5 سنوات مضت، وهي المهلة التي تحددت لنقل المدينة الصناعية الأولى في الدمام، والتي تتضمن 179 مصنعا إلى خارج النطاق العمراني، ورغم وعود وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة بنقل 24 مصنعا شديدة الخطورة، إلا أن هذه الوعود لا تزال تنتظر التنفيذ حتى هذه اللحظة.
ومع تزايد المطالبات بنقل مصانع المدينة الصناعية الأولى بالدمام خلال الأعوام الأخيرة، بسبب المخاوف من وقوع حوادث خطرة فيها، مع قربها من الأحياء السكنية، وبخاصة حي عبدالله فؤاد، ويشبّه سكان الحي هذه المصانع بـ "قنبلة موقوتة على وشك الانفجار". وعلى رغم انقضاء المهلة المحددة، إلا أن المصانع لا تزال إلى اليوم تنفث سمومها وتغطي بأدخنتها سماء المنطقة.
الى ذلك اكد الناطق الاعلامي لإدارة الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية العقيد منصور الدوسري لـ "اليوم" ان هناك لجنة برئاسة إمارة المنطقة الشرقية وعضوية مديرية الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية وأمانة المنطقة الشرقية، وهيئة المدن الصناعية والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بشأن وضع المصانع الخطرة في الصناعية الأولى بالدمام والعمل جارٍ لنقل المصانع العشرة عالية الخطورة، حيث يتم حاليا تجهيز الموقع الجديد لهذه المصانع في الصناعية الثالثة على طريق بقيق الدمام.
في حين أوضح الدوسري أن ما يتعلق بالأربعة عشر مصنعا الأقل خطورة، فقد تم الطلب من هيئة المدن الصناعية تقديم بعض المتطلبات للدفاع المدني والرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة ومن ضمنها «مخططات السلامة المعتمدة، ودراسة تحليل المخاطر، والشهادات البيئية» لضمان تعديل وضعها بما يحقق أعلى متطلبات ومعايير السلامة وفي حالة عدم الالتزام بذلك فسوف يتم ضم المصانع التي لم تلتزم للمصانع العشرة عالية الخطورة ونقلها للصناعية الثالثة.
واضاف الدوسري بقوله: يقوم الدفاع المدني حاليا بمتابعة تنفيذ (مخططات السلامة ودراسة تحليل المخاطر) التي بدأت المصانع تقديمها للدفاع المدني لدراستها واعتمادها.
وكانت لجنة فنية قد تقرر تشكيلها في وقت سابق وتشرف عليها الامارة لدراسة أوضاع جميع المصانع في المدينة الصناعية الأولى، أوصت بنقل 24 منشأة صناعية تعمل في مجال المواد الكيماوية بشكل عاجل، بعد أن صنفتها "خطرة". فيما أوصت بنقل مصانع المدينة كافة، في غضون ثلاثة أعوام، لآثارها السلبية على البيئة والسكان، وينتظر الأهالي تنفيذ هذه التوصية، حيث طالبوا بضرورة نقل جميع المصانع القريبة من الأحياء السكنية، إلى خارج النطاق العمراني في أعقاب حادثة تسرّب الغاز التي حدثت قبل عامين.
ويملك سكان الدمام تجربة مع نقل منشآت صناعية خطرة، بعد حملات من المطالبة، وأبرزها تجربة نقل مصنع شركة سافكو للأسمدة، الواقع شرق مدينة الدمام، على الطريق الواصل بينها وبين الخبر، فهذا المصنع مماثل لوضع المدينة الصناعية، أسس قبل نحو خمسة عقود، في منطقة بعيدة عن النطاق العمراني. لكن توسع المدينة جعله على مرمى حجر من أحياء سكنية ومنشآت دراسية، بينها جامعة الدمام وكلية الدراسات البحرية. وبعد أعوام من المطالبات الحثيثة، واللجان التي انبثقت لجان أخرى، وقرارات متوالية وتم نقل المصنع إلى مدينة الجبيل الصناعية. ومع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة العالية التي من المتوقع أن تتخطى حاجز الـ50 درجة مئوية، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على سكان الأحياء المجاورة للمدينة الصناعية الأولى.
وهو ما أكده الناطق الاعلامي لامانة الشرقية محمد الصفيان على عزم الامانة التعاون مع إدارة الدفاع المدني في نقل المصانع الخطرة إلى خارج النطاق العمراني، وأنه لا مجال للتهاون مع هذه المصانع نظرا لتأثيرها وخطورتها على حياة أهالي المنطقة.
وبين هذا وذاك لا يزال ملف نقل المدينة الصناعية الاولى "عالقا" ولم يحرك مكانه بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المختصة لنقله.
وسادت مخاوف كبيرة من بعض الاحياء المجاورة للمدينة الصناعية الاولى مثل عبدالله فؤاد والجامعيين والمثلث، من تكرار حوادث تسرب الغاز والنشادر السابقة، إضافة إلى حوادث الحريق، وهو ما يمثل خطرا كبيرا على حياتهم، في ظل ارتفاع درجات الحرارة العالية في المنطقة الشرقية. ومع ذلك لا تزال هيئة المدن الصناعية تلتزم الصمت حول هذا الملف، ولم تبدِ أي تعليق على نقل المدينة الصناعية الأولى.
