DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد المذحجي

سياسي أحوازي: نتعرض لأبشع جريمة في التاريخ المعاصر

محمد المذحجي
 محمد المذحجي
أخبار متعلقة
 
مع عودة القضية الأحوازية للواجهة في السنوات الأخيرة بعد أن طواها النسيان خلال 90 عاماً نتيجة الاحتلال الفارسي الإيراني، يبقى كثيرون منا ـ كعرب ـ مغيبين تماماً عن القضية التي تعد الأقدم عربياً، لأن مأساتها تاريخياً بدأت قبل القضية الفلسطينية. قضية الأحواز، باتت محكاً جديداً لإرادة شعب يتجاوز تعداده الـ10 ملايين نسمة، عانى التهميش الطائفي، والتجريد القومي والقمع الأمني، وكذا سلب مقدراته وثرواته على يد قوات الاحتلال الإيراني، لفرض الأمر الواقع. ضمن مشروع طائفي يهدف إلى تفكيك دول المنطقة العربية بشكل يتشابه مع الاستراتيجية الثابتة الإسرائيلية حول إنشاء دويلات ضعيفة ومتناحرة عربية لضمان سيطرتها على المنطقة. (اليوم) حاورت، الكاتب والصحافي الأحوازي، محمد المذحجي، السياسي المقيم في لندن، مدافعاً عن قضية بلاده، ومتحدثا عن فراره من ظلم الاحتلال الإيراني وممارساته البشعة لسكان هذه القطعة العزيزة والمنسية من عالمنا العربي المذحجي، شرح ابعاد الاحتلال الإيراني لبلاده، وأوضح كيفية النهج الصفوي في التمدد، اعتماداً على سياسة عدوانية وتجريفية كاملة لكامل الهوية والتراث، واعتبر أن الرؤية السعودية الجديدة التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بلورت رؤية جديدة أكثر حزماً، ولأول مرة اعتمدت المملكة العمل العسكري لتعزيز الدبلوماسية. وعاصفة الحزم كانت نقطة عطف هذه السياسة الجديدة. وطالب الأنظمة والمؤسسات العربية بتوفير الفرص العلمية لتربية كوادر متخصصة أحوازية في جميع المجالات وإنشاء مكاتب للأحواز في العواصم العربية، كما فتحت إيران مكاتب في عاصمتها طهران للميليشيات الموالية لها كحزب الله اللبناني وعصائب أهل الحق العراقية وفيلق بدر الإرهابيتين وغيرها من الجماعات الإرهابية الموالية لها. كان هذا الحوار:  ما القضية الأحوازية التي هي أقدم من القضية الفلسطينية؟ ولماذا تُثار الآن في هذا التوقيت بعد 90 عاماً من النسيان؟ ـ تقع الأحواز في الطرف الشرقي للهلال الخصيب الذي يبدأ عند السهول الفلسطينية وينتهي عند الأحواز، مارّاً بلبنان وسوريا والعراق. ويحد الأحواز من الغرب العراق، ومن الجنوب الخليج العربي، ومن الشرق والشمال سلسلة جبال زاجروس الوعرة. وتبلغ مساحة الأحواز 374 ألف كلم مربع، باحتساب الساحل الشرقي والشمالي للخليج العربي والجزر الأحوازيّة المتناثرة فيه التي تحتل إيران جميعها على أساس اتفاقية ثنائية بين الاحتلال البريطاني وإيران في عام 1960 واعطت بريطانيا الجزر العربية التي تقع في المنتصف الشمالي في الخليج لطهران في غياب طرف عربي رسمي آنذاك. يبلغ عدد سكّان الأحواز أكثر من 10 ملايين نسمة، حسب الإحصائيات الرسمية الإيرانية، أما نفط وغاز الإقليم فيشكل 86 و75 % من إجمالي صادرات إيران النفطية والغازية على التوالي، واحتياطي الأحواز من النفط والغاز يشكل 9 و15% من الاحتياطي العالمي على التوالي. وتتمتع الأحواز بـ 35 % من المياه العذبة الإيرانية، وتنتج أكثر من 25% من مجموع المحاصيل