سمو الأميرة عبير بنت فيصل بنت تركي آل سعود حرم سمو أمير المنطقة الشرقية تكتب فصلا جديدا كاملا في العمل الاجتماعي والتطوعي بالمنطقة. أول الأمر انها جعلته في قائمة أولوياتها العملية، بل يكاد هذا الاهتمام يحتل مكانا أكبر من قائمة الاهتمامات. يبدو ان عقل الأميرة عبير ووجدانها يميلان للعمل الانمائي الاجتماعي والتطوعي بتلقائية الطبع الأول.
كان العملان الاجتماعي والتطوعي ناشطين في المنطقة الشرقية بشكل خاص، وكان هناك شيء ينقصه ورغم انغماسنا في هذه الأعمال، إلا أنه - رغم كل هذا الزخم - لم نصل إليه أو لم يتحقق كما كنّا نأمل، ونجحت الأميرة عبير من أول وهلة في وضع طابعها الواضح في الاعمال الاجتماعية، والتطوعية ووصلت لإدراك ما ينقص هذه الاعمال. رأت الأميرة - بطبيعة حبها وفهمها المنطقي - العملين الاجتماعي والتطوعي بالمنطقة أنهما يعانيان شتاتا وتشتتا رغم وجود جمعيات مؤسسية.
رأتهما الأميرة عبير جسداً كلّياً واحداً، وهذا الجسدُ نشِطٌ ووافرُ القوة إلا أنه بحاجة لعقل مركزي، وكان هذا هو الشيء الناقص ليكون العملان التطوعي والاجتماعي عملين منهجيين قابلين للتنسيق، وربط المناشط، وتوليد القوة المشتركة بينها، فجاءت فكرة العقل المركزي الضابط والرابط لهذه الأعمال لتتخذ النسق العام الذي يتفرع بعدئذٍ لأنسقةٍ عملية مختلفة.
وهنا يكون للاعمال التطوعية بجمعياتها وفرقها ومتطوّعيها مظلة عامة تربطهم مع بعضهم كي تترقى الأعمال أكثر بتبادل المعلومات الخاصة المطورة للعمل التطوعي العام، وبكشف تطبيقات وتجارب النجاح وبرامج التطوير والإنماء الإنساني بين الجمعيات، والتعاون في اخراج برامج جديدة بتوظيف العقول لاهداف هذه البرامج من الجمعيات والمناشط التطوعية المختلفة. هذا العقل المركزي هو المجلس الذي تشكل مؤخرا بمجهودات ومتابعة ورغبة من الأميرة في اجتماع نادت به جمعيات المنطقة، وتشكل بسرعة قياسية وبتنظيمٍ نسقيٍّ واقعي عمليا. وبهذه الطاقة والرغبة والحب في العمل الإنساني الكبير ونفع المجتمع بقوى وعقل بناته وأبنائه تابعت الأميرة الأعمال التطوعية على الأرض متابعة تدعو للعجب،حفظها الله، بهذه القدرة اللافتة في التصميم وتكريس الوقت لمتابعة البرامج على الأرض، وإن كانت المتابعة تدعو لذلك الإعجاب، فماذا سنقول متى عرفنا انها تشارك شخصيا في أعمال ميدانية تتطلب صبرا وولعا حقيقيا بالعمل التطوعي.
هذه الأميرة بالطبع والطبيعة أميرة الأعمال الإنمائية، وتسجل تفوقا فوق توقعنا، وعفو الأميرة، أعتقد انه فوق توقعاتها هي، ومن هنا جاء القولُ: تفوق على نفسه.
أميرة الأعمال الإنمائية هي أميرتنا نحن، ونحن نعتز ونفرح ونفخر بها.
