DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. إبراهيم الهدهد

الهدهد: نستقبل رمضان بالنفحات الروحانية وحفظ القرآن الكريم وإخراج الزكاة وقيام الليل

د. إبراهيم الهدهد
د. إبراهيم الهدهد
أخبار متعلقة
 
أوضح الدكتور إبراهيم الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب أننا نستقبل شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والغفران، بالنفحات الروحانية الجميلة المميزة، وهناك وقفات نعيشها كل عام مع قدوم شهر الرحمة، فالبعض يتسابق في حفظ كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) واخراج الزكاة والصدقات وقيام الليل وأضاف: على إثر الصراعات السياسية والمذهبية تعددت الحروب الإسلامية، وكل طائفة اتخذت من الدين غطاء لحربها، وهو أمر محزن جدا، والعجيب في الأمر أن الحروب الإسلامية كانت دائرة بالتوازي مع الفتوحات الإسلامية في الدول الأموية خاصة منذ عام 40 هجرية حتى عام 132هجرية، حتى بلغت الأندلس وروسيا وشمال إفريقيا، فأعظم الفتوحات كانت في هذه الفترة، إلا أن الوقائع الداخلية كانت كثيرة جدا وأريقت دماء عشرات الآلاف من المسلمين بيد المسلمين أنفسهم. مشيرا إلى أنه قد نبه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الأمة إلى ما يحبه الله «عز وجل» من عباده في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن أبي العباس «رضي الله عنه» قال: قيل لرسول الله «صلى الله عليه وسلم»: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: (الحنيفية السمحة). وفي إطار هذا الموضوع كان لنا الحوار التالي:  في البداية سألناه: كيف نستقبل شهر رمضان الكريم؟  نستقبل شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والغفران بالنفحات الروحانية الجميلة المميزة، وهناك وقفات نعيشها كل عام مع قدوم شهر الرحمة، فالبعض يتسابق في حفظ كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) واخراج الزكاة والصدقات وقيام الليل، فسارع أيها المسلم، وصل رحمك وقم بإفطار صائم لما فيه من أجر عظيم عند الله، واجتهد في عبادة الله لأن شهر رمضان بمثابة وقت كاف لغسل الذنوب، سواء اكانت ذنوبا صغيرة أم كبيرة، يتقرب فيها المسلم لله «عز وجل»، فلا بد للمسلم في هذا الشهر الفضيل أن يبعد نفسه عن المحرمات والأشياء التي توقعه في المحظور، فيبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب ويكثر من ذكر الله. العصر الحديث  حدثنا عن أسباب التوظيف السياسي للدين؟  انتهز أعداء الإسلام من المنافقين والزنادقة واليهود سماحة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وبذروا بذور الفتنة الأولى، وقد حمل عبد الله بن سبأ اليهودي إصر ذلك، ومضى يفعل فعلته تحت ستار حب سيدنا علي وآل البيت، فأشاع أحقية علي بالخلافة، بل وضع على النبي «صلى الله عليه وسلم» ما يؤيد دعوته من مثل: «لكل نبى وصي ووصيي علي»، بل ادعى ألوهية علي وطارده عثمان - رضي الله عنه - وأحل علي «رضي الله عنه» من بعده دمه، وقد وجدت دعوته آذانا صاغية وبخاصة في مصر، وقد أطاحت هذه الفتنة برأس سيدنا عثمان «رضى الله عنه» ووقعت الحروب الطاحنة بين المسلمين في عهد علي، وظهرت شيعة ينتصرون لعلي وعثمانية ينتصرون لعثمان وخوارج يعادون الشيعة ومروانية ينتصرون لمعاوية، وقد استباح بعض هؤلاء لأنفسهم أن يؤيدوا أهواءهم ومذاهبهم بما يقويها من أحاديث