبوه لإيران في العراق والمنطقة كونه رأس الافعى وأساس المصائب والكوارث والبلاء الذي يحيق الآن بالعراق والمنطقة، لكن مشكلة سليماني لم تعد منحصرة بالعراق وحده، إذ إن كشف العمليات والخلايا الارهابية في البحرين والكويت والسعودية الواحدة تلو الأخرى، كان بمثابة تساقط خلايا الشر والظلام والموت التي زرعها وبثها هذا الرجل في بلدان المنطقة، مما أثبت براعة وحذاقة والقدرات الخلاقة للأجهزة الامنية في بلدان الخليج العربي وحرصها وإخلاصها من أجل أمن واستقرار شعوبها.
كشف عمليات نقل الاسلحة للبحرين واعتراف العناصر التي قبضت الاجهزة الامنية عليها بارتباطاتها بالحرس الثوري الإيراني وتلقيهم التدريبات والتوجيهات والخطط منه، كما ان كشف الخلية الارهابية في الكويت والتي جاءت هي الأخرى بمثابة ضربة موجعة لنظام ولاية الفقيه الذي كان يريد توسيع نشاطاته الارهابية بناءً على توجيهات الولي الفقيه نفسه على أثر خطبته بمناسبة العيد بعد أربعة أيام من توقيع الاتفاق النووي، لكن العملية النوعية الظافرة التي قامت بها الاجهزة الامنية السعودية بالقبض على العميل الارهابي"أحمد المغسل" قائد كتائب التنظيم الارهابي المسمى"كتائب حزب الله الحجاز"، بعد ملاحقة ومطاردة دامت نحو 19 عاما، وهو المتورط الرئيسي في عمليات تفجير سكن البعثة الأمريكية في الخبر (شرق السعودية) عام 1996، والذي كان متخفيا بعد تلك العملية في طهران، لكنه وبعد أن جاء الى بيروت سرا، نجحت العيون الامنية السعودية الساهرة في كشفه والقبض عليه وتم نقله للرياض، وان هذه العملية النوعية للأجهزة الامنية السعودية التي أثلجت صدور كل الحريصين والغيورين على أمن واستقرار بلدانهم، تعتبر نقلة للأمام في مواجهة مخططات الشر والعدوان الآثمة القادمة من طهران.
تساقط خلايا الارهاب والشر والعدوان في المنطقة والتي ترتبط كلها بشكل او بآخر بقاسم سليماني والحرس الثوري الايراني يثبت جدارة وقدرة هذه الاجهزة الامنية وإخلاصها وحرصها وتفانيها من أجل ضمان الامن والطمأنينة لشعوبها، لكننا مع ذلك نجد وفي الوقت الذي نقدر فيه هذا الجهد الامني النوعي الذي يشهد له العدو قبل الصديق، فإنه من الضروري جدا أن ننبه الى ان ما قد خفي هو الاعظم وان خلايا سليماني - نصر الله تنتشر كالسرطان في البلدان العربية، وهي تعمل ضمن مخطط قائم على مشروع ولاية الفقيه في احتلال بلادنا العربية، من هنا فإننا نطالب إخواننا شيعة العرب بتحمل مسؤولياتهم في أوطانهم والعمل والتنسيق والتعاون يدا بيد مع إخوانهم في الوطن ومساعدة الأجهزة الأمنية في الكشف عن أي حركة مشبوهة، فالأمن مسؤولية الجميع والعبث والتلاعب والاضرار به "كما تسعى خلايا سليماني - نصر الله الخبيثة" إنما هو أمر يضر بالجميع واننا واثقون من ان الشيعة العرب سوف يكونون بمستوى المسؤولية التي عهدناهم دائما عليها ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).