تطرفت «البروبغندا» الإيرانية في أوصاف «النصر» المبين الذي حققه نظام المرشد خامنئي على «الشيطان الأكبر» فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وشارك آلاف المنظمات والجمعيات الموالية لطهران في الضرب على الدفوف والتغني بـ «عبقرية» المرشد وصموده.
وأيضاً لم تقصر «بروبغندا» الديمقراطيين الأمريكيين وإدارة الرئيس باراك أوباما عن نظام طهران في أوصاف «النصر» المبين للإدارة الأمريكية على «محور الشر» الخامنئي. ويحشد الديمقراطيون جمعيات الضغط الخاصة ومحاسيبهم لدعم الاتفاق، في مقابل رفض المحافظين الجمهوريين الذين يحاولون تعرية جهود أوباما من أي مميزات لمنع الديمقراطيين من استخدامها في الانتخابات.
البروبغندا الإيرانية أعطت آمالاً عريضة تضليلية لموالي النظام، وخاصة فيما يتعلق بالـ150 مليارا، التي أصبحت تمثل «ولياً منتظرا» إذ أوحى النظام أنه سوف يحصل على المبلغ فوراً، وهذا الإيحاء يبدو أنه سوف يصدم المريدين ويتسبب بحالة كآبة عامة لدى آلاف المنظمات والجمعيات والأحزاب وخلايا التخريب وشبكات الدعاية التي يوظفها النظام وتنتظر حصتها من المليارات، وأيضاً سوف تحبط عشرات الملايين من الفقراء الإيرانيين الذين خدرهم النظام وطالبهم بالصبر على الفقر والحال المزرية في سبيل حروبه المقدسة ضد النواصب العرب.
ليس ذلك فحسب، بل ان آلاف الشركات الأمريكية والأوروبية التي أوهمتها الإدارة الأمريكية أن الإفراج عن المليارات الإيرانية سوف يمكنها من الحصول على عقود في «كل مجالات» البنية التحتية من صيانة الطيران إلى حقول النفط مروراً بتقنيات الاتصالات وحتى توريد المعلبات.
وواضح أن الخيبة سوف تعم الكرة الأرضية وسوف تعم المواطنين الإيرانيين على وجه الخصوص، لأن هذه المليارات لن تكفي حتى للانفاق على حروب النظام وخلاياه المحبطة، وسوف يوجه الجزء الأكبر منها لتسليح الحرس الثوري وتقويته في الداخل ليتحصن النظام من انتفاضة متوقعة في صفوف الفقراء الإيرانيين. وسوف تحصل روسيا وكوريا الشمالية على الحصة الأكبر من مليارات إيران التي يقرر الاتفاق الإفراج عنها تدريجياً وليس دفعة واحدة. ولن تجد الأحزاب والخلايا إلا الفتات.
وسوف يجد النظام نفسه محتاراً ومحرجاً مع الوزراء الأوروبيين الذين سيتهافتون على طهران للحصول على عقود ثمن موافقتهم على الاتفاق، فيما حرب نظام الأسد وحزب الله تحتاج عشرات المليارات للصمود، والحوثيون وعلي عبدالله صالح ينتظرون مليارات إيران ليحتفظوا بصنعاء أطول مدة من الوقت، وآلاف من أحزاب إيران واتباعها ووكلاء المرشد في العراق والخليج ونيجيريا والمغرب العربي وأوروبا والامريكيتين، وحتى في أقصى أيسلندا، ينتظرون الغنائم، وأيضاً آلاف الكتاب والمحللين والعرب وفي العالم المأجورين لإيران يتأهبون لـ«الهبر» مليارات.
في الحقيقة فإن نظام طهران وافق على الاتفاق مضطراً فهو نظام متأزم ويحاصره الإيرانيون بمطالبات تحسين البنية التحتية المنهارة، من المواصلات إلى الخدمات الصحية الصغيرة، وبحاجة ماسة إلى كل دولار. ورفضه لأي اتفاق يعرضه لضربة عسكرية إسرائيلية أو أمريكية. لهذا تجرع الخامنئي كأس الهزيمة، ووافق على الاتفاق، ولكن البروبغندا الإيرانية تنشط لتحويل الهزيمة إلى نصر.
وأيضاً الإدارة الأمريكية كان يمكنها أن تقيم الحالة الإيرانية، وتحصل على تنازلات أكبر بما فيها الغاء البرنامج كلياً، لكن إدارة أوباما كانت بحاجة إلى اتفاق سريع يتفادى الضربة العسكرية ولتوظيفه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأيضاً لا تود الاضطرار إلى توجيه ضربة عسكرية لإيران تلغي نفوذ طهران في العراق وسوريا. لأن النفوذ الإيراني يخدم إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، فهو يشغل العرب أعداء إسرائيل، ويضطر الخليجيون لشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية. وحصلت الولايات المتحدة وأوروبا على عقود عسكرية بعشرات المليارات مع الخليج، ما كانت ستوقع لولا الخطر الإيراني. والخامنئي ونظامه وخلاياه يعلمون أنهم يقدمون خدمات مثلى ومجانية ذهبية وتاريخية لـ«الشيطان الأكبر» ولإسرائيل، لم يحلما بها يوماً، لكن نظام طهران ينافق ويتظاهر بالعداء لأمريكا وإسرائيل.
وتر
سلام لعدن..
مدينة البحر ولؤلؤة العرب
ومراكب الصباح في المعلا
من هنا مر الأوباش..
والأشباح والبنادق..
أطفأوا قناديل مدينة الشمس..
واحرقوا مراكبها..
لتطوي البهية أفراحها..
ثم أشرق الأمل.
لتبوح الرهينة بأحزانها..
وأوجاعها..
في يوم النصر
لم يعد الصباح دخاناً..
ولا الجنائز قصة المجالس..