ذكر عضو إفتاء المنطقة الشرقية الشيخ خلف بن محمد المطلق أن الإسلام جاء ليكون وسطاً بين الأديان (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس)، وهو وسط في باب «التكفير» بين الخوارج الذين يكفرون الناس بالمعصية الكبيرة فيستحلون دمه وماله، وبين المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان معصية فيعطلون بذلك شريعة الله. جاء ذلك في مداخلته في برنامج «الخط الأبيض» الذي تبثه قناة الثقافية أثناء استضافة شباب فريق حنا بخير التطوعي لمبادرات الأمن الفكري، وأشار فضيلته إلى أن علاج باب التكفير يبدأ بالرجوع لدراسة العقيدة الصحيحة، وأصناف الذين يدخلون الجنة في القرآن هم إما ظالم لنفسه أو مقتصد أو سابق بالخيرات، فيأتي هؤلاء الخوارج يكفرون الظالم لنفسه ليفسحوا المجال لاستحلال دمه وماله بالقتل أو التفجير.
ونوّه «المطلق» بأن القضايا التي حكم فيها العلماء الراسخون في العلم بأنها «كفر» إنزالها على الواقع ليس متاحاً لكل أحد، إذ لها شروط تنطبق عليها، وموانع تنتفى عنها، وإقامة الحجة على من تلبّس بها بصورة لا تختلط فيها مع غيرها من الأحكام، سواء أكان ذلك على الأفراد وأشد من ذلك على الجهات.
وأوضح عضو الإفتاء أن عقيدة أهل السنة والجماعة بريئة من استحلال الدماء. ثم ذكر أن الأمن ينقسم إلى قسمين (أمن علاجي) وهو لأهل الاختصاص من الدولة، و(أمن وقائي) ويقوم بتكاتف جهود الدعاة إلى الله والقضاة وأهل الفكر والإعلاميين، وننطلق بها من منطلقات العلاج الشرعي. أما عن دور الأسرة في احتواء مشكلة الفكر المتشدد في أبنائها فقال الشيخ المطلق: لا يستطيع كل أب أن يقنع أولاده بتغيير منهجهم، فالواجب أن يأخذه إلى من يثق في دينه وأمانته وعلمه وفي حكمته ليعرضه عليه، من طلبة العلم و العلماء، ممن سبق لهم معالجة مثل هذه الأفكار.
ويجب أن يتحلى الدعاة الذين أنيط بهم علاج هذه الظاهرة الشاذة بالصبر والاطلاع الوافي بشبهات هؤلاء، وأن ينتهج في علاجها أقرب السبل، وأن يحرص على ألا تزيد النفرة بين المتصدي للعلاج وبين الشباب.
وأشار فضيلته إلى ضرورة عقد ورش عمل يتبادل فيها الدعاة الخبرة والمعرفة الدقيقة مع أهل الاختصاص في علاج العنف والتطرّف، ومداولة أحدث وسائل الإقناع وأكثرها مواءمة مع هؤلاء الشباب الذين جرفتهم الشبكات التواصلية نحو التشدد والغلو.
وختم مداخلته بإشادة الشيخ خلف بفريق حنا بخير لمبادرات الأمن الفكري بالمنطقة الشرقية وفكرته التي انطلقت من توعية الشباب من خطر الفكر الضال، وحمل هذا الهمّ على عاتقهم بناء على توجيهات ولاة الأمر والعلماء.