كبرياء الزعيم

الهلال لوحة جمالية حتى وإن بهتت ألوانها، أو اختفى وجهها أو دار عليها الزمن بوجه العابس.  هو الهلال الذي في أسوأ حالاته يضرب موعداً مع الذهب، وفي أوج انكساراته لا يغادر المنصات.  هو الهلال الذي كلما ترنح واعتقد الآخرون أن الزمن ليس زمنه عاد من جديد ليذكر الجميع أنه ليس كغيره ممن يحتاجون لسنوات طوال للعودة للبطولات والألقاب.  هو الهلال الذي لا يغرق والأمواج تتلاطم به، وإن غرق فقد سجل اسمه في النهائيات.  هو الهلال الذي لا يعرف اليأس ولا المستحيل ولا يمكث في السقوط طويلا، فتاريخه دائما ما يؤكد أن قمره يضيء حتى في ليالي الحرمان.  هو الهلال الذي يجيد العزف وأدواته الموسيقية غير مكتملة، وهو الزعيم الذي يجيد الوقوف على خشبة المسرح بشموخ.  وهو الهلال الذي يجيد الغناء حتى لو كان نايه حزينا.  هو الهلال الذي لم يغب ظله عن النهائيات وإن غابت ألقابه.  هو الهلال الذي يجيد (الفنش) في الأمتار الأخيرة، حتى وإن تأخر في البداية، تماما مثل الخيل الأصيل.  هو الهلال الذي لا يرضى إلا بالصف الأول، وإن جاء في الثاني فالمصيبة عند جمهوره كبيرة.  هو الهلال ياسادة الذي تدرس ألقابه وبطولاته في أمهات الكتب.  هو الهلال الذي إن حضر أصبح طاغيا، وإن غاب أصبح قضية لا يتحملها ملف.  هو الهلال الذي لا يجيد محبوه التوقف عند حدود معينة في الفرح، فهم سكنوا مدينة الأفراح منذ القدم وتنزهوا في شوارع السعادة، وبنوا منازلهم بالسرور وزينوا أسماءهم بكل لغات البهجة.  هو الهلال الذي إن علت أمواجه أغرق الجميع، وإن هدأت فلا تغيب عنه الألقاب.  هو الهلال الذي يرسم لوحة «دالي» في انتصاراته ويصدح بصوت عبده ويغني شعر نزار.