حتى وإن توقفت العاصفة لم يتوقف الحزم، فعملية إعادة الأمل لليمن هي نفسها من الحزم، لكن بأدوات سياسية.. ويخطئ من يظن أن كل شيء توقف بل كل شيء بدأ.. المملكة حملت في يد شيمة الحزم وفي اليد الأخرى قيمة الأمل.. وبرهن ذلك أن المملكة العربية السعودية دولة عطاء وليس أخذ، وموطن سلام لا حرب، وأرض أمل لا ألم.. فلم يكن للمملكة أهداف أخرى غير إعادة الشرعية لليمن السعيد، وتثبيت الأمن في حدودها ومنطقتها وما حولها..
إعادة الأمل لها مساحات مختلفة تسمح للعمل السياسي متماشيا مع العمل العسكري المركز والمحدود بردَات الفعل، والتعامل الطارئ مع أي متطلب عسكري.. ومنح مساحة أكبر لتواجد أممي من خلال مبادرات رشيدة يسرع العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن، ويتماهى مع الطرح الخليجي ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل والمنضبط.. وهذه العملية لها أبعاد أخرى تتمثل أيضا في البعد الإنساني، والإغاثي، والحماية للمدنيين.. وكذلك مكافحة الإرهاب وتيسير إجلاء رعايا الدول، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية..
ومؤكد أن إعادة الأمل ستهدف -بمشيئة الله- للتصدي لأي تحركات عبثية وفوضوية سواء للحوثي وأتباعه ومن هم خلفه؛ لكي لا يعيدوا اليمن إلى مربع التسليح، والتعسكر، والتهريب.. وبإذن الله سيكون التركيز من خلال التعاون الدولي على المراقبة، والتفتيش، والمتابعة..
التحركات السياسية هي الآن أشد وتيرة، وهناك أطراف تتداخل من هنا وهناك، ولكن العين السعودية البصيرة وتحالفها تستوعب كل الأطروحات الممكنة.. وبالتفاهم والتشاور والمداولة مع أهل الشأن اليمني الرئيس، ومع الرئيس الشرعي توضع المعطيات، والنتائج، فالحلول على طاولتهم ليقرروا مصيرهم بأنفسهم.. بما يحفظ أهداف عملية عاصفة الحزم، وغايات عملية إعادة الأمل..
إن عودة الأمل لليمن أتى عن طريق الحزم والعزم -بفضل الله وقدرته- ثم بجهود المملكة العربية السعودية التي قدمت سياستها عمليا وفعليا.. لا كلاما وقولا.. اليوم.. اليمن يعاني كثيرا من ابنائه أولا ثم من الطامعين ومرضى السطوة والسلطة.. لذا فإعادة الأمل يجب أن تكون من الحكمة اليمانية بتقبل منافعها والتعاون مع أطرافها بنوايا سليمة من حكماء اليمن..
معلوم ومدرك أن الذين سمحوا لقوة غريبة لها طموحات ومطامع استعمارية بالتدخل في بلادهم واستعمالهم.. معروف أنهم ليسوا يمنيين مخلصين وليس لديهم الحكمة ولا التدبير ولا النوايا الطيبة.. ومؤكد أنهم لن يوثق بهم على أي مستوى، فهم قد تغذوا من إيران بالمناورة والأكاذيب والتطويل والتقية والتأجيل واللعب.. لذا فاليمنيون الكرماء سيلفظونهم عاجلا غير آجل وبسهولة؛ لأن زوايا اليمن السعيد ستضيق عليهم وتخنقهم وتقذفهم في متاهات الذل والصغار..
إعادة الأمل هي عملية يجب أن يشترك فيها اليمني الكريم قبل أي طرف آخر ليبني بلاده بعزيمة الرجال وحكمة المخلصين.. وما يجري سيستفيد اليمني منه ويعرف من كان معه أو ضده، ومن أحبه ومن كرهه، ومن أخلص معه ومن خانه، ومن فرح له ومن تفرح به، ومن أعانه ومن أعان عليه.. وسيعلمون أن محور الشر الطائفي إيران وتوابعها وأذنابها هم خراب في أي مكان وسيمنعونهم بقوة وإصرار.
ختام القول.. حتى وإن تغيرت المسميات فالفعل الحازم واحد.. وسيعود اليمن -بإذن الله- بأصالته التي لا تتأثر ولا تتغير بتغير الناس.. وسيجد المواطن اليمني الكريم نفسه أمام بلده وفي مقدراته وخيراته.. وسيذكر الإنسان اليمني الكريم عاصفة هبت عليهم ـ بفضل الله ـ بنسائم الأمان.. وبعليل الخيرات.. وبشذى السعادة.. فاحفظوا يمنكم.
* مستشار ومدرب إعلامي