DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشيخ عبدالله بن بيه

ابن بيّه: رجال الدين والسياسة لم يملأوا فراغ الشباب

الشيخ عبدالله بن بيه
الشيخ عبدالله بن بيه
أخبار متعلقة
 
يرى الشيخ د. عبدالله بن بيّه أن المناهج والبرامج الشرعية في كافة الميادين يجب أن تُطور لتلائم العصر من رَحِمِ الشريعة وليس خارج الشريعة، فالإسلام دين سلام وليس كلاماً، ليس هذا كلاماً إنما هو حقائق، لكن علينا أن نرجع إلى هذه الحقائق أن نبرزها، كل دينٍ، يمكن أن يُستعمل في السلام ويُستعمل في الحرب.. يمكن أن يُستنجد به في السلام وفي الحرب، لكن الأديان جاءت لمصالح البشرية -كما يقول الشاطبي- الشريعة لمصالح البشرية في عاجلهم وآجلهم، وأن هذا المبدأ لا يُختلف فيه. إذاً.. هل من الصالح أن نظل في دوامة الحرب والقتل ووقف جهود التنمية والبغضاء المتبادلة وضياع الأوطان والأديان؟ هذا ليس صحيحاً.. ليس صحيحاً.. يجب إقناع الشباب واستعمال طاقات الشباب في قنوات الخير.. في قنوات البناء، الفراغ ليس ممكناً، لا بد أن تَستعمل هذه الطاقات في قنوات الخير وإلا فإنها ستُستعمل في قنواتٍ أخرى، كما قال أحد الحكماء (ابن عطاء الله الصوفي): النفس إذا لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل؛ لأن الإنسان دائماً يبحث عن أن يشتغل بشيء.. فهذا هو الإشكال: تشغيل العاطلين.. تثقيف الجاهلين أو تعليم الأميين، برنامجٌ كبير ورشة كبيرة.. لكن هذا التحدي لا بد أن يواجَه.. هذا عصر متغيرٌ تغيراً كبيراً جداً وبالتالي لا يمكن أن يواجَه بما كانت تواجَه به الأحداث في العصور السابقة. وأضاف ابن بيّه: فالذي نحاوله هو أن نقدم من رَحِمِ الإسلام المبادئ والمفاهيم التي تخدم السلام والتي تبين أن الطريق الصحيح هي طريق السلام وليست طريق الحرب، وهذا هو الذي تضمنه البيان الذي أصدرتُه تحت عنوان (ليست هذه بطريق الجنة). فالحل هو أنواعٌ؛ هناك الحل الذي يتعلق بالمظالم سواءً كانت مظالم حقيقية أو فئوية أو اجتماعية أو اقتصادية أو اعتداءات من طرفٍ على آخر.. مظالم.. توجد مظالم.. هذه الدنيا هي دار مظالم. وذكر جملة من الحلول التي تقلّص المد العنفي لداعش وغيرها من الجماعات، هو أن نطفئ الحريق أولاً وفي نفس الوقت نبحث نحاول أن نجيب على سؤال (لماذا) لكن قبله نقول (كيف) كيف نطفئ الحريق؟ عادةً الأسئلة المسماة بأسئلة المفاتيح هي مرتبة؛ (ماذا) أي شيء ماذا يجري؟ (لماذا) ما هي الأسباب والعلل من ورائه؟ ثم (كيف) نواجهه؟ نحن الآن نقفز على السؤال الثالث (كيف)؛ لأن الوقت لا ينتظر، والتكلفة البشرية والنفسية كبيرة، ومع الوقت يزداد تدهور الوضع. وحول صوت الطرف في العالم، أهو أعلى من صوت الاعتدال أجاب معالي الشيخ عبدالله بن نبيّه: بالتأكيد صوت التطرف عال؛ لأنه يستعمل الوسائل الفتاكة، الوسائل الكبيرة، وبالتالي إذا استُعملت هذه الوسائل طبعاً الصحافة تهتم بهذا فقط، صوت الاعتدال هو صوتٌ ضعيف أو أحياناً لا يكون مسموعاً، إذا نشبت الحرب فإن المعتدل في الغالب يكون في بيته قابعاً؛ لأن الحياد تضيق به الأرض؛ تضيق الأرض بما رحبت بالمعتدل، لأن كل طرفٍ إذا لم تتفق معه يحسَبك عدواً بدلاً من أن تكون أخاً.. من أن تكون ناصحاً.. من أن تكون إنساناً.. فهذه الأنانية المتضخمة والهُويات العدوانية دعني أسمّها Aggressive هذا أدى إلى مشكلاتٍ كبيرة يعيشها المجتمع الإسلامي، وكان رد فعلنا هو إنشاء هذا المنتدى تعزيز السِلم في المجتمعات المسلمة في أبو ظبي. وختم حديثه حول التطرّف قائلاً: إن الطبيعة لا تحتمل الفراغ، هؤلاء الشباب عندهم فراغ، مع الأسف رجال الدين ورجال السياسة لم يملأوا هذا الفراغ، فانجرفوا مع هذا التيار الذي له أنصار وأعوان ومفكرون ومنظرون، ومع وجود مظالم لا شك في بعض المناطق أيضاً هي أدت إلى جملةٍ من العوامل وجملةٍ من المبررات - وإن كانت الحروب لا تبرَر - لكن من الأسباب التي جعلت الكثير من الشباب ينخرط في هذا الأمر، فلا بد من إعادة النظر في أصل السؤال وهو: كيف نعالج هذه الجذور في نفس الوقت الذي نوقف فيه هذه الحروب المجنونة؟