في مجتمعنا أشخاص يتلذذون بعذابات الآخرين، إما غباءً أو حسداً أو قلة مروءة، وإليك -عزيزي القارئ- نماذج منهم:
الذي لا يمكن أن تمر محادثة معه إلا ويعطيك صاروخ أرض- جو جرثوميا يطلقه تجاهك ثم يتبعه بابتسامة ملوثة أشد فتكاً من الكلمة الصاروخية التي سبقتها! ولا يسلم من هذا الشخص والد ولا والدة ولا أخ ولا أخت، المصيبة أنه يعتقد أن كلماته المؤذية وابتسامته من وسائل الإصلاح ولذلك يزداد تلذذه بزيادة وقع الكلمات والابتسامة المسمومة على وجه من أمامه!
يختفي خلف اسم مستعار في مواقع التواصل، ويبدأ في استفراغ نواتج قبح طويته وسواد قلبه على الناجحين والناجحات! والمشكلة في هذا المؤذي أنه يعتقد أن هذا أمر طبيعي في مواقع التواصل وان من آذاه فبين له سوء أدبه هو شخص ضيق صدر ولا يعرف أساليب الحوار!
موظف/ موظفة يعتقد أن كل معاملة تمر بسهولة وانسيابية لا بد أن فيها مشكلة نظامية، ولذلك يمتشق تعقيده ويبدأ في وضع العراقيل وتطويل الإجراءات متلذذاً بالعذاب الذي يعانيه المراجع!
كلما رأى حادثاً مرورياً سارع لحجز مكانه بالقرب من الحادث، ومن شدة اللذة يُذهل عمن خلفه وأمامه، ثم يأخذ وضعيته الاحترافية لالتقاط أشد الصور ألماً وأكثرها تشبعاً بالدماء والأشلاء، كل ذلك حتى يحقق سبقاً لا يدل إلا على قلة مروءته ووعيه!
يرى أخوات له يتسوقن فيضايقهن ظاناً أن كل فتاة هي صورة لما في عقله المريض، ولا يهمه أنه آذى عفيفة قد ترفع كفيها إلى السماء فتقصم ظهره!
يوقع ساذجة في حبائل شهواته، ثم يهددها ويبتزها بصورة التقطت في حين سذاجة أو انقياد للشيطان وقلة إدراك للعواقب، ولا يهمه حجم الألم والتدمير الذي تتعرض له هذه المسكينة!
يستغل بساطة من يتعامل معه وحسن ظنه برجل أعمال وطني! فيطفف بالأسعار ويتلاعب بمن أمامه، ولا يهمه المال الحرام الذي سينبت لحم أولاده منه، ولا حجم الألم الذي سيعاني منه من وثق به عندما يجد أنه غُبن!
لا أقول صادقاً إلا: خلصنا المولى من كل متلذذ بعذابات الآخرين وأبعدهم عنا وأبعدنا عنهم!
*متخصص بالشأن الاجتماعي