أكّد خبراء ملاحيون عن تأثر الحركة الملاحية البحرية في البحر الأحمر نتيجة تخوّف العديد من ملاك النواقل التجارية والنفطية من دخولهم ضمن نطاق منطقة متوترة سياسياً، وأن ذلك سوف يسهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار نقل البضائع التجارية إلى 30 بالمائة عما عليه الأسبوع الماضي.
وتحدث الخبراء على هامش قراءتهم للاوضاع السياسية في اليمن وتأثير «عاصفة الحزم» التي حدثت فجر الخميس الماضي، في حديث مع «اليوم»: إن ضرر الأوضاع السياسية الأكبر بأن شركات التأمين سوف ترفع بوليصات التأمين إلى أعلى سعر، إضافة إلى أن ناقلات البتروكيماياوت في ميناء جدة الاسلامي، هي التي سوف تتأثر بالأوضاع السياسية أكثر من البضائع الأخرى.
وأوضحوا أن تأثير الأوضاع السياسية المتصاعدة في اليمن على الحركة الملاحية في البحر الأحمر لن يقتصر ضرره على المملكة أو دول الخليج والدول المطلة على البحر الأحمر، وإنما سوف يكون ضرره دوليا.
في البداية، يؤكد الكابتن المستشار البحري حسن برهان حمدي، أن ضرر سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب، لن يكون مقصورا على المملكة أو دول الخليج العربي والدول المطلة على البحر الأحمر، بل إنه خطر دولي يؤثر ضرره على المجتمع الدولي، ويصل حتى إلى الدول الأوروبية، وهذا إن تمكنوا من السيطرة على المضيق وذلك مسعاهم، لما يحظى بها مضيق باب المندب من أهمية اقتصادية كبرى، ولكن في ظل الأحداث القائمة الآن من تحرك عسكري ضمن عملية «عاصفة الحزم» لن يتمكنوا من مسعاهم للوصول للمضيق والسيطرة عليه، وهذا يؤكد أن الحركة الملاحية في المنطقة ستكون طبيعية وتحت السيطرة الآن.
وفيما يتعلق بانعكاس تزايد الصراع السياسي، يتوقع حمدي أن تستغل شركات التأمين الأحداث، لكي ترفع أسعار التأمين على السفن المارة عبر مضيق باب المندب، ولكن هذا الارتفاع سيكون لفترة ما بين الأسبوع والأسبوعين، إلى أن تتضح الرؤية، ثم تعود إلى وضعها الطبيعي.ومن جهة أخرى، يتوقع عضو لجنة الملاحة البحرية في غرفة جدة الكابتن البحري محمد هاشم الأميري، أن نتيجة الأوضاع السياسية وتصاعد التوتر الحاصل في اليمن، سوف يتسبب في عزوف بعض الشركات الملاحية عن دخول المنطقة، إضافة إلى إشعار السفن التجارية والعملاقة عملاءها بارتفاع تدريجي في أسعار نقل البضائع التجارية عبر هذه المنطقة إلى 30 بالمائة، عما عليه الأسعار الأسبوع المنصرم.
ويشير الأميري، إلى أن هناك حماية دولية على المضيق من قبل القوات البحرية السعودية وقوات أخرى دولية تحمي السفن المارة، ولكن هذه حماية لا تمنع من ارتفاع أسعار التأمين.وعما سيترتب على اقتصاد المملكة من ضرر نتيجة تعطل الحركة الملاحية في البحر الأحمر، يوضح الأميري أن حركة البضائع لن تتأثر كثيراً بضرر التعطل، ويرجع ذلك- وبفضل من الله- إلى وجود منفذين بحريين للمملكة؛ هما المنفذان الشرقي والغربي، وسيكون تأثيره طفيفا، وذلك لتعطل ميناء جدة الإسلامي، وهو الأكثر استقبالا للبضائع بنسبة 60%.
وينوّه الأميري إلى أن الضرر سوف يكون على مواد البتروكيماياوت، ونحن حالياً نشهد تأثر سوق الأسهم قطاع البتروكيماياوت بالتوتر السياسي.
وفي السياق ذاته، ينفي الدكتور عمرو حافظ، عضو في لجنة النقل البحري بالغرفة التجارية في جدة، تأثر الحركة الملاحية في البحر الأحمر بالوضع السياسي الراهن في اليمن قائلا: لن تتعطل حركة السفن المارة عبر مضيق باب المندب، وبالتأكيد سوف تستغل شركات التأمين الوضع السياسي، لرفع أسعار التأمين على السفن المارة.
ويتوقع حافظ، أن نشهد مرور سفن عملاقة برفقة حراسة أمنية مسلحة لحمايتها من أي اعتداء حوثي عليها أو على حمولتها.
