• طيلة السنوات الماضية.. حضرت أكثر من اجتماع في غرفة الشرقية نظمته «اللجنة العقارية»، حرصاً على زيادة ثقافتي حول هموم ذلك القطاع الضخم الذي تدور فيه مبالغ تقدر بترليوني ريال حسب تقارير تنشر هنا وهناك.. ولكني رغم ذلك الحرص لم أستفد كثيراً من حضور تلك اللقاءات لسبب بسيط وهو اختزالها دائما في هموم ومشاكل الأراضي سواء «مزادات أو محجوزات» وغيرها..
• لا أحد يستطيع إنكار أهمية تلك القضايا ولكن أن تطغى على المشهد طيلة أعوام عديدة فهذا اسمه تركيز متعمد، وكأن العقار وعالمه لا يوجد فيه سوى منظومة تجارة الأراضي ومشاكلها، والحقيقة أن تلك التجارة «الأراضي» هي جزء بسيط من منظومة أكبر وأوسع وأشمل اسمها «عالم التطوير العقاري».
• لا أخفي فرحي بمطالبات العديد من المطورين العقاريين في المنطقة الشرقية بإنشاء لجنة جديدة في غرفة الشرقية تحتويهم وتركز على مشاكلهم وتخاطب طموحاتهم، تقف جنباً إلى جنب مع «اللجنة العقارية» التي من الواضح أنها لا تريد الخروج عن دائرة مشاكل وهموم «الاراضي وتجارتها»، ومن الجميل أن تحمل تلك اللجنة مسمى «لجنة الإسكان» إسوة بغرفة جدة التي اكتشفت تلك الإشكالية مبكراً وأصبح لديها لجنتان «عقارية» و«إسكانية».
• عالم التطوير العقاري مفهوم أشمل وأوسع من اختزاله في «تجارة الأراضي» فهو عملية معقدة تشمل رؤية وفكرة وتصميما وبناء وتسويقا وضمانا لما بعد البيع وليس مجرد شراء أرض وتخزينها والمضاربة بسعرها ثم بيعها دون إحداث أي قيمة مضافة للقطاع والتنمية، «دخلت فيها السيولة وهي تراب وخرجت منها وهي تراب»، واختزال عمل لجنة العقار في «تجارة الاراضي» فقط هو ظلم فادح لمنظومة التطوير العقاري الشاملة والتي يحتاجها الوطن للتنمية والتطور.
• أتمنى من رئيس غرفة الشرقية الاستاذ عبدالرحمن العطيشان أن يكون له دور في استحداث «لجنة الإسكان» لدعم المطورين في المنطقة ولإعطاء قيمة مضافة لأعمال لجان الغرفة، خاصة أنه زار بالأمس معرض الإسكان الذي تشارك فية ثماني شركات تطوير عقاري من المنطقة نفخر بها وبإنجازاتها، واكتشف مستوى ما تقدمه تلك الشركات من قيم مضافة للمنطقة، مع الإشارة إلى أن «اللجنة العقارية» في الغرفة لم تدعم أو تقم بأي زيارة لذلك المعرض الذي انطلق منذ قرابة الشهر على بعد خطوات من مبنى الغرفة، ربما لأنه تطوير عقاري وليس مزادا لأراض.
