ماذا كان يصنع الإعلام المنحل في الولايات المتحدة الأمريكية، خلال سبع عشرة سنة، حتى استطاع أن يحقق هذه النتيجة المبهرة للشواذ جنسيا؟ لقد كان ما يسمى زواجا بين المثليين (ذكورا أو إناثا) مرفوضا شعبيا في كافة الولايات عام 2004م، ما عدا ولاية ماساتشوستس، وقبل أيام قليلة (2015م) صدر قانونٌ يجيز هذا الزواج المرفوض حتى في كتابهم المقدس؛ ليشمل القانون المعاكس لطبيعة البشر كافة الولايات الخمسين بقوة القانون.
صدر القرار عن المحكمة العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في الولايات المتحدة، بأغلبية ضئيلة من أعضائها التسعة، حيث صوت خمسة قضاة لصالح السماح بزواج المثليين، في مقابل اعترض أربعة؛ ليطالب القرار حكومات الولايات بالاعتراف وتوثيق هذا النوع من الزواج.
ومن المتوقع أن يثير هذا القرار غضبًا في أوساط المحافظين والمتدينين. حيث يعد الزواج المثلي مناقضًا للتعاليم الدينية والشرائع السماوية والأعراف المحترمة.
انتكاسة فطرية، من عادتها أن تأكل في أساس الحضارات التي تقتحمها؛ حتى تنهار، ولو تساءلنا ماذا بعد؟ ما الذي نتوقع أن يحدث بعد أن يصبح من حق الذكر أن يعقد على الذكر، والأنثى على الأنثى؟! ما مصير (الأسرة)؟!
هل ستصمد الأسرة المكونة من زوج وزوجة، (أم وأب) أمام هذا التيار الطاغي الذي يعيش اليوم أوج انتصاراته القانونية؟ وإلى متى ستصمد؟ وما مصير مجتمع لا يتكون من أسرة؟!! كيف سيكون انتماء أفراده المجتمعي؟ وكيف يمكن السيطرة على مفاصله؟ وهل سيتكاثر كما كان، وبالقوة ذاتها؟ أم سيتضاءل حتى يشكل عدد الجيل الشاب نقصا حادا يمثل خطرا على مستقبل أمريكا، حيث يشيخ المجتمع، ويصبح الطفل عزيز الوجود؟؟
أين سيعيش (الإنسان) طفولته؟ ومن سيقود مراهقته؟ وكيف سيوجه شبابه؟ ومن سيرعى شيخوخته؟
سوف تجد الدولة نفسها مسؤولة عن كل ذلك، حين يتوارى دور الأسرة التي كانت تتحمل كل تلك الأدوار.
الوسم الذي اشترك فيه حتى الرئيس الأمريكي هو: #انتصار_الحب، فأي حب انتصر؟! وقد هُزِم الحب البشري في أرقى علاقاته (الزواج الشرعي بين ذكر وأنثى)، وانهارت أسس العواطف الإنسانية السوية، القائمة على الانجذاب بين جنسين مختلفين، يتكاملان ويشعر كل منهما بالسكن للآخر نفسا لا جسدا فقط.
لا يمكن أن تستمر البشرية دون تواصل بين جنسين مختلفين تواصلا حميميا، يكون تحت مظلة شرعية، تحمي طرفيه من كل أنواع الخلل الذي يحدث لهما حين تُستعار تلك المظلة من سوق النخاسة والمتاجرة بالرقيق الأبيض كما يقال، ثم تقع الكوارث البشرية.
أية أمراض وبائية قد تواجه البشرية المنحلة، التي تتبنى بمطرقة المحكمة زواج المثليين، وتعلن ذلك للملأ؛ لتبدأ عهد الفواحش القذرة القائمة على (اللواط والسحاق)؟ بل أية أمراض ربما تجدُّ، والرسول «صلى الله عليه وسلم» يقول: "لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بها إلَّا فشا فيهم الطَّاعون والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مضت في أسلافِهم الَّذين مضَوْا"؟ وقد جربت أمريكا ذلك والفاحشة ضمن الممنوعات، ثم ضمن المسموحات، والآن وقد أصبحت ضمن المعترف به والمقنن، فماذا سيحدث؟!!
في عام 2011م كتب الباحثون في طبعة خاصة من دورية الجمعية الطبية الأمريكية أن عددا أقل من الأشخاص في كل فئات المجتمع الأمريكي تأكدت إصابتهم بالمرض (باستثناء المثليين من الرجال والمخنثين الذين تراوحت أعمارهم بين 13 و24 عاما وأيضا بين من تزيد أعمارهم على 45 سنة)، وهو شاهد من أهلها على أن بوابة سد الأمراض قد هُدَّت بهذا القرار!!
والسؤال الأخير: إذا كان الله قد حفظ بلادنا بتشريعها السماوي الخالد، فما الانعكاسات المتوقعة على الدول التي لا هوية لها، بل تجري خلف هذا الكيان الأكبر أينما توجه؟!
* المشرف العام على مركز خبرة