الزراعية في إيران حسب التقارير الرسمية لوزارة الزراعة. ويتم أكثر من 85 % من حجم الاستيراد والصادرات الإيرانية من موانئ الأحواز، فضلاً عن النحاس والزئبق والحديد والحجر الأحمر والرصاص والمنغنيز والكبريت وحجارة الكلس والسيليكات والاسمنت الأسود والأبيض والذهب والملح والعديد من المناجم الأخرى تشكل جزءا من الثروة الاقتصادية الهائلة في الأحواز. سكن العرب أرض الأحواز منذ الألف الثامن قبل الميلاد حسب الآثار الباقية على الأرض في مدينة السوس التاريخية وباقي مناطق الأحواز. فأسّس العرب الدولة العيلاميّة وعاصمتها السوس في الألف الثالث قبل الميلاد، وتمكنت الأحواز من الحفاظ على سيادتها العربيّة أمام الهجمات الفارسيّة والأجنبية المحمومة، حتى هزيمة الفرس عام 636م إثر معركة القادسيّة. فخضعت للحكم العربي الإسلامي حتى عام 1436م، حيث قامت الدولة المُشَعْشَعِيّة العربيّة في الأحواز، واستمرت بسيادتها الكاملة حتى عام 1724م بقيام الدولة الكعبيّة التي تعرف باسم إمارة عربستان في الوثائق التاريخية الحالية، وبسطت سيادتها الداخلية والخارجية الكاملة على الأحواز. وأنشأت الدول الكبرى كروسيا وبريطانيا سفارات وقنصليات في مدينة المحمرة عاصمة إمارة عربستان في فترة حكم الشيخ خزعل الكعبي. وبهدف تطبيق خريطة سايكس بيكو، شنّت بريطانيا ودولة فارس حرباً عدوانيّة على الدولة العربيّة الأحوازيّة (إمارة عربستان) بتاريخ 20 أبريل 1925 بقوة عسكرية تتكون من الجنود الهنود والفرس والبريطانيين، فاحتلتها احتلالاً عسكرياً، ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا، خاض الشعب العربي الأحوازي أكثر من 17 ثورة وانتفاضة مسلّحة بوجه الاحتلال الأجنبي الإيراني منذ يوم الاحتلال مؤكّداً رفضه الفعلي للوجود الأجنبي الفارسي في الأحواز. وكانت آخر انتفاضة عارمة للشعب الأحوازي في عام 2005 على أعقاب الكشف عن خطة حكومة محمد خاتمي الإصلاحي حول تهجير العرب إلى المدن الفارسية في العمق الإيراني واستيطان مليوني فارسي في الأراضي العربية كخطوة أولى من هذا المخطط.  إيران دولة محتلة لوطنكم.. اشرح لنا ممارسات الاحتلال الفارسي على الأرض ومعاناة الشعب الأحوازي؟ ـ يعرّض الاحتلال الأجنبي الفارسي الشعب الأحوازي إلى الاضطهاد القومي والاقتصادي والديني، والتمييز العنصري، ومحاولات محو الهويّة العربيّة وطمس معالمها، والتطهير العرقي.. وتتركز سياسة الاحتلال الإيراني ضد الشعب العربي الأحوازي على ثلاثة محاور: أولاً - تحاول إيران بكل جهدها وإمكانياتها محو الهوية العربية وتطمس المعالم العربية مستخدمة الأساليب والسياسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية. وفي هذا الجانب تصب تركيزها الأساسي على النخب والمثقفين العرب، ولا يتردد الاحتلال الإيراني بقتل أو سجن أو إعدام أي ناشط سياسي أو شاعر أو مفكر أحوازي يحاول توعية الشعب ومكافحة المشروع العنصري اللا ثقافي الفارسي. وآخرها كانت جريمة إعدام هاشم شعباني وعلي عموري والتهمة كانت «التآمر ضد الأمن القومي الإيراني والإفساد في الأرض» عبر إنشاء «مؤسسة الحوار الثقافية» التي كانت هذه المؤسسة تنشط في مجال تعليم اللغتين العربية والانجليزية