DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خبير روسي: المتغيرات العالمية والإقليمية تعزز علاقات موسكو والرياض

خبير روسي: المتغيرات العالمية والإقليمية تعزز علاقات موسكو والرياض

خبير روسي: المتغيرات العالمية والإقليمية تعزز علاقات موسكو والرياض
خبير روسي: المتغيرات العالمية والإقليمية تعزز علاقات موسكو والرياض
كشف الدكتور عمار قناة استاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سيفاستوبل الروسية، والمقرب من دوائر القرار في موسكو، عن أن سلسلة الاتصالات واللقاءات الاخيرة بين المملكة وروسيا ستضاعف من حجم التعاون السياسي والأمني والعسكري بين البلدين. وقال قناة في حوار مع "اليوم": إن زيارة ولي ولي العهد، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، جاءت بعد اتصالات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتؤكد أن المرحلة الجديدة من العلاقات لن تكون متأثرة بالماضي قدر بحثها عن عوامل اتفاق لخدمة الامن والاستقرار الدولي والاقليمي، منوها الى ان الارهاب الذي يضرب المنطقة سيعزز العلاقات بين البلدين والاطلاع مجددا على التجربة السعودية في محاربة الارهاب. وتالياً نص الحوار :  كيف تقيمون زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان الى موسكو هذا الاسبوع؟ - لقد جاءت زيارة ولي ولي العهد، وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان الى موسكو بعد سلسلة اتصالات بين القيادتين الروسية والسعودية والرسائل المتبادلة والمواقف المشتركة، وقد لاحظنا في الاونة الاخيرة ومنذ تسلم الملك سلمان الحكم في المملكة ان هناك اعادة ترتيب للسياسة الخارجية السعودية تمثلت في اتصال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشكره على الدور الروسي في الامم المتحدة وبخاصة قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 الخاص باليمن. هذا الاتصال فتح أفقا جديدا للعلاقات الروسية السعودية، خاصة ان كلا البلدين دعيا الى تحسين وتطوير العلاقات وتعزيز التعاون بين البلدين، حيث دعا الرئيس الروسي بوتين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لزيارة موسكو، كما قام المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط والبلدان الأفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بتسليم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رسالة من الرئيس الروسي، حيث حضر اللقاء ولي العهد الامير محمد بن نايف النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وعدد من المسؤولين. وانطلاقا مما تقدم تأتي زيارة سمو ولي ولي العهد استكمالا لهذه الاتصالات والعلاقات الثنائية، وكلنا يتوقع ان تكون لهذه الزيارات آثار ايجابية على البلدين، وايضا على المنطقة، فروسيا تنظر للسعودية بأنها دولة مؤثرة في الشرق الاوسط، وبالتالي فإن التعاون معها لحل العديد من الازمات الاقليمية والدولية يعد أمرا مهما؛ لما يحقق الامن والاستقرار الاقليمي والدولي. واعتقد ان تعزيز العلاقات بين البلدين سيكون له اثره الكبير على تعزيز الامن والاستقرار الاقليمي وبخاصة في الشرق الاوسط، واذا ما تضافرت الجهود السعودية والروسية، فإننا نتوقع ان يؤسس ذلك لمرحلة سياسية جديدة في المنطقة، فموسكو كانت دائما تنظر للمملكة باعتبارها فاعلا رئيسا في المنطقة، ولا تزال ترى ان التعاون مع الرياض سيكون له نتائجه الايجابية على البلدين.  رغم اختلاف وجهات النظر السعودية الروسية في بعض الملفات الاقليمية الا اننا نجد دائما ان الاتصالات الدبلوماسية لم تنقطع وظلت حيوية ايضا، ما السبب برأيك؟ - لا يوجد في السياسة توافق كامل او اختلاف كامل، بل هناك تعاون بعيد عن نقاط الاختلاف تلك، كما ان المسؤولية الدولية لكلا البلدين تمنحهما القدرة على تجاوز العديد من الاختلافات في وجهات النظر، ولكن في السياسة هناك إمكانية لخلق بيئة سياسية مشتركة، للتوافق على ملفات وموضوعات مختلفة، واعتقد ان لدى البلدين القدرة السياسية لبناء قواعد عمل مشتركة ودائمة، كما اننا نعلم ان العالم يتغير، وان اعادة بناء العلاقات على ضوء طبيعة ما يجري عالميا امر يدركه الجميع، وعليه نؤكد ان امكانيات التعاون تفوق كثيرا نقاط الخلاف او الصراع.  