بدأت إجازة منتصف العام لجميع المراحل الدراسية في المملكة بنهاية دوام يوم الخميس وانتهت بنهاية يوم السبت الماضي. وهذا بالطبع حسب التقويم الدراسي الرسمي. ولكن في الواقع، طلبتنا- ما شاء الله عليهم وكعادتهم في كل إجازة رسمية- يبدأون إجازتهم من يوم الاثنين الذي يسبق اليوم الأخير في الدراسة الذي هو عادة يوم الخميس. ولا أعرف إذا كان طلبتنا الأعزاء يعرفون أن يوم الاثنين هو ثاني أيام الأسبوع وليس كما في السابق حيث كان يوم الاثنين هو الثالث من أيام الأسبوع. ولكن هذا لا يهم، إذ إن الطلبة لدينا جعلوا يوم الاثنين هو يوم بدء الاجازة بغض النظر عن الرسائل والتحذيرات التي تطلقها المدارس لدينا حيال من يتغيب في أي يوم قبل بدء الاجازة الرسمية. وفجأة رأى الكل الزخم الكبير للسائح السعودي المغادر إلى خارج أرض الوطن وخاصة إلى مدينة دبي والتي لم تعد وجهة سياحية لمواطني المملكة، بل أصبحت وجهة للعالم أجمع. ولكن ما يهمنا في هذه السطور هو الطالب السعودي حيال زيارة دبي. ففي الوقت الحالي أصبحت إمارة دبي نقطة تحكي قصة نجاح فيما يخص الترفيه السياحي للعائلة الخليجية والعوائل من أرجاء المعمورة. وأصبحت فيها أماكن ترفيهية كثيرة ولكن أيضا توجد بها أماكن عادية ولكن المشي والنزهة فيها متعة. مثل ما نراه في ممشى (جي بي آر). ولكن الحديث الدائر الآن هو ما الذي يجعل الطالب السعودي يتغيب عدة أيام قبل الإجازة ويضيف عليها عدة أيام بعد الإجازة؟
في البداية الكل يعرف أن الطالب سيتصرف دائما كطالب مهما كان برنامج دراسته. سواء أكان في الصفوف الابتدائية أو طالبا يقوم بالتحضير لدرجة الدكتوراة. دائما ينتظر نهاية اليوم الدراسي ومع مرور الوقت يتشوق للانتهاء من الفصل الدراسي. ولسبب يجهله الجميع فإن الطالب في المملكة يعتبر الأول في المنطقة من ناحية انتظاره المتعجل ليخرج من الفصل الدراسي لينسى هموم المدرسة. فالمدرسة الآن أصبحت ليست عامل جذب للطالب في وقت نرى فيه الكثير من الدول ترى فيها الطالب يذهب للمدرسة بنفس الطاقة والاستعداد النفسي سواء أكان ذلك اليوم هو أول يوم دراسي أو آخر يوم في الدراسة. وهذا الأمر يجب أن يؤخذ بمأخذ الجد. فما الذي يجعل الطالب لدينا لا يتحمل اليوم الدراسي. واصبح الغياب قبل وبعد أي عطلة شيئا مسلما به وكأنه حق من حقوق الطالب. فهل السبب يعود إلى أن مدارسنا والحياة اليومية للطالب في المدرسة يغلب عليها الملل. ففي الوقت الحالي لا بد من دراسة هذه الظاهرة وإيجاد حلول تجعل الطالب هو من يرغب في الجلوس في المدرسة. إذ لا بد من إرجاع الأنشطة المدرسية التي كانت موجودة في الماضي وخاصة الأنشطة الرياضية ومنها مباريات السداسيات بين الفصول أو بين بقية المدارس. ففي الوقت الحالي يتغيب الطالب السعودي ما معدله 20 يوما من إجازات غير مستحقة، فما هو السبب؟
* كاتب ومحلل سياسي