مع بداية عاصفة الحزم كتبت كثيرا ووضحت وأثبت أن المملكة راعية السلام الأولى قولا وعملا وليس مجرد شعارات تكتب او ترفع، ليس ذلك فحسب بل هي تبادر الى السلام ولا تنتظره وهي سباقة الى ذلك والشواهد كثيرة وعديدة، لم تعتد المملكة على تجاوز شبر واحد من اراضيها الى جوارها ولم تتدخل في شأن خارجي ما لم يمس كيانها ووحدة صفها وأمنها ابتداء من حرب الخليج وحتى عاصفة الحزم، بل انها تمد جسورا طويلة من المساعدات لكثير من الدول المنكوبة طعاما وغذاء وعلاجا وأوجدت مستشفيات متنقلة تداوي الجرحى والمصابين في ابعد بقاع الارض، كل ذلك ادلة قليلة بسيطة دامغة لكل من شكك بنا.
مع كل ذلك حاول الغوغائيون جرها الى منعطفات رخيصة ومحاولة تحريك صفها ففشلوا فشلا ذريعا ثم حاولوا بارهابهم ضربها بأبنائها الا انها لطمتهم على وجوههم واثبتت نجاحها نجاحا باهرا في مكافحة الارهاب وضرب جذوره بداية من الحوار والمناصحة وانتهاء بالبندقية والنار فزادت عزائمها قوة وصلابة شعبا ووطنا وولاة امر.
لم تفرق المملكة يوما بين افراد شعبها مهما اختلفت اصولهم وخلفياتهم وطوائفهم وجذورهم لم تفرق بين من حمل بطاقة الهوية المدنية فهو معيار المواطنة والحقوق، حتى مع من اكتسبوا الجنسية مباشرة عوملوا كأي مواطن في الحقوق والعدل.
ما حدث الجمعة الماضية في محافظة القطيف وتحديدا بلدة القديح، عمل وحشي مجرم لا يقره الا خائن دسيس لا يعرف الاسلام ولا الانسانية، الجميع بلا استثناء استنكر وشجب هذه الجريمة الدنيئة من قمة هرم الدولة وحتى اصغر مواطنيها، رسميا وشعبيا الجميع يرفض ما حصل، أمير المنطقة الشرقية يزور مكان الحادث ثم ولي العهد ثم وزير الصحة ثم مدير التعليم، كناية عن تكاتف الجميع ورفضهم لهذا العمل الاجرامي، لم ينطق احد بالطائفية ولا المذهبية ولا التفرقة فالكل سعوديون، هبت المستشفيات لاستقبال المرضى وعلاجهم وهب المواطنون من مختلف المحافظات للتبرع بالدم للمصابين، استنكار اعلامي واسع على مختلف الوسائل الاعلامية، كل ذلك يضرب اي تشكيك في لحمة هذا الوطن المترامي وابنائه وينسف كل المحاولات الدنيئة البائسة الخسيسة لشق صفه، قلت وما زلت اقول ان دولة السلام المبادرة للسلام دوما لن يحرك ساكنها اي عمل اجرامي فالجميع يضرب بيد من حديد لكل من تبنى فكرا او عملا معاديا يخالف فيه شرع الله وسنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. هناك دول لا تعطي الحقوق الا لمن يتبعها مذهبيا فالحقوق محصورة على البعض، في المملكة عندنا لم تكن يوما كذلك، فالوظائف متاحة للجميع والاعمال التجارية كذلك، الحق مكفول لكل من اراده ما دام سعوديا فقط وغير ذلك لا مكان له بيننا، التاريخ والحاضر يثبت في كل اليوم ان الله وهب هذا الوطن بفضله ومنته وكرمه نعما كثيرة اهمها نعمة الامن ونعمة اللحمة ونعمة السلام التي يتمناها كثيرون غيرنا. نسأل الله الكريم ان يرزقنا شكرها قولا وعملا كما يحب ويرضى وان يديم علينا نعمه وان يحفظنا واهلنا وجميع المسلمين من كل سوء وشر ويرد كيد الحاسدين والحاقدين في نحورهم ويلحق بهم الذلة والهزيمة عاجلا غير اجل على كل مجرم ونابح وخائن وعميل.
* ماجستير إدارة أعمال- جامعة
الملك فهد للبترول والمعادن