وتعليم الطلاب في الأحياء الفقيرة. ومن جانب ثان، تحاول إيران عبر تحريف التاريخ وبمساعدة كاملة من المراكز الأكاديمية الغربية أن تروج للفكرة الباطلة التي تقول ان سكان الأحواز الأصليين هم غير العرب وأولئك الذين يتحدثون العربية، هم أيضاً من غير العرب لكن بسبب هيمنة العرب تحولت لغتهم للعربية، والخط الآخر للدعاية الإيرانية هو ترويج «أن العرب تخلوا عنكم، ويا أحوازيين لا يوجد لكم أي داعم»، وفضلاً عن تغيير ديموغرافية الأحواز وتهجير العرب إلى المدن الفارسية واستيطان الفرس. ثانياً - السياسة الأخرى التي اعتمدها الاحتلال الفارسي منذ 9 عقود هي سرقة الثروات الأحوازية من النفط والغاز والمياه وجميع الموارد الاقتصادية الأخرى وتوظيف المستوطنين بدلاً من المواطنين. فضلاً عن السياسة الممنهجة الإيرانية لتجويع وتفقير المواطنين العرب وعلى وجه التحديد النشطاء والنخب الأحوازية، بحيث يبقى دوماً المواطن العربي تحت رحمة الحكومة الفارسية أو المستوطنين الأغنياء. وحسب إحصائيات منظمة الدعم الاجتماعي والاقتصادي الحكومية ومؤسسة الإغاثة الإيرانية، تعيش 20% من العوائل التي تتلقى الدعم الاقتصادي في جميع أنحاء إيران، في الأحواز وحدها، وتوفر هاتان المؤسستان «الإطعام المجاني» لـ 90 % من طلاب مدينتي المحمرة وعبادان الأحوازيتين بسبب معاناة هؤلاء الطلاب من سوء التغذية الحاد. وتحتل الأحواز المرتبتين الثانية والثالثة للعوائل التي تعيش تحت خط الفقر المطلق والنسبي على التوالي حسب الإحصائيات الرسمية. ثالثاً - استمرت الحكومة الإيرانية بتنفيذ مشاريع كبيرة لتغيير مجاري الأنهار في إقليم الأحواز العربي وتجفيفها تدريجياً منذ أكثر من عقدين، بحيث تسببت بتلوث بيئي هائل وادرجت منظمة الصحة العالمية مدينة الأحواز العاصمة على رأس قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم أجمع لثلاث سنوات متتالية منذ عام 2011. وحل حرف مجرى الأنهر ونقل مياهها إلى المحافظات الفارسية من قبل النظام الإيراني بآثار كارثية هائلة بالبيئة الأحوازية. ويمكن الإشارة إلى تجفيف الأهوار في إقليم الأحواز كهور العظيم وهور الفلاحية، بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة في المجتمع الأحوازي كنماذج ملموسة لهذه السياسة غير الإنسانية. وحسب إحصائيات وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيرانية، ارتفعت معدلات الإصابة بالسرطان في إقليم الأحواز بنسبة أكثر من 500 % أي أكثر من 5 أضعاف منذ العقد الأخير. وبعد نشر هذه الإحصائية، أصدرت الحكومة الإيرانية مذكرة تمنع الدوائر الحكومية ووسائل الإعلام من نشر أي إحصائيات عن ضحايا السرطان والأزمة البيئية في الأحواز. وحذفت وزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي التقارير التي نشرتها عن هذا الشأن، من موقعها على الشبكة العنكبوتية. على سبيل المثال وليس الحصر، كتب أحد مندوبي مدينة الأحواز العاصمة في مجلس النواب الإيراني، شريف حسيني، رسالة إلى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، واتهمه بـ «تجاهل الكوارث البيئية الكبيرة التي تحدث في إقليم الأحواز نتيجة السياسات الحكومية». ورداً على هذه الرسالة وفي خطوة غير