وردتني الكثير من الأسئلة من بعض الزملاء بعد انفجار الصاروخ (سبيس إكس)، والذي أطلق من قاعدة كيب كانيفرال بولاية فلوريدا، والتابع لوكاة ناسا لعلوم الفضاء. وكان هذا الصاروخ من المقرر أن يقوم بإيصال شحنة في غاية الأهمية من أجهزة ومعدات تخص الكثير من التجارب إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة للكثير من الإمدادات التي تخص رواد الفضاء المتواجدين حاليا في المحطة الدولية. ومن هؤلاء اثنان مضى على وجودهما في الفضاء الخارجي حوالي ثلاثة اشهر، وبقي لهما من المهمة تسعة أشهر، وهما رائد الفضاء الأمريكي سكوت كيلي والروسي ميخاييل كورنينكو. وقد كانت أكثر الأسئلة هي عن مدى تأثير انفجار هذا الصاروخ الذي يحمل مركبة الإمداد على برنامج محطة الفضاء الدولية التي تدور حول الأرض بسرعة حوالي 27 ألف كيلو متر في الساعة، وعلى ارتفاع 400 كيلو متر.
الجواب في الوقت الحالي هو أنه لا يوجد أي تأثير كبير رغم أن وكالة ناسا مشغولة بمتابعة برنامج آخر خاص بكوكب بلوتو. وفيما يخص مراكب الإمداد ونقل الأطقم من وإلى المحطة الدولية، فهناك نوعان من المركبات الفضائية التي تقوم بإمداد محطة الفضاء الدولية بالمؤن ومعدات التجارب وتغيير الأطقم، ويتم إطلاق الصواريخ الحاملة لهذا المركبات الفضائية إما من كازاخستان أو من ولاية فلوريدا. والنوع الأول من المركبات يكون مأهولا ويكون به رواد فضاء يتم إرسالهم للمحطة، وفي نفس الوقت تقوم بإرجاع من انتهت مهمته إلى الأرض. أما النوع الآخر فيقوم بإرسال المؤن ومن ثم يحترق كليا ويتفتت أثناء الرجوع إلى الأرض. وفي الوقت الحالي وبعد انفجار الصاروخ (سبيس إكس) فقد أعلنت وكالة ناسا أن المحطة الدولية يوجد بها ما يكفي الطاقم لعدة اشهر من المؤن والمعدات، لحين إرسال مركبة أخرى، وفي الوقت الحالي سيتم إرسال مركبة روسية من مدينة بيكانور بكازاخستان لإرسال ما مجموعه 3 أطنان من المؤن لمحطة الفضاء الدولية. وفي الوقت الراهن فقد مضى ثلاثة اشهر على مهمة ستمتد لسنة كاملة لعمل تجارب علمية وتجارب على رواد الفضاء أنفسهم، ومنذ انطلاق الرحلة في يوم 27 مارس 2015م والتي تنتهي بتاريخ 27 مارس 2016م فقد تم إجراء تجارب داخل المحطة الدولية، وايضا متابعة ما يجري في الفضاء الخارجي. وفيما يخص برنامج استكشاف كوكب بلوتو ففي هذه الأيام سيكون نشاط وكالة ناسا مركزا على مهمة مركبة (نيو هورايزون) التي تم إطلاقها في 19 يناير 2006م، في أول رحلة للطيران بالقرب من كوكب بلوتو لمعرفة تفاصيل أكثر، خاصة أنه تم تغيير مسماه حاليا إلى كويكب تابع لكوكب نيبتون؛ بسبب صغر حجمه وخاصيته. ومركبة نيو هورايزون تحمل مسبارا وزنه 450 كيلو جراما وتكلفته تبلغ أكثر من اثنين ونصف مليار ريال سعودي، ويقترب من كوكب بلوتو بسرعة تصل إلى أكثر من 75 ألف كيلو متر في الساعة.
* كاتب ومحلل سياسي