DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من معرض الرياض الدولي للكتاب العام الماضي

مثقفو الشرقية: الخصائص الفريدة لمنطقتنا تؤهلها لاحتضان معرض دولي للكتاب

من معرض الرياض الدولي للكتاب العام الماضي
 من معرض الرياض الدولي للكتاب العام الماضي
أخبار متعلقة
 
بعد صدور الموافقة على إقامة معرض دولي للكتاب في جدة ينطلق في ديسمبر القادم، ومع الأخذ في الاعتبار خصوصية الشرقية وقربها من دول الخليج.. كيف ينظر مثقفو الجانب الشرقي من الوطن إلى توسيع التجربة لتشمل المنطقة الشرقية؟ وما أهمية ذلك؟ وما هي فرص نجاح وتميز هذا المعرض عن معرضي الرياض وجدة؟ وما الذي يحتاجه معرض الشرقية ليشكل إضافة نوعية؟!! هذا ما نجد الإجابة عليه ضمن مشاركات أدباء ومثقفين من المنطقة ومهتمين بالثقافة والقراءة.. لا للاستعجال في البدء، يؤكد الشاعر مفرّح الشقيقي أنّ الكتاب، أينما وجد، وجدت المعرفة، وتعدد المعارض في صالح المشهد الثقافي والاجتماعي والمعرفي، ويمكنه أن يخلق جيلاً مؤمناً بالكتاب، هذا كله، إضافة إلى اعتبار المنطقة الشرقية واحدة من أكبر مدن المملكة، وقادرة على إنجاح المعرض، وصناعة منافسة محلية معرفية. إضافة إلى أن موقعها الجغرافي والثقافي يكسبها بعداً مهماً بإمكانه صنع المفارقة، ولكني لست مع الاستعجال في هذا الأمر الآن حتى نقيس مدى نجاح معرض جدة. جسر خليجي فيما يؤكد الروائي الدكتور حسن الشيخ أن إقامة معرض دولي للكتاب في المنطقة الشرقية سيكون تجربة متميزة وإضافة حقيقية للشأن الثقافي في المنطقة. ولعلّ الأسباب التي تدعو إلى أهمية إقامة مثل هذا المعرض في مدينة الدمام تحديدا تكمن في اتساع جغرافية المملكة العربية السعودية وتعدد الحواضر العمرانية فيها. ويضيف: الرياض وجدة والدمام وغيرها من الحواضر العمرانية التي تمتد على مساحة جغرافية واسعة ولكل منها جمهورها الثقافي والفكري المتميز.. هذا الطيف الواسع الجميل والممتد من الخليج العربي إلى البحر الأحمر مرورا بعاصمة المملكة يستحق هذا الحدث الثقافي الكبير. ويشير الشيخ إلى الخصوصية الجغرافية للمنطقة بقوله: لا ننسى أن المنطقة الشرقية وبحكم موقعها الجغرافي المتوسط لدول الخليج العربي فإن جمهورها الثقافي يمتد من الكويت شمالا حتى مسقط جنوبا، ولا شك أن إقامة معرض للكتاب سيجذب المثقف الخليجي إلى منتجات الأدب المحلي، وسيساهم هذا المعرض في تجسير العمل الثقافي بين دول مجلس التعاون الخليجي، بل وسيكون المعرض الدولي للكتاب في الدمام في مسار متوازن مع معارض الكتب الدولية في العواصم الخليجية الخمس الأخرى ورديفا لها. عاصمة خليجية ويتوقع الشيخ إمكانية تحول الدمام إلى عاصمة ثقافية بقوله: كما ان المنطقة الشرقية هي نفسها وبوجود ناديين ادبيين سيشكل المعرض دعما لهذه الأندية الأدبية ويعزز حضورها محليا واقليميا، وسيجعل من الدمام عاصمة للثقافة الخليجية، بل سيعمل على جذب الاديب والمثقف الخليجي للدمام بدلا من بقاء الاديب في مدينة الدمام ملاحقا للنتاج والحدث الثقافي في العواصم الخليحية الأخرى. ويختم الشيخ قائلا: سيساهم المعرض في لفت أنظار الاديب السعودي إلى