عادية، نفى نائب الرئيس الإيراني الأضرار الإنسانية الكبيرة الناجمة عن الأزمة البيئية في الأحواز، واتهم شريف حسيني بنشر الأكاذيب. كما تسببت هذه الأزمة البيئية في انتشار أنواع جديدة من مرض السرطان والأوبئة الغريبة التي لم يشهد لها مثيل في سائر المناطق. وللمثال، في نوفمبر 2013، تسبب هطول الأمطار الملوثة والحمضية في حالات تسمم وضيق في التنفس عند أكثر من 50 ألف شخص ومراجعتهم إلى مستشفيات الأحواز، حسب الإحصائيات الرسمية. وحسب الدراسة التي قامت بها جامعة الأحواز الطبية الحكومية، لقد أثّر التلوث البيئي في الأحواز بتزايد الوفيات بنسبة 30 % خلال السنوات الـ10 الماضية، وجاءت أكثر من 20 % من الوفيات نتيجة لاستنشاق الجسيمات الملوثة للهواء. وكان من ضمن الآثار الناجمة عن التلوث، ازدياد عدد المصابين بأمراض القلب والكلى وارتفاع نسبة المواليد المشوهة، بالإضافة إلى ارتفاع حاد في معدلات الإجهاض بين الأمهات، خاصة في الولادة الأولى، وانخفاض معدل الخصوبة في الرجال والنساء. كيف ترى المشروع الإيراني إقليمياً وتداعياته على قضيتكم؟ ـ يتركز المشروع الإيراني العابر للقارات ذو الطابع الطائفي على تفكيك دول المنطقة العربية ويتفق مشروع طهران مع الاستراتيجية الثابتة الإسرائيلية حول إنشاء دويلات ضعيفة ومتناحرة عربية لضمان سيطرتها على المنطقة. وأصبح احتلال العراق في عام 2003 وتقديم بلاد الرافدين على طبق من ذهب لإيران من قبل الأمريكان لتطبيق مشروع «تصدير الثورة الإسلامية»، منصة انطلاق الفتنة الإيرانية ضد الإقليم من جديد. نظراً لهذه الحقيقة، تحول العراق من داعم للقضية الأحوازية إلى الحليف الرئيسي للاحتلال الإيراني. ومن جانب آخر، وحدت السياسات العدوانية الإيرانية دول المنطقة ضد إيران بشكل غير مسبوق، وحصل دعم إعلامي نسبي للقضية الأحوازية. لكن لا يزال لا يوجد دعم سياسي جدي لقضيتنا العادلة.  كيف ترى الصمت العربي تجاه القضية الأحوازية؟ ـ كما أشرت الدعم العربي للقضية الأحوازية لا يزال يقتصر على التغطية الإعلامية لبعض وسائل الإعلام العربية. وللأسف النظام العربي يفتقر لسياسة موحدة وواضحة المعالم ضد التصرفات والسياسات العدائية الإيرانية، وينعكس هذا الموضوع بشكل مباشر على قضيتنا. وأيضاً هناك تحفظات واضحة وغير واضحة عربية تجاه الأحواز، وبرأيي بعض هذه التحفظات لها علاقة بالتوافقات غير المرئية المتعلقة برسم الخارطة السياسية للإقليم منذ ما يعرف بمعاهدة سايكس بيكو، وللأسف لا يزال مفعولها جاريا.  ما دوركم كعرب.. ولماذا نلاحظ الضعف في أسلوب معارضتكم وطريقة إدارتكم للمواجهة مع إيران؟ ـ خاض الشعب العربي الأحوازي اكثر من 17 انتفاضة ضد الاحتلال الفارسي، فضلاً عن الكفاح المسلح المتواصل منذ يوم الاحتلال. وسبب الضعف في معارضة العدو الإيراني هو عدم تواجد حاضنة حقيقية للقضية الأحوازية كما نراها في النضال الفلسطيني تجاه العدو الصهيوني. وما قام به الأحوازيون منذ 9 عقود من الاحتلال الفارسي هو مجرد جهد ذاتي بسيط، وهناك بعض الأحيان حصل دعم من العراق وعلى وجه الخصوص في فترة الحرب بين إيران والعراق الذي تم تشكيل جيش تحرير الأحواز.  كيف ترون الدور السعودي في مواجهة التمدد الإيراني.. وماذا تريدون من العرب عموماً؟ - في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حصل تغيير كبير، وتبلورت رؤية جديدة أكثر حزماً، ولأول مرة اعتمدت المملكة العمل العسكري لتعزيز الدبلوماسية. وعاصفة الحزم كانت نقطة عطف هذه السياسة الجديدة. كخطوة أولية، نحن نطالب الأنظمة والمؤسسات العربية بتوفير الفرص العلمية لتربية كوادر متخصصة أحوازية في جميع المجالات وإنشاء مكاتب للأحواز في العواصم العربية، كما فتحت إيران مكاتب في عاصمتها طهران للميليشيات الموالية لها كحزب الله اللبناني، وعصائب أهل الحق العراقية وفيلق بدر الإرهابيتين وغيرها من الجماعات الإرهابية الموالية لها.  بعد عاصفة الحزم في اليمن.. وبروز القرار العربي.. ألا تعتقدون أنه حان الوقت لتصفوا خلافاتكم كجبهات معارضة، وجمع القوى الوطنية.. بمعنى آخر، هل تحتاجون لعاصفة حزم أحوازية؟ ـ البيت الأحوازي يعاني بنسبة أقل مما يعاني منه باقي أهلنا العرب من اختلاف في وجهات النظر، لكن الأحوازيين لديهم الاستعداد الكامل لتوحيد ورص صفوفهم في حال تواجد إرادة ومشروع حقيقي عربي لدعمهم. وينبغي على أهلنا العرب أن يقفوا بفاصلة واحدة من الفصائل الأحوازية، ويتم وقف بعض الدعم الانتقائي البسيط الذي يتم تقديمه بين الحين والآخر لبعض الحركات الأحوازية، بأن هذا النوع من الدعم سبب ويسبب لنا بعض المشاكل.  يلاحظ ضعفكم في التواصل مع المجتمع الدولي.. لماذا لا تشكلون قيادة موحدة لمخاطبة المؤسسات الدولية لدعم مطالبكم العادلة؟ - الحقيقة المغيبة نسبياً عن الجميع هي أن الغرب بشكل عام يدعم إيران ويعزز قدراتها حتى بعد ما توصف بـ «الثورة الإسلامية»، ولا توجد مؤسسة دولية تريد دعم الأحوازيين إلا بعض المؤسسات الناشطة في مجال حقوق الإنسان. وهذه المؤسسات هي في واقع الأمر مشاريع سياسية ومخابراتية غربية للضغط على الدول بهدف أخذ امتيازات سياسية واقتصادية منها. فلهذا السبب برأيي الرهان على المؤسسات الدولية أكثر من اللازم هو رهان خاسر والعمل بالاتجاه الخطأ.  ما فرص نجاح قضيتكم في ظل التوافق الإيراني الغربي الأخير بشأن السلاح النووي؟ وهل تعتقدون أن الزمن في صالحكم؟ ولماذا؟. ـ لا يؤثر الاتفاق النووي بين إيران والغرب بشكل كبير على القضية الأحوازية، لأن الغرب أساساً لا يعير أهمية حقيقية لقضيتنا، والعكس تماماً يحاول عدم تفعيل القضية الأحوازية للحفاظ على وحدة تراب إيران بصفتها احدى الدول التي تعتبر السد المنيع ضد الحضارة العربية. أهم مظاهر هذا السد هو معاهدة سنتو الشهيرة التي انتهت منذ انتصار الثورة الخمينية في عام 1979، لكن مفعولها لا يزال جاريا وبشكل أقوى من الماضي.  أخيراً.. ما رسالتكم للداخل الأحوازي.. وللخارج؟. ـ الداخل الأحوازي هو من يقرر على الأرض، ونحن مجرد سفراء لهم، واثبت الأحوازيون أنهم لا يزالون يقاومون الاحتلال الفارسي في أي فرصة وأي مناسبة وبأقل إمكانيات ووسائل. وعلينا نحن في خارج الوطن أن نعمل كسفير شريف وصادق لهم، وعلى الفصائل الأحوازية أن توحد صفوفها من أجل الوطن ومحاربة عدو شرس ووحشي، وان يضعوا المنافسات الحزبية واستغلال بعض الفرص الاقتصادية جنباً لهدف أكبر وهو مقاومة الاحتلال الفارسي. خريطة الاحواز