هناك من يحاول تصوير الدور الروسي في منطقة الشرق الاوسط بانه حليف رئيس لايران على حساب الامن العربي، كيف ترون انتم السياسة الروسية في هذا الاطار؟ - منذ انهيار النظام الدولي التقليدي، وهناك نظام دولي يتشكل، وهذا التشكل كانت له تداعيات وارهاصات، نحن نعيها جيدا، ونعرف ان هذه الفترة حرجة لكل الدول والمجتمعات وتحديدا الشرق الاوسط، وفي هذا الاطار هناك من يتسرع بالاحكام ولديه قصور استراتيجي بالتحليل، فاذا كان هناك تراجع في السياسة الامريكية، لا يعني ان هناك ملأً روسياً لهذا الفراغ، فعالم اليوم يقوم على التنوع والتعددية، وايضا على المصالح المشتركة، وهناك مؤشرات على اعادة ترتيب النظام الدولي على هذه الاعتبارات والاسس، كما ان روسيا التي ورثت الاتحاد السوفيتي تغيرت عن الماضي كثيرا، واصبحت اكثر ديناميكية وفاعلية من الماضي، تحكمها مجموعة من المصالح الاستراتيجية، فنظرة روسيا تغيرت للعالم، الا انه وللأسف ظل البعض ينظر لروسيا من زاوية الماضي البعيد. كما ان الحضور الروسي في الشرق، وفي المنطقة ليس جديدا، بل هناك امتداد تاريخي وثقافي لهذا الحضور، ولان روسيا قريبة من المنطقة ومشكلاتها، فإنها تحتاج لرؤية اكثر عقلانية للتعامل مع هذه الازمات، ولهذا اعتقد أن هذه الزيارات ستضاعف العامل الاقتصادي والتقني، وايضا ستسفر عن تنسيق امني اكبر لمعالجة ومواجهة التطرف والارهاب الذي يضرب الامن في المنطقة والعالم.  الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب، يهم مختلف دول العالم، هل تتوقع أن المملكة وروسيا بصدد تعزيز التعاون الامني في مكافحة الارهاب والذي يهدد المنطقة والعالم؟ - في موسكو هناك تقييم واهتمام كبير بالتجربة السعودية في مكافحة الارهاب والتطرف، وهذه التجربة تسهم في تعزيز التعاون الامني الروسي السعودي، فالإرهاب اصبح ظاهرة عالمية وكذلك الامن، وغياب التنسيق الحقيقي بين مجمل الاطراف عامل مساعد في انتشاره، ولهذا فروسيا مهتمة جدا بتداعيات ما يجري في المنطقة من ولادة جيل جديد للارهاب والارهابيين، وهناك مواطنون روس منخرطون في بعض المواقع، لكننا نرى أن الحل ليس صعبا، اذا ما كانت هناك نوايا صادقة لحل الازمات من جذورها، بدلا من التركيز على الارهابيين فقط، وعليه اتوقع ان تبحث هذه المسائل بين البلدين في الايام القادمة، كما ان الارهاب شوه صورة الاديان وضاعف من منسوب الصراعات الطائفية والقومية والدينية، ونحن نعتقد أنه مثلما هناك جهات خاسرة في هذه الحروب هناك جهات مستفيدة، ولا يمكن تحقيق الامن من دون تعاون وتنمية واستقرار.  في أحد تصريحاته أشاد الرئيس الروسي بوتين بعلاقة روسيا الجيدة مع المملكة وان هناك مصالح ومواقف مشتركة من قضايا عدة، كيف تقيم وتفهم خارطة هذه المصالح؟ - أولا من مبادئ السياسة الخارجية الروسية عدم ربط هذه السياسة بعلاقات دولية أخرى، بمعنى ان روسيا تتطلع للتعاون مع مختلف دول العالم بلا استثناء، ضمن المصالح المتبادلة، وليس هناك من يقرر لروسيا سياستها الخارجية، او يؤثر فيها، ولكن هناك وجهات نظر وهناك مشاورات بين الدول، والسعودية على رأس هذه الدول الاقليمية، نحن نعلم حجم الوزن السياسي والاقتصادي للمملكة، والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين حيوية، وان تركزت في الآونة الآخيرة على الجوانب الاقتصادية فقط، لكن قراءتي لخريطة العلاقات الثنائية تؤشر الى مزيد من التنسيق السياسي والامني ومزيد من التعاون الاقتصادي، كما ان روسيا على قدر كبير من الاهمية ولاعباً رئيساً في السياسة الدولية ولا نعتقد أن هناك ما يدعو إلى تأجيل او تحديد هذه العلاقات، ولعل الزيارات المتبادلة تؤكد هذه الاهمية، كما ان روسيا تنظر الى السعودية كطرف فاعل ومؤثر في المعادلة السياسية الاقليمية والدولية وليس فقط اقتصاديا.  هل تعتقد أن التقارب السعودي الروسي سيكون له انعكاس ايجابي على ضبط النزاعات والصراعات والتدخلات في المنطقة؟ - دعني أؤكد لك أن هناك من يحاول ابقاء العلاقات الروسية السعودية في اطارها الاقتصادي والدبلوماسي المحدود، ولكن الاحداث في المنطقة والعالم تدفع بتعزيز هذه العلاقات خلافا لتلك التصورات، ولو نظرنا الى الصراعات الاقليمية، لوجدنا أن هناك جهات تعمل على اطالة امد الازمات في المنطقة، وهذا بدوره يعزز ويرسخ دور التنظيمات الارهابية على حساب الدولة ومؤسساتها، كما اننا في موسكو مع الحلول السلمية للازمات من دون التدخل فيها، ودون اقصاء لأي من مكونات هذه الدول والمجتمعات، ولهذا كانت مواقف روسيا ليست دعما لاشخاص بقدر ما هي تعبير رافض للتدخل خارج اطار القانون الدولي، وايضا بما يحول دون انهيار الدولة مهما كانت طبيعتها، ولهذا نحن مع حل اقليمي لمختلف الازمات في المنطقة وبمشاركة الدول الفاعلة والرئيسة كالسعودية.  هناك من حاول قراءة تراجع اسعار النفط عالميا بأنها سياسة موجهه ضد روسيا، في الوقت الذي تعلن المملكة ان انخفاض الاسعار ليس له علاقة بالسياسة الدولية؟ - للعامل النفطي دور مؤثر في السياسة الدولية، لكن علينا ان نعرف بأنه ليس الوحيد، كما اننا نعلم آليات الاسعار الدولية للنفط وكيف يرتفع وينخفض، ولكن هذا الانخفاض تزامن والعقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا، وبخاصة بعد ما يعرف بالازمة الاوكرانية، ولي هنا وجهة نظر مغايرة لهذا، فمن قبل بروز الازمة الاوكرانية والعقوبات الاقتصادية كانت هناك دراسات وتصريحات امريكية كثيرة حول الغاز "الايسلانسكي" وانه بإمكان الامريكان تزويد الاوروبيين به بأسعار أقل من اسعار النفط آنذاك وبذلك تصبح الولايات المتحده الممول الاساسي للطاقة على حساب النفط السعودي والروسي، فأنا اعتبر هذه الخطوة في مصلحة الطرفين للحفاظ على النفط كمصدر طاقة أساسي بأسعار تلبي احتياجات الاسواق العالمية.  نلاحظ أن موسكو تحاول إعادة بناء أعمدة علاقاتها مع القوى الاقليمية الفاعلة في المنطقة وبخاصة مع القاهرة والرياض كيف تقيمون هذا التوجه؟ - روسيا ليست جديدة على المنطقة، وهناك علاقات راسخة معها سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا وثقافيا، والازمات العابرة لا تؤثر في هذه العلاقات، كما ان روسيا مهتمة بالشرق الاوسط والدول الفاعلة فيه انطلاقا من فهمها ورؤيتها للمعادلة الجيوسياسية القادمة، فبعد التغيرات في هذه المنظومة وتراجع السياسة الامريكية في المنطقة وفشل مشاريعها في افغانستان والعراق وسوريا فلا بد هنا من ان تساهم روسيا وبالتعاون مع الدول القائدة في المنطقة لتعبئة الفراغ الجيوسياسي. والكل يعلم بوجود اكثر من مشروع في المنطقه مثل المشروع الايراني الشيعي والمشروع التركي السني بأداته "الاخوان المسلمين"، والمشروعان العربيان غير متبلورين لغاية الان وهما المشروع السعودي والمشروع المصري، والجدير بالذكر هنا انه بلا مشاركة كافة المكونات العربية وفي اطار الدولة العربية لا يمكن لاي من هذه المشاريع ان تترجم في الشرق الاوسط، وعليه نرى ان وجهة النظر الروسية هي اقرب الى المنطقية وفي نفس الوقت نرى التأييد الامريكي لمشاريع واحياء قوى اقليمية غير عربية في الشرق الاوسط ماثلاً للعيان.  التراجع الامريكي في السياسة الدولية والاقليمية وصعود القوى الناشئة في المنطقة هل يؤسس لمرحلة تعاون اكبر بين هذه الدول لضبط الامن والاستقرار والسلم الدولي؟ - ما يحدث الآن من اشتعال وازمات ونزاعات عسكرية ما هو الا نتيجه لهذا الفراغ الجيوسياسي والفكري، ولكن يجب علينا ان نعلم بأنه ليست روسيا فقط ترغب وعندها القدرة على ملء هذا الفراغ فهناك اقطاب دولية مثل الصين وغيرها والاقطاب الاقليمية التي تتفاعل وتتبلور اليوم وستكون نتاجاً لهذه العملية ولكن اهم ما في الامر هو كم ستسغرق هذه العملية وكم ستكلف من مصادر طبيعية واقتصادية وبشرية، ولهذا موسكو معنية بتطوير علاقاتها مع الدول العربية الفاعلة وبخاصة الرياض والقاهرة الان.  باعتبار أنك باحث في الشؤون الاستراتيجية ومقرب من دوائر القرار في موسكو هل تعتقد أن هذه المرحلة ستشهد تعاوناً استراتيجياً روسياً سعودياً؟ - مما لا شك فيه؛ لان المصالح الجيوستراتيجية تتلاقى وضمن المتغيرات الحالية لا بد من الانفتاح والتقارب على جميع الصعد؛ لأن المرحلة القادمة ستشهد تغيرات سياسية وجغرافية واقتصادية مهمة والتقارب هنا وفي هذه الفترة بالذات لا مناص منه؛ للحفاظ على المصالح الجيوسياسية المشتركة واستقرار منظومة الامن القومي لكلا الطرفين. خادم الحرمين الشريفين والرئيس الروسي يؤديان العرضة خلال زيارة الأخير لمركز الملك عبدالعزيز التاريخي