ترجل عن صهوة جواده بعد أن صنع المجد لناديه، وأي مجد أكبر من الوصول إلى العالمية، والتي أصبحت لغة نصراوية يتفاخرون بها على مر الزمن، بل ويضعونها في مقدمة أدبياتهم ونصوصهم وكتاباتهم، فهي اللغة التي لم تمت حتى الآن منذ أن صنعها الشاب فيصل بن عبدالرحمن.
ورغم هذا المجد الذي يطل كل يوم مع طلوع كل شمس في سماء النصر فضل فارسه وبطله وعرابه فيصل بن عبدالرحمن أن يعطي درسا نموذجيا للرياضي المسئول بأن المهمة تنتهي بانتهاء العمل دون أن يتواجد في المشهد لإنجاز كبير يتغنى به ويتاجر في محيطه من أجل الظهور الإعلامي، بل إنه فضل الابتعاد ليأخذ غيره دوره ومسؤوليته في مواصلة إنجازات جديدة.
كم نحن بحاجة لدرس فيصل بن عبدالرحمن في ساحتنا الرياضية، فالكثير ترك مهمته الرسمية في ناديه ومازال حاضرا في المشهد إما لعرقلة من يأتي بعده، أو ممارسة دور الثرثرة الإعلامية ليقول
(هذا أنا).
لقد قدم فيصل بن عبدالرحمن نموذجا للرئيس أو المسئول الرياضي الذي يذوب في (المجموع) ويرفض مبدأ (الأنا) رغم أن ساحتنا الرياضية تغرق في وحل (الأنا) التي تدمر العمل والإنجاز والهيبة.
فيصل بن عبدالرحمن صاحب أكبر إنجاز لرؤساء الأندية السعودية بوصول فريقه إلى مونديال الأندية ، كأول فريق آسيوي ينال هذا الشرف، ومع ذلك كله لم نر هذا الفارس يمارس ما يمارسه بعض الشخصيات الرياضية الذين لم يحققوا نصف ما حققه من إنجازات من ظهور إعلامي متكرر، وتدخل سلبي في أنديتهم بالانتقادات المتكررة لمن يأتي بعدهم.
لقد قدم فيصل بن عبدالرحمن منهجا يجب أن يدرس فصوله العاملون في السلك الرياضي من أعضاء شرف ومسئولي أندية، وأهم تلك الدروس أن الإنجاز في حقبة ما لا يتيح لهم الصولجان المقزز إعلاميا وتدخلا في أنديتهم.
حاولت طوال الفترة الماضية أن أجد تصريحا واحدا لفيصل بن عبدالرحمن ينتقد فيه إدارة الأمير فيصل بن تركي حتى في أوج انكسار الفريق في بداية مهمة صانع المجد الجديد للنصر وأعني بالتأكيد فيصل بن تركي عندما اهتز العالمي في بداية مشواره، فلم أعثر لا على تصريح ضمني ولا على تلميح.
فيصل بن عبدالرحمن نموذج وهذا يكفي.