موضوعة ومرويات دخيلة وغيرها، وذلك منذ عام 36 هجرية. وقد اشتدت الخصومة بين الأحزاب السياسية وجاءت الدولة العباسية فتقرب إليها ضعفاء الإيمان بالاختلاق في فضائلها، والحط من شأن أعدائها، بل بلغ من بعضهم أنه كان يضع الأحاديث أو يتزيد فيها إرضاء للخلفاء. وليس العصر الحديث ببعيد عما مضى، وإنما يقتفون آثار السابقين ممن انحرفت بهم الطرق وتفرقت بهم السبل، والآفة أن كل طائفة أو مذهب يحتكر الحق لنفسه ويخص دعوته وحدها بالصواب، من ذلك ما قاله مرشد جماعة الإخوان حسن البنا مخاطبا جماعته: «وإذا كنتم كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتي هي أحدا وتستغني عن غيرها، إذ هي جماع كل خير وما عداها لا يسلم من النقص، فأقبلوا على شأنكم ولا تساوموا على منهاجكم واعرضوا على الناس في عز وقوة، فمن مد لكم يده على أساسه فأهلا ومرحبا في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار». ويقول أيضا: «على أن التجارب في الماضي والحاضر أثبتت أنه لا خير إلا في طريقكم، ولا إنتاج إلا مع خطتكم ولا صواب إلا فيما تعملون، فلا تغامروا بجهودكم ولا تقامروا بشعار نجاحكم». وهذا من أبشع ما يكون في ترسيخ النظرة إلى الآخر المسلم في قلوب أتباع الدعوة، فما بالك بغير المسلمين، فكل طريق غير طريقهم هو طريق ضال، وكل عمل غير عملهم لا وزن له. عصابة بيضاء  ماذا تقول عن مظاهر التوظيف السياسي للدين؟  وضع الأحاديث لنصرة السياسة، وروى الحافظ الذهبي بسنده عن خزيمة بن نصر قال: «سمعت عليا بصفين يقول: قاتلهم الله، أي عصابة بيضاء سودوا، وأي حديث من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أفسدوا»، ويشير بذلك إلى ما أدخلته الروافض والشيعة في علم علي وحديثه. وقد وضعت الرافضة في فضائل علي وأهل بيته نحو ثلاثمائة ألف حديث، ووضعوا أحاديث في ذم معاوية: (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه)، وفي ذم معاوية وعمرو بن العاص - رضي الله عنهما -: (اللهم أركسهما في الفتنة ودعهما في النار دعا). وكان بعضهم يضع الحديث إرضاء للخلفاء، كما حدث من أبي البختري الكذاب، فقد دخل - وهو قاض - على الرشيد وهو يطير الحمام فقال له: هل تحفظ في هذا شيئا؟ فروى حديثا (أن النبي كان يطير الحمام)، فقال له الرشيد: لولا أنك من قريش لعزلتك. وكما حدث من غياث بن إبراهيم أنه دخل على المهدي وهو يلعب بالحمام، فروى له حديثا: لا سبق إلا في نصل أو حافر أو جناح، فزاد (أو جناح). وقد رُوي أن المهدي قال له وهو خارج: أشهد أن قفاك قفا كذاب وأمر بذبح الحمام. المذاهب المبتدعة  ماذا تقول عن تأويل القرآن لخدمة السياسة؟  جاء في جامع البيان وفضله أن «هلاك الأمة بسبب قوم يتأولون القرآن على غير تأويله الصحيح»، وقد ورد أن عمر بن الخطاب خلا بنفسه يوما يسأل: كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد وقبلتها واحدة؟! فقال ابن عباس – رضي الله عنهما –: يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، ونحن نعلم فيما أنزل، وإنه سيكون بعدنا أقوام يقرؤون القرآن ولا يدرون فيما أنزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا، قيل: فزجره عمر وانتهره فانصرف ابن عباس ونظر عمر فيما قال فعرفه، فأرسل إليه فقال: أعد علي ما قلت، فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه». وقال الشاطبي من رواية ابن وهب عن بكير أنه سأل نافعا: «كيف كان رأي ابن عمر في الحرورية - وهم فرقة من الخوارج -؟ قال: يراهم شرار خلق الله، إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين». وقد نحا أصحاب المذاهب المبتدعة وأضرابهم بالتفسير ناحية مذاهبهم، وخرجوا ببعض الآيات عن معانيها المرادة، بل وظهرت تفاسير باطلة ضالة مضلة. أعظم الفتوحات  ما آثار التوظيف السياسي للدين؟  على إثر الصراعات السياسية والمذهبية تعددت الحروب الإسلامية، وكل طائفة اتخذت من الدين غطاء لحربها، وهو أمر محزن جدا، والعجيب في الأمر أن الحروب الإسلامية كانت دائرة بالتوازي مع الفتوحات الإسلامية في الدول الأموية، خاصة منذ عام 40 هجرية حتى عام 132هجرية، حتى بلغت الأندلس وروسيا وشمال إفريقيا، فأعظم الفتوحات كانت في هذه الفترة، إلا أن الوقائع الداخلية كانت كثيرة جدا وأريقت دماء عشرات الآلاف من المسلمين بيد المسلمين أنفسهم، ومن هذه المواقع منذ عام 36 هجرية إلى الآن وموقعة الجمل (36 هجرية) في جيش من قبل معاوية بن أبي سفيان، وجاءته أم المؤمنين عائشة «رضي الله عنها» على بعيرها في هودجها مطالبة بدم عثمان «رضي الله عنه» أو تسليم قتلته، وجيش من قبل علي «رضي الله عنه»، وقد ثار قتال بين الفريقين أريقت فيه دماء أعيان من الصحابة، منهم طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وغيرهما. وموقعة صفين 37 هجرية بين (علي ومعاوية)، وهي الموقعة التي رفع فيها أهل الشام المصاحف، وطلبوا التحكيم بعد القتال أياما، وفي سنة 38 هجرية خرج الخوارج على علي «رضي الله عنه» لقبوله التحكيم، وقد ذهب إليهم ابن عباس «رضي الله عنه» وكانوا ستة آلاف ليقنعهم، فلبس أحسن الحلل وذهب إليهم فقال: جئتكم من عند أمير المؤمنين، وقال: ما تنقمون من ابن عم رسول الله وصهره؟ فأقبل بعضهم على بعض فقالوا: لا تكلموه فإن الله يقول: (بل هم قوم خصمون). وقال بعضهم: ما يمنعنا من كلام ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويدعونا إلى كتاب الله فقالوا: ننقم عليه ثلاث خلال: إحداهن: أنه حكم الرجال في دين الله، وما للرجال ولحكم الله؟ والثانية: أنه قاتل فلم يسب ولم يغنم، فإن كان قد حل قتالهم فقد حل سبيهم، وإلا فلا، والثالثة: محا نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير المشركين، قلت: غير هذا؟ قالوا: حسبنا، وقد رد عليهم ابن عباس كل ما قالوا، فرجع ثلثهم وانصرف ثلثهم وقتل سائرهم على ضلالة. وتحولت الدولة الإسلامية القوية بداية من نشأة الدولة العباسية 132 هجرية إلى دول، حيث بقيت دولة المسلمين في الأندلس تحت يد الأمويين، ثم تفرعت إلى دويلات صغيرة تتصارع فيما بينها بعد ذلك، ونشأت دول إسلامية نفضت يد الطاعة من الدولة العباسية وكثرت الدويلات الإسلامية في المشرق والمغرب إلى زماننا الآن، وضعف المسلمين أشهر من أن يوصف. وروى الإمام مالك (ت 179 هجرية) ذات مرة حديث «ليس على مستكره يمين»، وشرحه لتلامذته، وكان ذلك في عهد أبي جعفر المنصور، فأرسل والي المدينة إلى الإمام مالك ليكف عن هذا الكلام فأبى مالك، فضرب أسواطا على مرأى الناس وجذب جذبا غليظا من يديه وجر منها حتى انخلع أحد كتفيه، وحمل إلى داره وهو بين الحياة والموت، وألزموه الإقامة في الدار فثار الناس ودعوا على الظالمين. - في سنة 218 هجرية في عهد الخليفة المأمون ظهرت فتنة خلق القرآن، وفيها كتب المأمون إلى نائبه ببغداد يأمره أن يمتحن القضاة