في مقال الأسبوع الماضي عرضنا المعوقات الخمسة التي تواجه عملية التخطيط الأفضل للمدن والتي أشار اليها الدليل الإرشادي في تخطيط المدن لقادة المدن. وهنا سنعرض عشرة أسباب أشار اليها الدليل لاعتماد منهج تخطيطي يمكن ان يساعد قادة المدن على دفع عجلة التغيير الإيجابي. السبب الأول: تتمتع المدن المزدهرة بإطار خاص لتحقيق النمو، بحيث توضع رؤية واضحة وتنفيذها في إطار عمل محدد يساهم في تحديد الاحتياجات وتنسيق الجهود لتحقيق أهداف التنمية، الثاني: الدور الايجابي للتوقعات المستقبلية في خدمة الحاضر، وهنا تبرز أهمية الاستعداد للمستقبل بدءا من الوقت الحاضر، بحيث يتمكن مسؤولو المدن من تحديد الفرص وإدارة المخاطر، والربط بين الرؤية على المدى الطويل والإجراءات المتخذة على المدى القصير، الثالث: تساعد عمليات التخطيط على إحداث التأثير خطوة بخطوة، ويتم ذلك من خلال تنفيذ المشاريع التطويرية ذات الأولوية والتي تتماشى مع الرؤية الشاملة للمدينة، كما تساهم عملية التخطيط في تحديد القضايا الملحة والموارد المتاحة وضمان كفاية المبادرات وتوجيهها بالاتجاه السليم. الرابع: دور النمط الحضري في إحداث الفرق، بحيث يتم صياغة سياسات سليمة فيما يخص الكثافة واستخدام الأراضي والحيز العمراني وتخطيط مرافق البنية التحتية والخدمات التي تشكل الفرق على صعيد توفير الظروف المعيشية الجيدة بتكلفة مناسبة لسكان المدن. الخامس: الأثر الإيجابي للتوجهات المحددة على الاقتصاد الحضري، حيث تساهم عمليات التخطيط في الربط بين الحيز العمراني وتوزيع النشاط الاقتصادي. السادس: تساهم الخطط المشتركة في إنشاء روابط تعاونية دائمة، من خلال إيجادها خارطة طريق للتواصل مع سكان المدينة والقطاعات المشاركة بمراحل التنمية لتحقيق الرؤية المشتركة. السابع: يشكل اعتماد منظور إقليمي أوسع نطاقاً عاملاً أساسياً لمساعدة المدن على تحقيق اقتصاديات الحجم، بحيث يتم عمل خطط تساهم في التعاون على خلق ميزة تنافسية وفق الموارد والفرص. الثامن: الاستمرارية تولد المصداقية، حيث تتميز المدن الناجحة بضمان استمرارية العملية التخطيطة، مما يعكس إدراك مسئوليها في تعزيز مصداقية الخطط المتبعة. التاسع: استباق المشكلات قبل نشوئها أكثر جدوى من حيث التكلفة مقارنة مع الاستجابة لها حال نشوئها، حيث ان التخطيط الحضري يساهم في تحديد الفرص والمعوقات ويساهم في اتخاذ القرارات الصحيحة التي تحفظ الوقت والمال. العاشر: إن إيجاد إطار عمل محدد يساعد في تحقيق الاتساق: بحيث يتم عرض الخطة ومراحل التطوير لتحقيق الرؤية لمزيد من التحفيز والتواصل. الأسباب العشرة المذكورة بالدليل توضح أهمية وجود الرؤية وخطة تنفيذية استراتيجية تحوي دراسة الوضع القائم ومعرفة مواطن القوة والضعف والفرص والمعوقات وتحدد القضايا التي تتطلب العلاج والأولويات، وتعكس أهمية مراحل التخطيط الحضري والإقليمي المتخصصة الفاعلة الجميلة التي يستمر ويتضح جمالها في تحقيق الأهداف المرسومة.
وأخيراً وليس آخراً الأسباب العشرة لاعتماد منهج تخطيطي يمكن ان يساعد قادة المدن على دفع عجلة التغيير الإيجابي مهمة ومترابطة، ويمكن الاستفادة منها في مراحل تقييم الإنجاز وعمل الدراسات التطويرية، فعلى سبيل المثال يمكن أخذ السبب السادس ودراسة العلاقة بين المشاركة في رسم المخططات العمرانية ومدى الالتزام بمراحل التنسيق والتنفيذ والمتابعة والتطوير والمحاسبة.
