منذ فترة طويلة ومدينة الدمام تعتبر من أهم وأكبر المدن في المملكة. وزادها أهمية بعد أن تم نقل مقر العاصمة إليها لتصبح عاصمة للمنطقة الشرقية. وبعدها بدأت مدينة الدمام بالتوسع والاتصال بطريقة أفقية مع مدن كثيرة. سواء أكان من ناحية القطيف وسيهات أو الظهران والخبر.
وبهذا التوسع أصبحت الدمام في الحقيقة عبارة عن مجموعة مدن. ولهذا السبب ولفترات طويلة مرت على مدينة الدمام أوقات بدأ الكل يرى فيها حارات وأحياء جديدة ولكن مع مرور فترة قصيرة تبدأ هذه الأماكن والمخططات الجديدة بالتغير وتبدأ فيها بوادر ازدحام غير مبرر في الطرقات وحتى في أحيان كثيرة تتحول بعض الشوارع السكنية إلى شوارع تجارية ولا ننسى الترهل في البنية التحتية.
وفي فترات كثيرة كان الكثير يتثاقل الذهاب إلى الدمام وأصبحت فيها القيادة شيئا متعبا.
وفي السنوات القليلة الماضية ظهر في الدمام حي جديد اسمه حي الشاطئ. ومع مرور الوقت أصبح هذا الحي يعتبر الآن من أجمل الأحياء ليس في مدينة الدمام وحسب، بل وفي المنطقة كلها. وأصبح هذا الحي يزداد جمالا يوما بعد يوم ليكون الواجهة الجميلة لما يمكن أن تكون عليه مدينة مثل الدمام والتي هي في نهاية المطاف عاصمة المنطقة الشرقية. وأصبح هذا الحي أشبه بمدينة ساحلية ملاصقة لمدينة الدمام ليس في طرفها الآخر سوى مياه الخليج العربي. وبهذا فمن الممكن أن لا يتغير مستوى الازدحام في هذا الحي ومن السهولة المحافظة على جمال بنيته التحتية ومن الممكن أن يستمر جمال هذا الحي لسنوات طويلة قادمة. وإضافة لجمال هذا الحي فإن أجمل كورنيشات المملكة تعتبر مكملة له. ولكن ما هو ملاحظ على هذا الحي أنه يتمتع بتواجد مرافق حيوية كثيرة ولكنها خاصة. سواء أكان ذلك أسواقا ومولات جميلة أو أماكن ترفيه ومطاعم قام ببنائها القطاع الخاص. ولكن لم يسبق لي أن رأيت مرافق حكومية تخص هذا الحي. والسؤال هو.. هل توجد في هذا الحي مرافق تابعة للدفاع المدني أو مركز للشرطة خاص بهذا الحي. وأكثر من ذلك حسب ما أعلم ومارأيت هو أنه توجد مرافق تعليمية أهلية، ولكن هل توجد في هذا الحي الراقي مرافق تعليمية تابعة للحكومة. وكما هو معلوم فإن أي مخطط سكني مهما كان حجمه فلابد من وجود هذه المرافق في أي حي وخاصة الجديدة. والآن مرت سنون طويلة ولكن لم ير قاطنو هذا الحي أيا من هذه المرافق التي كانت موجودة على الخرائط قبل عملية تجهيز البنية التحتية والبناء في هذا الحي. وفي الوقت الحالي أصبح هذا الحي وجهة سياحية لمن يقطن في الدمام ممن يرغب في قضاء ساعات قليلة في محيط سكنه. ولكن أهالي هذا الحي لابد من مراعاة احتياجاتهم من مرافق حكومية خدمية. فهذا الحي أصبح أحد أجمل المرايا العاكسة لتطور مدينة الدمام. كاتب ومحلل سياسي