الجانب الشرقي من الوطن والتعرف عن قرب على نتاجه الفكري.. ان إقامة معرض دولي للكتاب سيعزز اللحمة الثقافية للمملكة على اختلاف مشاربها الفكرية، وبالإضافة إلى الميزات الثقافية التي ستحصدها المنطقة الشرقية من جراء إقامة معرض دولي، فهناك المكاسب الاقتصادية التي ستحصدها المنطقة الشرقية من جراء إقامة هذا المعرض على أراضيها. منافسة قوية المهندس ضيا البوعلي هو أحد المثقفين المتابعين للمعارض الدولية للكتاب في الرياض والبحرين، يرى أنّ توسيع تجربة معرض الكتاب للمنطقة الشرقية أمرٌ جميل، وهي فرصة ان تأخذ المنطقة نصيبها من الحضور الثقافي، إلا أنه يلفت إلى أن المنافسة ستكون أقوى في الشرقية نظرا لقربها من معرض البحرين. وعن خصوصية المكان وخصائصه يقول: بالتأكيد سيكون للمعرض تميز عن معرضي الرياض وجدة، فالحضور سيكون خليطا من كل التوجهات، بالاضافة الى مركزية المنطقة الشرقية، لكن وجود معرض بالشرقية سيكون له منافس اقوى وهو معرض البحرين.. فعلى الرغم من تميز المكان على جدة والرياض الا انه يحتاج الى تميز النشاط لينافس معرض البحرين. ويختم البوعلي قائلا: لكي يكون بالمعرض إضافة نوعية عن معرضي الرياض وجدة، فيلزم قراءة معرض الكتاب بالبحرين، وأن لا يقل عنه من ناحية النشاطات وتنوعها وانفتاحها، لأن الاضافة النوعية يلزم ان تتعدى ليس فقط معرض جدة والرياض بل تتعدى حتى معرض البحرين. خدمة للمنطقة الكاتب عبدالله الرستم أكّد أنّ إقامة معرض كتاب في المنطقة الشرقية من المطالب الضرورية؛ كونها منطقة ذات كثافة سكانية ومكانة علمية لما تحمله من تعدد في الثقافات، إضافة إلى أن بها أكثر من ثلاث جامعات، وهذا ما يؤهلها أن تحتضن معرضاً دولياً للكتاب. إضافة لذلك فإنه قبل خمسة عشر عاماً أقامت جامعة الملك فيصل بفرعيها الأحساء والدمام معرضاً للكتاب وﻻقى قبوﻻً وحضوراً جميلا، ولذا فإنه سيلاقي حضوراً نوعياً لو كان المعرض دولياً يليق بالمنطقة أن تحتضن مثل هذه الفعاليات الثقافية. ويضيف الرستم: لا شك أنه سيحقق نجاحاً كبيراً؛ وذلك لتعطش أبناء المنطقة للثقافة وركضهم خلف المعرفة أينما وجدت، خصوصاً وأن أبناء المنطقة الشرقية لهم حضورهم الكبير والملموس في معرض الكتاب بالرياض ومعارض دول الخليج، إضافة الى أن هناك الكثير من الإصدارات بأقلام أبناء المنطقة والتي لها وزنها وثقلها وحريٌ بمرتادي المعرض التعرّف على إصدارات الباحثين من أبناء هذه البقعة من الوطن. ويؤكد الرستم أنّ المعرض يحتاج إلى إعلام يتناسب وحجمه، وتقديم دعوات لدور النشر في المنطقة لتعريف روّاد المعرض بإصدارات أبناء المنطقة، وتكريم الشخصيات العلمية للتعريف بهم، وتنظيم برامج ثقافية مشتركة بين باحثي المنطقة والمناطق الأخرى، واستقطاب بعض الشخصيات العلمية من خارج الوطن للتعرّف عليهم وتعريفهم بما تحمله المنطقة من ثقل علمي وتاريخي وحضاري. عرس ثقافي في حين أوضح الكاتب كاظم الخليفة أنّ الهدف من إقامة معرض الكتاب ليس هو التبضع، فمواقع خدمات إيصال الكتاب كأمازون وجملون تقوم بذلك، وبشكل مريح، إنما هو قيمة ثقافية رفيعة رسختها عميقاً الأسواق العربية في الجاهلية بتفعيل