DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأمير سعود الفيصل

سعود الفيصل رجل السلام المتأهّب للحرب بسبع لغات يترجل

الأمير سعود الفيصل
الأمير سعود الفيصل
أخبار متعلقة
 
طوى الأمير سعود الفيصل 40 عاماً من العمل وزيراً للخارجية التي عين فيها عام 1975، فكان طيلة تلك السنوات داعية السلام المتأهِّب للحرب بسبع لغات، وكان ركنا أساسيا في صناعة السياسة الخارجية للمملكة طيلة العقود الأربعة الماضية، مدافعا عنها، بلباقته لا تخطئها العين في أي مؤتمر صحفي يكون الفيصل طرفا فيه. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري: إن وزير الخارجية السابق الأمير سعود الفيصل ساعد خلال أربعة عقود "بأعلى مستويات الدبلوماسية الدولية" في توجيه السعودية عبر عالم معقد للغاية، ووصفه بأنه من أكثر وزراء الخارجية حكمة على مستوى العالم. وأضاف كيري في بيان له بشأن ترك الفيصل لمنصبه: "سأواصل السعي للحصول على مشورته وأقدر صداقته التي تكونت من خلال ساعات عديدة قضيناها نتباحث بشأن التحديات التي يواجهها بلدانا". وقال كيري: إن الفيصل من أكثر وزراء الخارجية حكمة على مستوى العالم "حيث عمل مع 12 من أسلافي وزراء الخارجية ويحظى بإعجاب عالمي". وأضاف كيري في بيانه: "إذ نفتقد الأمير سعود كثيرا، أتطلع إلى مواصلة العمل عن كثب مع خلفه عادل الجبير. ويعد الفيصل أقدم وزير للخارجية في العالم، إذ تولى حقيبة الخارجية السعودية منذ عام 1975، وقادها منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، بما يعني أنه يقود السياسة الخارجية السعودية منذ 40 عاماً. وكان الفيصل قد تخرج في جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد، ليتولى العديد من المناصب الإدارية في وزارة البترول، منها العمل مستشاراً اقتصادياً لها وعضواً بلجنة التنسيق العليا، قبل أن ينتقل إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن، وفي العام 1970 تم تعيينه وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية. وفي العام 1975، صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية، عقب وفاة والده الملك فيصل، وأهله لذلك علاقاته الجيدة بملوك البلاد، وإتقانه 7 لغات إلى جانب اللغة العربية، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية. تعامل حازم وتتعدد المواقف في حياة الفيصل الدالة على حزمه في التعامل مع الملفات الهامة والحساسة، منها قيامه في مايو من العام 1985 بزيارة طهران في زيارة رسمية هدفت للتركيز على مسألة الحجاج الإيرانيين، وكذلك مطالبته كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية لدى شغلها المنصب بين عامي 2005 و2009، بالتركيز على قضايا أساسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومن بين المواقف التي تتسم بالصرامة كان استياؤه لعمليات التدقيق المالي التي تعرضت لها السفارة السعودية في واشنطن، حيث اعتبر أن سلوكيات المدققين "غير ملائمة وعدائية"، معلنا أن السفارة السعودية تتمتع بالحماية الدبلوماسية. وفي عام 2004، أكد الفيصل أن المصدر الأساسي للمشكلات في الشرق الأوسط ليس المسلمين، وإنما "انعدام العدالة" في المنطقة، قبل أن يدفع في مارس 2012 باتجاه تسليح المعارضة السورية، معتبراً أن الواجب يقضي بدعمهم من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد العنف الدموي اليومي الذي تمارسه القوات السورية المسلحة، كما أنه كان يشجع العراقيين على الدفاع عن سيادة بلدهم. وتميز الفيصل بالوقوف الحاسم ضد الاتحاد السوفيتي السابق، وبميوله العربية القومية، وكان يوصف بأنه كان يعارض، أكثر من غيره، أي مقترحات إسرائيلية، كما نجح في قيادة الجهود السعودية لإعادة تحسين صورتها الدولية بعد هجمات 11 سبتمبر في كل من نيويورك وواشنطن. ودعا الفيصل الائتلاف الدولي الذي ينفذ ضربات جوية ضد مواقع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق إلى مواجهة هذا التنظيم على الأرض، محذرا من تنامي دور إيران في العراق، ومتهما طهران بفرض سيطرتها عليه عن طريق مساعدته في الحرب ضد التنظيم المتشدد. ولعل من أحدث مواقف الفيصل رده على رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ، مبدياً تحفظه على الرسالة، حيث أشار إلى أن روسيا جزء من مآسي الشعب السوري عبر دعمها للرئيس بشار الأسد، كما لا ينسى الجميع كلمته لدى انطلاق "عاصفة الحزم" حين قال: "نحن لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قُرعت طبولها فنحن جاهزون لها". في مارس 2012، دفع الأمير سعود الفيصل باتجاه تسليح المعارضة السورية، معتبراً أن الواجب يقضي بدعمهم من أجل الدفاع عن أنفسهم ضد العنف الدموي اليومي الذي تمارسه القوات السورية المسلحة، كما أنه كان يشجع العراقيين على الدفاع عن سيادة بلدهم.