DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فَتَبيّنوا!

فَتَبيّنوا!

فَتَبيّنوا!
رغم ما لوسائل التواصل الاجتماعي من فوائد عظيمة، إلا أنها كلها تأتي مع ضريبة ليست مادية أبدا بقدر ما هي اجتماعية مؤذية، وما تلك الضريبة إلا نتيجة محتمة لسوء الاستخدام من قبل بعض المستخدمين هداهم الله، فكثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي للأسف يأخذون كل ما يصلهم على أنه حقيقة مسلمة لا يفكرون أبدا بالتأكد من صحتها وحقيقة أمرها من مصادر أو جهات موثوقة، ويستمرون بذلك التصرف جاعلين أنفسهم أدوات مجانية لنشر الإشاعات المغرضة والأخبار الكاذبة والإعلانات القديمة والأحاديث الموضوعة والمكذوبة والتحذيرات التافهة والأدعية المبتدعة والقصص والروايات المزورة والشهادات المختلقة والمفبركة، وفي كل مجال، الطب والدين والسياسة والفن والتجارة والتغذية والتربية والمجتمع وغيرها، وتتعطل عقولهم تماما في الأزمات وعند النوازل والكربات، فلا تعليقات ولا صور ولا مقاطع يمكن أن تقف عند حدود أجهزتهم حتى اختلط الحابل بالنابل لدى الكثير من العوام وأضحت الخرافات مسلمات، والمفبركات أدلة وإثباتات، وضاعت الحقيقة في أعين الكثير وأمسى الكذب صدقاً، فتشوهت الرؤية لديهم وتلوثت مصادرهم في الحكم على الأمور، وقد ذكر الله أمثال هؤلاء في كتابه الكريم الذي لو تدبره عباده حق التدبر، لوجدوا بِه حلا لجميع مشاكلهم، حيث قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، وقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»، وقال أيضا: «وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»! كما حذر رسول صلى الله عليه وسلم عن مثل تلك التصرفات حيث قال: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)، فهل نتعاهد يا ترى أن يكون هدي الله ورسوله شعارنا في التعامل مع كل ما يصلنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل سنتأكد قبل أن نرسل من حقيقة ومصداقية وجدوى ما سنرسله؟ أسأل الله ان يهدينا جميعا لذلك.