التواصل الأدبي والمعرفي مثل عكاظ وَدُومَة الجندل والمُشَقّر. ويضيف: لذلك وعندما تتنوع أماكن إقامة هذه المعارض، فهي في مؤداها تشي بنوع من التكثيف الدلالي لرمزية الكتاب ودعوة المجتمع المحلي إلى الاحتفاء به. فعندما ينعقد معرض الكتاب في منطقة نجد أنه ومن الطبيعي أن تصاحبه الكثير من الفعاليات الثقافية والأدبية "كعرس ثقافي"، بالإضافة إلى إتاحته الفرصة لطلبة المدارس لزيارته مما يغرس حب الكتاب والمعرفة في نفوس الأجيال القادمة. ويختم الخليفة بالقول: من هنا تصبح المناشدة بإقامته في المنطقة الشرقية مبررة وضرورية، وكذلك أقترح عند الموافقة على إقامته، أن توظف الطاقات الإبداعية لأهل المنطقة في إقامة ورش كتابة لجميع الفئات العمرية حتى يكون مهرجاناً للكتاب في بعديه: القراءة والتأليف. عدوى حميدة ويرى القاص ناصر الحسن أهمية توسيع تجربة معرض الكتاب الدولي إلى بقية مناطق المملكة؛ كون المنطقة الشرقية زاخرة بتعدد الثقافات، ومختلف المشارب، وهي منطقة وسطى بين دول الخليج، ويقصدها أهل الخليج، وجنوب العراق، ونجد، وغيرها. ويضيف: ويعتبر المعرض ظاهرة ثقافية صحية يجب التشجيع على استمرارها وبقائها ليس مرة واحدة كل سنة بل طوال العام. فبحسب إحصائية هيئة الأمم المتحدة، فإن معدل نصيب الفرد العربي من قراءة الكتب لا يتجاوز الصفحة الواحدة كل عام، وهذه كارثة ثقافية واجتماعية بكل المقاييس لو صدقت!. أما فرص النجاح فيقول الحسن "هي كبيرة جداً"، ففي البحرين مثلاً لا يقام معرض الكتاب الدولي إلا مرة واحدة كل عامين، وبين معرض الكويت وقطر، والامارات، أشهر متباعدة جداً، أضف إلى ذلك أن المعرض لا يتجاوز الأسبوع أو عشرة أيام كحد أقصى، وهذه الأيام قد ينشغل الإنسان، أو يطرأ له عارض يمنعه من الحضور والتفاعل، وبالتالي يحتاج أن ينتظر إلى عام آخر، ومن هنا يستطيع أن يتدارك الفرصة بالحضور إلى المنطقة. وعمّا يحتاجه المعرض كي يشكل إضافة نوعية يقول: يحتاج إلى زيادة الأنشطة الثقافية، كإقامة معارض تشكيلية، ومسرحيات ترفيهية، ورحلات مدرسية، واستضافة لاعبي كرة قدم دوليين، لأنهم قدوة لكثير من الشباب، وأماسي شعرية شعبية كي تجذب أكبر عدد من الزوار، وبالتالي إيصال الكتب إلى أكبر شريحة من الناس، فكما أن المرض والاستهلاك عدوى ضارة، فالقراءة عدوى حميدة تحتاج من يذكيها. رسالة خليجية ويقول الشاعر علي النحوي: لقد استبشر المثقفون خيرا حينما استجيب لدعوتهم بإقامة معارض كتاب متعددة في المملكة مع كون معرض الرياض ما زال يؤدي دورا ثقافيا نوعيا، حيث وجوده بقلب المملكة المترامية الأطراف، ولقد جاءت الموافقة على إقامة معرض جدة، حيث ساحل البحر الأحمر، مؤذنة بموافقة أخرى لمعرض كتاب على ساحل الخليج العربي في الأحساء أو الدمام، وبذلك يكون الكتاب قد ارخى جناحيه على ساحلي المملكة المهمين، الموغلين في العمق الحضري والثقافي. ويضيف: إن معرض كتاب جدة الآتي يعتبر امتدادا حيويا لمعرض الرياض، ولن يكتملا إلا بمعرض ثالث في الشرقية، التي تتميز باحتضانها للحدود مع جميع دول الخليج العربي، لذا سيكون معرضها فاعلا ومؤثرا في المشهد الخليجي، وسيتطلع إليه كل