نقاط ثلاث هامة خرجت بها قمة شرم الشيخ السادسة والعشرون، تضع الأمة أمام مسؤولياتها التاريخية وجها لوجه، تمحورت الأولى في مباركة القادة العرب للخطوة التي اتخذتها المملكة، حيث قادت التحالف العربي خلال عملية «عاصفة الحزم» الجريئة التي من شأنها - بإذن الله - أن تضع حدا فاصلا وقاطعا لعبث الحوثيين، واستهتارهم بالسلطة الشرعية اليمنية، فهم مطالبون اليوم بانسحابهم الفوري من العاصمة صنعاء، وانسحابهم من المؤسسات الحكومية التي استولوا عليها، وتسليمهم السلاح للسلطات الشرعية، ولن تتوقف العاصفة المباركة إلا بانصياع الحوثيين لتلك المطالب الشرعية، فلابد من توقفهم عن الاستيلاء على الأجزاء التي استولوا عليها من الأراضي اليمنية، فالميليشيات الحوثية لن تتمكن في ضوء استمرارية العاصفة من تحقيق مآربها بانتزاع السلطة الشرعية اليمنية والاستيلاء عليها.
وتتمحور النقطة الثانية في الخطوة المباركة التي اتخذها القادة العرب بتوحيد قوتهم الجماعية، من خلال مشروع انشاء القوة العسكرية المشتركة لمواجهة التحديات التي تجابه الأمة العربية، فالقوة العسكرية الضاربة هي المنفذ الوحيد الآمن للسيطرة على مختلف التحديات المحدقة بالشعوب العربية، واتخاذ التدابير اللازمة في أعقاب قمة شرم الشيخ لإنشاء تلك القوة يمثل الطريقة المناسبة لحفظ وحدة الأمة العربية، وصون كلمتها والحفاظ على استقلالها ومقدراتها من عبث العابثين والمخربين، فمواجهة التحديات التي تكاد تعصف بالصف العربي لا تتأتى إلا من خلال مشروع القوة العسكرية المشتركة، ومن شأنه - بعد عون الله- أن يحفظ للعرب مقدراتهم وسيادة دولهم واستقلالها وسلامة أراضيها، ومن ثم دعم قدراتها وامكاناتها.
أما النقطة الحيوية الثالثة، فهي خروج القمة بمرئيات صارمة لاحتواء الارهاب، وتقليم أظافر الارهابيين الذين يحاولون استهداف الأمة العربية واصابة مفاصلها في مقتل، ولعل مجريات الأحداث في اليمن والعراق وسوريا وليبيا تضع العرب أمام مسؤولياتهم التاريخية التي يجب الاضطلاع بها، فالإرهاب أضحى يهدد العديد من الأقطار والأمصار العربية، ولا بد من احتوائه بأعمال جماعية جادة لوضع حد قاطع لعبث الارهابيين، فالدول العربية دون استثناء مستهدفة من قبل أولئك المارقين والخارجين عن القانون، ولا بد ازاء ذلك من توحيد الرؤى لمجابهة الاخطبوط الارهابي الذي لن تسلم منه الأمة العربية إلا بتوحيد جهودها والعمل معا على احتواء تلك الظاهرة الخبيثة التي لا دين لها ولا وطن، فمكافحة الارهاب تستدعي اليوم دعم مختلف الجهود العربية لاتخاذ الاجراءات اللازمة والضرورية لتجفيف منابع الارهاب ووقف تمويله وكسر أذرعه.
وباستقراء البيان الختامي لقمة شرم الشيخ السادسة والعشرين، يتبين نجاحها بكل معايير ومقاييس النجاح، فالنقاط الثلاث الرئيسية تحظى باهتمام القادة ومباركتهم؛ لأنها تمثل أهم الخطوات الحثيثة الجادة لدعم الصف العربي وتوحيد الكلمة والهدف، فالمخاطر المحدقة بالأمة العربية دعت الى تفعيل تلك النقاط وبلورتها وتنفيذها على الأرض؛ صيانة لاستقلال العرب وسيادة أراضيهم والحفاظ على أمنهم وكرامتهم وحريتهم.