DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الامير عبدالله بن مساعد " يرحمه الله في إحدى المناسبات

أمير الحدود الشمالية: مكتبي مثل الدكان لا يغلق إلا وقت الصلاة

الامير عبدالله بن مساعد " يرحمه الله في إحدى المناسبات
 الامير عبدالله بن مساعد
أخبار متعلقة
 
القصص والروايات التي خرجت من منطقة الحدود الشمالية خلال الأيام الماضية، كانت كفيلة بإثبات ما كان يتمتع به الأمير الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد، من حظوة عند أهالي المنطقة، فارتبط اسمه بها، وتلاصق معها منذ بداية تأسيس الدولة السعودية الثالثة. عبارة "الباب المفتوح" حسبما وصفه أهالي الحدود الشمالية لمكتبه، كان سمةً لحكم ابن مساعد للمنطقة، استذكروا خلالها مواقفه الإنسانية، وبينوا أن فترة توليه أميراً لإمارة الحدود الشمالية كانت متوازنة مع النسيج القبلي الذي يندرج منه أهالي المنطقة جميعهم بعد استقرارهم في مدن ومحافظات المنطقة الشمالية مع إنشاء خط التابلاين. ونصت المقولة المشهورة بين أبناء المنطقة: "مكتبي مثل الدكان لا يغلق إلا وقت الصلاة ولا يحجب عنه أي مواطن أو مقيم"، الأمر الذي يدلل على حرصه على قضاء حوائج الجميع، فـ 59 عاماً قضاها على حدود المملكة الشمالية مع أهاليها كان لها الأثر الواضح في نفوسهم بعد رحيله. واشتهر أيضاً بكلمته: "أنا في خدمتكم ووضعت هنا لأجلكم، لا يتردد أحد في المرور على مكتبي أو مجلسي عند أبسط مشكلة تمر به"، له مجلس رسمي يعرفه أهالي المنطقة جيداً عند الصباح وبعد صلاة العشاء، يحرص خلاله على استقبال كل من يحضر. ولا يخص مجلسه شخصاً دون آخر، ولا مسؤولا دون مواطن، فجميع أبناء المنطقة أمامه سواء، أما في وقت العصر من كل يوم فيتجول بين أحياء عرعر بسيارته الخاصة من دون حراسات ولا سيارات ولا موكب يستعرض بها، فلديه قناعة لا تتغير تتمثل في "هؤلاء أبنائي وأنا والدهم". عُرف عن الأمير الراحل سياسته وحنكته، فكان رجلاً سياسياً وتربطه علاقات كبيرة مع العديد من رؤساء الدول ووزرائها، كما كان له الفضل بإعادة بعض المُغرر بهم وأصحاب الأفكار الضالة والمعارضة في الخارج، أيضاً عُرف عنه رجاحة العقل، وسداد الرأي، وخبرة مديدة في شؤون المنطقة والمتابعة الموفقة لكل ما فيه أمن واستقرار المنطقة. عمل طوال تلك السنوات على تنمية وتطوير المنطقة، حتى وصلت التنمية إلى ذروتها، يعرفه الصغير قبل الكبير، فكان أخاً وأباً للجميع، تربطه صلة وثيقة مع أهالي منطقة الحدود الشمالية التي عاش بها طوال سنوات عمره، وحرص فيها على تنمية الإنسان قبل المكان. وعلى الجانب العملي، يكره الأمير الراحل أن يستدر أحد عواطفه بعبارة "أنت والدنا"، ودائماً ما يردد للمسؤولين: "لا نجامل في العمل وأنا أعمل معكم ونحن جميعاً في خدمة المنطقة"، ويقول أيضاً: "لا أريد أحداً ينتظر أمام مكتبي أكثر من دقيقة". ويتناقل أهالي المنطقة، أنه دقيق جداً في حضوره للعمل، وحريص على أن ينجز جميع المعاملات والخطابات الواردة له أولاً بأول، ويستقبل شكاوى المواطنين في كل وقت، ويؤكد في كل اجتماع له مع المسؤولين على انجاز العمل وتحقيق رغبات المواطنين والعمل على راحتهم بشتى الوسائل وفي أسرع وقت. ولا يزال أبناء المنطقة يتذكرون كيف كانت سعادته عندما خرّج الدفعة الأولى من كلية المعلمين، عندما قال: "أنا اليوم في فرحتين، الأولى أنني أخرّج أول دفعة، والثانية أن جميع الخريجين هم من أبنائي فقد ولدوا في سنة استلامي للإمارة في عرعر". ويتناقل أهالي المنطقة قصة الصبي عبدالله الحازمي، ذي الـ13 عاماً، عندما فقد حياته نتيجة رصاصة طائشة مجهولة، وكان والده مسجوناً بسبب كفالته لأخيه المتوفى في مبلغ مالي، وموقف الأمير عبدالله بن مساعد مع العائلة، حيث أصدر على الفور بإطلاق سراح الأب ويخفف مصاب عموم الأسرة. ويذكر أهالي المنطقة، حرص الأمير الراحل في السنوات الماضية على ذبح أعداد من الإبل، وتوزيعها على الفقراء والمساكين في المنطقة في شهر رمضان، كان آخرها رمضان الجاري، حيث أمر بذبح وتوزيع عدد من الإبل، منها ما خصص لمحافظة رفحاء وضواحيها وأخرى لمحافظة العويقيلة، إضافة الى أعداد أخرى لمدينة عرعر ومحافظة طريف. وتكفل - رحمه الله - بعلاج 7000 حالة على نفقته الخاصة داخلياً وخارجياً، وقام بإعتاق نحو 10 رقاب، وتكفل ببناء عدد كبير من المساجد وهم لا ينسون موقفه حينما كان يتجول بسيارته ووجد رجلاً أعمى، فيقف الأمير بسيارته الخاصة بعد أن سمع أن حالته المادية ضيقة ليعطيه مبلغاً من المال. ويُحكى أنه صار ينتظر الأمير بين الحين والآخر، حتى إن أحدهم سأل هذا الرجل ذات مرة لماذا تجلس دائما هنا؟ فقال: الأمير يمر من هنا بعد قليل، أيضاً له قصة مع رجل مسن يتسول أثناء تجواله بين الأحياء، فسأل عنه، فقالوا: إنه رجل مسن يعول أبناء صغاراً. ودعا الموقف لأن يترجل الأمير الراحل عبدالله بن مساعد من سيارته، ويمنحه مبلغاً من المال، وقال له الأمير قبل رحيله: "هذا المبلغ يصلك كل شهر"، ثم انصرف دون أن يعرف الرجل المسن أن أمير منطقة الحدود الشمالية عبدالله بن مساعد هو من قام بذلك الموقف.