الحديث عن المعسكرات الخارجية حديث يتكرر كل عام هناك من يعتقد أن المعسكرات لا فائدة منها، وهناك من يؤمن بأهميتها فالموسم الرياضي له ثلاث فترات الفترة الأولى تسمى فترة الإعداد وهي الفترة المهمة جدًا، وفيها تقيم الأندية معسكراتها الخارجية والفترة الثانية فترة المسابقات، وهي الفترة التي يشارك فيها الفريق بالمباريات الرسمية المحلية والخارجية، والفترة الثالثة وهي فترة ما بعد انتهاء الموسم، وفيها يتمتع اللاعبون إما بالراحة أو المشاركة إذا كان هناك مشاركة للمنتخبات وتختلف من فريق إلى آخر وحسب ظروف المسابقات الإقليمية أو العالمية.
ولأهمية فترة الإعداد فإن كل الفرق تقيم معسكرات خارجية لما لها من مكتسبات إيجابية كثيرة ففي الخارج يستفيد الفريق من اليوم بفترتي تدريب، وهو ما لا يمكن تطبيقه هنا بسبب الطقس العالي الحرارة والرطوبة، وهناك يتم تعويد اللاعبين على النوم والتغذية الصحية وفق أوقات تساعد اللاعب على بذل الجهد ورفع المعدل اللياقي والفني والصحي، ولكل المعسكرات آثار اجتماعية للاعبين، وكل ما يحيط بالفريق من أجهزة طبية وفنية وإدارية.
التكلفة المالية للمعسكرات لا تتجاوز نصف مليون ريال تقل أو تزيد قليلًا وفق عدد الأيام والمكان فهناك معسكرات لا تتجاوز ٢٠٠٠٠٠ ريال، وهي قيمة غير مكلفة وفق ميزانية الفريق لموسم كامل إذا علمنا أن تكاليف جلب حكام أجانب لمباراة واحدة بالدوري تصل إلى ١٣٠٠٠٠ ريال تقريبًا.
فترة الإعداد ليس بالضرورة ان تكون جميع مبارياتها قوية فهي فترة لكي تعد الفريق وتتعرف على اللاعبين خصوصًا اللاعبين الجدد أو المنضمين للفريق حاليًا محليين أو أجانب فلا بد أن يكون الفريق منسجمًا ومترابطًا وذلك لن يكون إلا بعد أن يتم فيه مشاركة الجميع مع بعضهم البعض في الأكل والشرب والتدريب والترفيه والتعرف على أساليب وأفكار الجهاز الفني فهناك فرق تبدأ مبارياتها مع فرق أقل منها فنيًا بكثير فالهدف ليس الفوز وكم نسبة التهديف، ولكن قد يكون الهدف تغير شكل التدريب اليومي أو لتطبيق شكل هجومي مشابه لما قد تقابل فيه فريق بالدوري من الفرق الأقل فنيًا أو للعمل بالشكل التصاعدي مباراة ضعيفة فمتوسطة فقوية.
والأصل بكرة القدم اللياقة فاللاعب يركض ويجري خلال المباراة أكثر بكثير من لمس الكرة، فاللاعب الذي يتفوق مهاريًا لن يستطيع المشاركة بالمباراة دون أن يكون لديه رصيد لياقي، وأفضل وقت لاكتساب اللياقة سيكون في فترة الإعداد ليس بالشكل الكامل فالوصول للشكل الكامل يستغرق وقتًا ومباريات، وهذا يعني أن اللاعب لن يصل بمستواه اللياقي الكامل إلا مع المباريات الرسمية حسب نوعية اللاعب.
في السابق كانت المعسكرات محصورة بالفرق المشاركة بالدوري الممتاز كما هو الآن تحت مسمى دوري عبداللطيف جميل، ولم يكن لدى فرق الدرجة الاولى معسكرات خارجية، ولكن في السنوات الاخيرة حتى فرق دوري الدرجة الاولى أصبحت تقيم معسكرات خارجية كما هو حال البعض هذا الصيف، وربما نشاهد في السنوات القادمة أندية الدرجة الثانية.
المؤسف أن بعض الفرق تقيم معسكراتها دون ان تكمل صفقاتها الأجنبية، فالفرق التي تقيم معسكراتها مكتملة العدد ستكون لها الافضلية خصوصًا في بداية المسابقات حسب هدف كل فريق، فلا يعني اكتمال العدد لفريق طموحه البقاء أنه سيتصدر الدوري، ولكن الاكتمال وفق الهدف وفي الغالب إن الفرق التي تفكر بالبقاء عليها حصد نقاط الجولات الاولى أو حصد نقاط بالدور الأول فالدور الثاني سيكون صعبًا عليها.
في كرة القدم ليس هناك ضمانات لأي فريق فالموسم طويل، وهناك أمور غيبية لا يعلمها الا الله، ولكن من الواجب على الكل الاستعداد والاعداد الجيد، فذلك عنوان واضح وبارز أن الفرق التي استعدت جيدًا ستكون لها الافضلية، والانجازات تتحقق وفق طموح كل فريق، فهناك فرق تتنافس على البطولات وفرق تتنافس على البقاء، وفرق تريد ان يكون لها نصيب من المشاركات الخارجية، وما علينا إلا أن ننتظر نتائج تلك المعسكرات مع بداية الموسم.