والمحدثين بالقول بخلق القرآن، أي أن القرآن محدث، وكل محدث مخلوق، ووقعت بين الناس فتنة عظيمة عذب فيها من لم يقل بخلق القرآن، ومن أشهر من عذب أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح، وكان ذلك في أيام المأمون ثم المعتصم ثم الواثق، وذلك بسبب استحواذ المعتزلة على هؤلاء الخلفاء، ولست أدري لماذا يتدخل الخلفاء في عقائد الناس؟! وقد ابتلي الإمام أحمد بن حنبل فسجن طويلا وضرب ضربا شديدا وهدد بالقتل ليقر لهم بما أرادوا، لكنه صبر، وقد ذكروا أن المعتصم لما أحضره من السجن زاد في قيوده، قال أحمد: فلم أستطع أن أمشي بها فربطتها في التكة وحملتها بيدي، ثم جاءوني بدابة فحملت عليها فكدت أسقط على وجهي من ثقل القيود وليس معي أحد يمسكني، فسلم الله حتى جئنا دار المعتصم، ودارت بينه وبين المعتزلة مناظرة استمرت أياما، وهم يرمونه بالكفر والضلال، ويهيجون عليه المعتصم ليقتله، وكلما لانت عريكته هيجوه، وقالوا: لقد غلب خليفتين قبلك، وقالوا: يا أمير المؤمنين، إنه ضال مضل كافر، قال أحمد: فأمر بي فقمت بين العقابين وجيء بكرسي فأقمت عليه، وأمرني بعضهم أن آخذ بيدي بأي الخشبتين فلم أفهم فتخلعت يداي، وجيء بالضرابين ومعهم السياط، فجعل أحدهم يضربني سوطين ثم الآخر كذلك، فضربوني أسواطا فأغمى علي وذهب عقلي مرارا... السنة المطهرة  ما تعليقك على من يبني الدين على اليسر؟  تتظاهر نصوص الكتاب والسنة على بيان أن الدين يسر، كما تصرح النصوص برفع الحرج، كاشفة أن هذا هو مراد الله بالأمة، من ذلك قوله تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، وقوله: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)، وقوله: (وما جعل عليكم في الدين من جرح ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس)، وقوله: (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)، وقوله: (ونيسرك لليسرى)، ومن رحمة الله بالأمة أن جاءت النصوص واضحة الدلالة لا تتعدى احتمالاتها لئلا تكون مثار خلاف في الأمة. ولقد جاءت نصوص السنة المطهرة متظاهرة على بيان ذلك أيضا، وقد وردت النصوص مسوقة سوق الحقائق التي لا تحتاج تأكيدا، شأن النصوص القرآنية في هذا الصدد، ومن ذلك ما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة «رضي الله عنه» قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة). ومنه أيضا ما رواه البيهقي في السنن الكبرى بسنده عن جابر ابن عبد الله الأنصاري «رضي الله عنه» قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: (إن هذا الدين متين فأوغل ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك، فإن المنبت لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى). ولقد نبه رسول الله «صلى الله عليه وسلم» الأمة إلى ما يحبه الله «عز وجل» من عباده في الحديث الذي رواه الإمام أحمد بسنده عن أبي العباس رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله «صلى الله عليه وسلم»: أي الأديان أحب إلى الله؟ قال: (الحنيفية السمحة). الأمور المحمودة  ما الفرق بين الغلو وطلب الأكمل في العبادة؟  ربما يلتبس عند بعض الناس أن في ذم الغلو طريقا إلى ترسيخ التكاسل في الطاعات، خشية ارتكاب الغلو، وقد كفانا ابن المنير رفع هذا الالتباس بقوله: (رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع، وليس المراد طلب منع الأكمل في العبادة، فإنه من الأمور المحمودة، بل منع الإفراط المؤدي في الملال أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته، كمن يبيت يصلى الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة). تحريف الكلم  حدثنا عن أنواع الغلو؟  