في دين الرحمة كان المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم يمنع صغار السن أن يشاركوا في معارك تحرير الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد رغم أن المعركة واضحة المعالم والقائد رسول الأمة صلوات الله وسلامه عليه!
وفي دين الزيغ والضلال يجنّد صغار في السن أعمارهم ستة عشر عاماً وخمسة عشر عاماً تحت رايات مجهولة ليقتل بهم أهل الإسلام!
وصدق المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الذي يرويه عنه أبو الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه « يكون في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من أحسن الناس قولاً، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وهم شر الخلق والخليقة، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه، إن لمن قتلهم عند الله أجراً».
بيان وزارة الداخلية بالأمس، والذي جاء بعد جريمة القديح، وبين أن منفذ العملية ما هو إلا أداة في خلية عاثت في الأرض فسادا بالتدمير وقتل رجل أمن مسلم يحمي مكتسبات أهل الإسلام، بل والتمثيل بجثته من خلال إشعال النار فيها، وفوق ذلك السعي والتخطيط لمزيد من الجرائم التي وفق الله رجالنا لإحباطها!
هو رسالة لكل واحد منا، وللآباء والأمهات والأخوة الكبار خصوصاً أن يعيدوا النظر في طرق تربيتهم لأبنائهم، فالتحديات في هذا الزمن ليست كالتحديات في زمنهم، ولم يعد المفسد رافعاً للواء الإفساد، بل تفردنا بمفسدين يرفعون راية الإسلام وللأسف!
ولذلك على كل أب وأم أن يعيدا النظر في أساليبهما التربوية ويرقيان بها، وذلك بالتركيز على زيادة وعي الأبناء وعلمهم وربطهم بالدين الحق من خلال مصادر التلقي الموثوقة وهي كثيرة في مجتمعنا ولله الحمد!
كما أن على الأب خصوصاً أن يطيل الجلوس مع أبنائه وأن يسمع منهم ويناقشهم، فهم استثماره الحقيقي وكل دقيقة يصرفها من أجلهم سيحصل نتيجتها في حياته وبعد مماته!
وعلى الوالدين أن يفعّلا أساليبهما الرقابية ويتابعا مدارس أبنائهما وأصدقائهم والمواقع التي يزورونها، فالوقاية في المراحل الأولى أسهل من العلاج عندما يستفحل الداء وينتشر المرض!
أيها الأب، أيتها الأم، أيها الأخ كان الله بعونكم فالمهمة كبيرة ولكن نتائجها عظيمة ومثمرة فسيروا بعون الله!
متخصص بالشأن الاجتماعي