الخليجيين لثقتهم بتميز معرض الرياض الذي ينتظرونه كل عام. ويؤكد النحوي: أن وجود معرض كتاب في الشرقية سيوجد نوعا من التعالق المثمر مع جيران مثقفي المنطقة الخليجيين، وهنا تأتي أهمية توسيع تمثيل مؤسسات دول الخليج في معرض الشرقية خاصة، لوجود سمات ثقافية مشتركة، ولوجود علائق ثقافية ذات طبائع متشابهة، وبذلك يكون المعرض ملتقى لأبناء الخليج ومعبرا عن طموحاتهم المشتركة. ويختم بالقول: إن معرض الشرقية الذي نأمل أن يتحول من حلم إلى واقع سيكون رسالة المملكة لكل دول الخليج، وسيكون المظلة التي تحقق كثيرا من تطلعات شعوب هذا الخليج الذي لم يخمد بيوم ما صوت نهاميه ولم يُخذل حلم مريديه. أرضية سياحية ويقول الكاتب والإعلامي أحمد الهلال: المساحة الجغرافية وطبيعة الجغرافيا للمنطقة الشرقية تؤهلها بامتياز ﻹقامة معرض دولي للكتاب بشكل دائم، فمساحة المنطقة الشرقية بالنسبة للمملكة مساحة شاسعة، بل تعد المساحة اﻷكبر قياسا بالمناطق اﻷخرى، إضافة إلى أن الحراك الثقافي بهذه المنطقة شهد في السنوات اﻷخيرة ازدهارا وتنوعا ملحوظا، شكل إضافة نوعية ومميزة للحراك الثقافي لعموم الوطن، ناهيك أن مدينتي الدمام والخبر باتتا مدنا سياحة يرتادها سنوياً الكثير من السياح من داخل المملكة ومن خارجها، من دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول، وبها كل ما يحتاجه السائح، مما يجعل إقامة معرض دولي للكتاب بالمنطقة الشرقية فكرة ناجحة تحتاج فقط لتطبيق، لتنعكس بعد ذلك على السياحة والحراك الثقافي والمعرفي للمنطقة وعموم الوطن. ويضيف: ناهيك أن مساحة المملكة مساحة شاسعة، ومتنوعة جغرافيا، وثقافيا، مما يجعل إقامة أكثر من معرض دولي للكتاب أمر تفرضه المساحة والتنوع الجغرافي والثقافي، وقبل ذلك اﻻرضية السياحية المؤهله، إضافة إلى أن مثل هذه المعارض سوف تنعكس قطعا على الحراك الثقافي للمملكة وتكون واحدة من المحفزات على تشجيع السياحة الوطنية. ويختم الهلال بالقول: من هنا أتمنى من وزارة الثقافة والإعلام بعد موافقتها على إقامة معرض دولي للكتاب بجدة، أن تسارع لاستنساخ ذات التجربة بالمنطقة الشرقية، فهذه الخطوة في ظني ستكون لها انعكاساتها اﻹيجابية الكثيرة على أبناء المنطقة والوطن، وتكون رافدا من روافد السياحة والمعرفة. إقبال مضاعف ويقول الشاعر ياسر آل غريب: المملكة مترامية الأطراف، فلو كان لكل منطقة معرض كتاب إضافة إلى المعرض الرئيس، فإن ذلك سيسهم كثيرا بالاهتمام بالكتاب وصنع الحراك الثقافي المصاحب له. ومعرض الشرقية لو تحقق فإنه سيخدم أبناء المنطقة في محافظاتها المتعددة، وسيكون محطة للإخوة في دول الخليج خاصة القريبة من مركز المنطقة: البحرين وقطر والكويت، أي أن الإقبال سيتضاعف، وهذا هو المطلوب في مثل هذه المعارض التي ينبغي أن تقوم بالجذب. معرض الكتاب هو ليس تسويقا بالمفهوم التجاري الاقتصادي، بل مهرجان ثقافي بالمفهوم الأوسع حيث يلتقي المثقفون وجها لوجه في أجواء تفاعلية، وحيث تقام الأنشطة من ندوات وحوارات وأمسيات، ما يحتاجه معرضنا المؤجل هو العمل على تشجيع رواد المعرض والاشتغال على جذبهم وتوسيع فئة القرّاء في المجتمع.