قصصنا واستعادة أعمالنا الفنية من بعض المؤسسات الفنية كثيرة ولا يخلو كثير منا من بعضها، قد تتابع وتلح بعض المراكز او القاعات او حتى الدوائر الحكومية كثيرا للمشاركة في نشاط ستقيمه، متعهدين ان الاعمال في الحفظ والصون وانها ستعاد فور انتهاء المناسبة اذا لم يتم بيعها او اقتنائها، قد تصدق ذلك وتبعث بأعمالك لكنك قد تصطدم بشيء من التسويف والاعتذار وربما الاهمال والتجاهل عندما تنتهي المناسبة من البعض، كتب الفنان مهدي راجح قبل أشهر مثل هذا الاشكال على صفحته في الفيس بوك فاعماله المشاركة في معرض او معارض احدى الدوائر الرسمية ذات العلاقة بالفن لم ترجع كلها ولم يزل يطالب.
قبل عقود وعندما كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب تنظم المعارض كانت اعداد هائلة من الاعمال يبعث بها الفنانون للمشاركة في معارضها الداخلية او مناسباتها الخارجية الا ان اقتناء معظم اعمال معارضها الداخلية يخفف بعض الشيء، لكن عندما تكون الاعمال المقدمة اكثر من اللازم فضياع الاعمال او اهمالها وارد، وقد كان حماسنا كبيرا وطرق الاتصال لم تكن بالسهولة ومع الوقت نتعب وربما نتناسي وهم ينسون فتكون الاعمال في عداد المفقود لكن ان يمتد ذلك الى عهد قريب وقد تبنت وزارة الثقافة والاعلام النشاط والفعاليات التشكيلية فهذا عليه اسئلة كثيرة.
لي اكثر من تجربة مع بعض الجهات او القاعات الخاصة آخرها مع احد الاتيليهات في جدة التي كان لها مع احد المستشفيات مشروع تجميل، ولبعض الاشكالات لم يتم الدفع كاملا في حينها فانتظر الفنانون الى ان حلت المشكلة قبل شهور قليلة، وبدأت في دفع مستحقات الفنانين وبقي الفنانون الذين لم يتم اختيار كل ما قدموه ينتظرون اعادة اعمالهم غير المشتراة وانا واحد منهم. قال لي احد موظفي الشركة وكان ذلك قبل رجب الماضي انه سيتم الارسال ولكن اللا مبالاة وعدم الاهتمام والتسويف هو ما يحصل. أتذكر قبل عدة اعوام حكاية احد الاخوة ممن اراد تنظيم معرض وجهز له اللوحات الصغيرة للرسم عليها بمقاسات، محددة الا ان صاحبنا لم يلتزم بمواعيده وقد طلبت اعادة اعمالي فاخذ يسوف، ويضع الاعذار الى ان تم تصعيد الموضوع الى بعض الجهات المختصة فاعاد لي الاعمال على مضض، علما بان المشروع لم تتم اقامته حتى الآن، وربما أعمال الزملاء الفنانين لم تزل في حوزته، ومسابقة معروفة للفنون هي الاخرى وفي آخر دوراتها سكتت على اعمال الفنانين فلم تعدها ولم تُقم المناسبة وقد كتبت في حينها ورد عليّ راعي الجائزة ومنظمها. في مستودعات بعض المراكز الفنية والجهات اعمال كثيرة وقد زرت بيت التشكيليين في جدة قبل اعوام، بحثا عن بعض اعمالي فوجدت ركاما من الاعمال التي تتحسر على طريقة حفظها، وقد قامت آخر ادارات البيت باعادة ترتيب الاعمال والاعلان للفنانين باستلام اعمالهم من البيت، ولا اعلم مقدار الاستجابة من زملائنا، كما ان احد اتيليهات جدة هو الآخر في مستودعه ما يكفي لاقامة عدة معارض. ومع فنان شهير راحل لنا حكاية، فقد نظم معرضا خارجيا شارك فيه باعمال عدد من الفنانين السعوديين والعرب وقد توفي الرجل والاعمال لم تزل في عهدته فهي ليست كما علمت في جمعية الثقافة والفنون بجدة التي كان يديرها، بمعنى انها في منزله او متحفه بجدة، والذي كنا نتأمله ان يتفهم ورثته الامر ويتواصلوا مع الفنانين إبراء لذمة والدهم، وانا هنا لا اريد الخوض في بعض التفاصيل محبة وتقديرا للفنان الراحل، وللصداقة التي كنا عليها.
أعمال عدد من الفنانين السعوديين لها حكايات بين أسواق الحراج، وسوق ابن قاسم في الرياض، والجمارك وبعض قاعات العرض وغيرها.
