الإرهابي سعودي.. الضحية شهيد سعودي.. مكان الجريمة الإرهابية مدينة سعودية.. والأخطر من ذلك هو أن المحرض سعودي.. فما هي القصة؟ القصة باختصار هي أن هؤلاء المجرمين يريدون النيل من استقرار المملكة.
فقبل أكثر من 20 عاما وقبل طفرة وسائل الاتصالات المرتبطة بالإنترنت نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية تقريرا عن أسامة بن لادن عندما كان في السودان. وفي التقرير تم نشر حديث لسيدة امريكية اعتنقت الإسلام وكانت متزوجة من رجل أردني من اتباع أسامة بن لادن، ولكنها رأت أن هناك خللا في التنظيم وهدفه وما يخطط له. وخرجت من دائرة أتباع أسامة بن لادن ورجعت لأمريكا. ولكن ما قالته حير الكثير من المراقبين. فقد قالت إنها وأثناء سماعها لمحاضرات وأحاديث أسامة بن لادن كانت تتوقع أن يكون حديثه مركزا على إسرائيل أو على الأقل أي دولة أو منظومة تعادي الإسلام. ولكنها تفاجأت بأن أغلب أحاديثه هي عبارة عن سلسلة من محاضرات وأحاديث مركزة على انتقاد المملكة العربية السعودية .
وكان الواضح من كلامه أن همه الأول هو العداء للمملكة. وهذا نفسه ما نراه في المنظمات الإرهابية التي تدعي الانتماء للإسلام. وقد سمعنا منهم صراحة أن هدفهم هو خلخلة الأمن ببلد الحرمين وشعبه.
وفي الوقت الحالي، هذا ما أصبح واضحا للعيان. فقد رأينا ما حدث أكثر من مرة في أيام جمع فضيلة ومنها ما حدث في شهر مبارك. وأصبح هدف الإرهابي معروفا. وتم معرفة بعض الإرهابيين سلفا لأن بعضهم مطلوبون أمنيا.. ولكن ماذا عن المحرضين؟
من المؤسف حقا ان نرى محرضين ومغررين بشباب صغار وضعوهم في طريق التهلكة بوعود واهية وطريق سريع إلى الجنة في الوقت الذي هم وأفراد اسرهم ينعمون بالحياة الناعمة. فبعد ما حصل في مدينة الطائف فيجب أن يتم إنهاء شهر عسل المحرض ومحاسبة كل واحد منهم. فنحن لا نزال نرى ما يكتبون وما يتناقلون من كلمات واضحة المغزى. فأحدهم يقرر أن قواعد اللعبة تغيرت وآخر ينتقد رموز الدولة، ونقرأ أيضا لمن تحمل مسمى دكتورة وهي تنتقد سياسة دولتنا لأن هذه السياسة لا تتناسب مع ميولها وحبها لقيادة دولة أجنبية وصل إلى حد التمجيد، لدرجة أنك تلمس عدم وجود أي حس وطني لديها.
في الطائف قامت يد الإجرام باغتيال رجل أمن وهو الرقيب الأول عوض بن سراج المالكي ونحسبه -إن شاء الله- شهيدا، وفي نفس الوقت عرف الكل أسماء منفذي العمل الإجرامي، ولكن بقي أن نعرف من وراءهم ومن يخطط لهم ومن يحرضهم. نحن نمر في وقت يجب أن تتم محاسبة كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة الوطن والمواطن، سواء أكان بعمل إرهابي أو إجرامي أو حتى بالتحريض الخطابي أو المكتوب. فالطائف محطة يجب أن ينتهي فيها شهر عسل كل محرض.