يدلنا استقراء نصوص القرآن والسنة على أن أنواع الغلو يمكن جمعها في ثلاثة أنواع: أولا الغلو في الدين على المستويين الاعتقادي والعلمي، وتتنوع صور الغلو تحت هذا النوع تنوعا كثيرا. ثانيا :الغلو في القرآن، وذلك بأوليته المبالغ فيه أو حمله على وجه واحد من الوجوه، وهو حامل أوجه أو بمجاوزة الحد في قراءته وغير ذلك من وجوه الغلو. ثالثا: الغلو في العلم، ومنه ما يؤدي إلى تحريف الكلم عن مواضعه. ظلم النفس  ما مخاطر الغلو من وجهة نظرك؟  الغلو ذو مخاطر بالغة؛ إذ يؤدي إلى عدم الانسجام بين الروح والجسد، كما أنه يؤدي إلى ظلم النفس والآخرين، ويخالف الطبيعة البشرية، ويمكن ذكر أهم المخاطر أنه يؤدي إلى الخروج من الملة، فأهل الأديان السابقة لما غالوا في اعتقادهم في رسولهم خرجوا من الملة، قال تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)، وقوله: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة). ويؤدي بصاحبه إلى التهلكة: و هو ما نص عليه الحديث الصحيح الذي رواه النسائي بسنده عن أبن عباس «رضي الله عنه» قال: قال لي رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: (هات القط لي) فلقطت له حصيات هن حصى الحذف، فوضعهن في يده فقال: (بأمثال هؤلاء) مرتين، وقال بيده – فأشار يحيى بأنه رفعها – وقال: (إياكم والغلو فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين). وأنه يؤدي إلى ضد المقصود في الطاعة، وقد جاءت هذه الصورة في الحديث الذي رواه مسلم بسنده عن عائشة «رضي الله عنها» قال: رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: (.. فـإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه). ويؤدي إلى التنفير بصاحبه وتبغيض عباد الله في طاعة الله، وقد جاء ذلك في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم بسنديهما عن أبي مسعود الأنصاري «رضي الله عنه» قال: (قال رجل يا رسول الله، إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها، فغضب رسول الله «صلى الله عليه وسلم» ما رأيته غضب في موضع كان أشد غضبا منه يومئذ، ثم قال: يا أيها الناس إن منكم منفرين، فمن أم الناس فليتجوز فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة). ويؤدي بصاحبه إلى الاتصاف بأوصاف قبيحة، وقد جاء في الحديث الذي رواه مسلم بسنده عن أبي مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: (هلك المنتطعون)، قالها ثلاثا، والمنتطعون هم: المتعمقون المغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. وإن الغلو سبب لتشديد الله على العبد وعلى الأمة، ولابن القيم (رحمه الله) كلمة نفيسة حيث قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد في الدين بالزيادة عن المشروع، وأخبر ان تشديد العبد على نفسه هو السبب لتشديد الله عليه، إما بالقدر وإما بالشرع، فبالقدر كفل أهل الوسواس، فإنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم حتى استحكم وصار صفة لازمة لهم، وأما التشديد بالشرع: فكمن شدد على نفسه بالنذر فشدد الله عليه فألزمه بالوفاء). الهدهد يتحدث لـ«اليوم»