تكاثر زواج الشباب السعودي من خارج المملكة بشكل لافت للنظر في المناطق والمدن والقرى التي تكون على حدود المملكة مع الدول المجاورة مثل سكان شمال المملكة يتزوجون من دول الشام وسكان جنوب المملكة من اليمن وسكان الساحل الشرقي من دول الخليج والساحل الغربي من دول أفريقيا، وهذه الزيجات في معظمها تتم دون موافقات من الدولة ويعقدون أنكحتهم كيفما اتفق وبعد أن تحمل الزوجة وتنجب الأطفال يكون مصيرهم الضياع لعدم تثبيت هويتهم مع والدهم أو والدتهم وينشأ لدينا أطفال سعوديون مهددون وبلا هوية وبلا حقوق. وقد تنامت بشكل ملحوظ ظاهرة زواج الشباب السعودي من الخارج وتزداد الرغبة في هذا الزواج بشكل أكبر لدى أصحاب السفرات المتعددة وكذلك بعض الطلاب المبتعثين للخارج - رغم الضوابط المفروضة عليهم من السفارات في الخارج والملحقيات التعليمية - وقد صاحب هذا التوجه تأييد البعض لهذا النوع من الزواج والنظر للموضوع على أنه حرية شخصية ومعارضة البعض الآخر ولكل طرف مبرراته وأسبابه وإن كنت أرى أن الأسباب التي يشترك فيها معظم الشباب وتدفعهم للزواج من الخارج هي: غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج ومبالغة بعض الفتيات في الشروط، وهناك عامل آخر ألا وهو المنظور الضيق الذي يُفكر به بعض الشباب وهو الاختلاط بثقافات أخرى وقد يغفل من يقدم على هذه الخطوة عن أمور كثيرة في غاية الأهمية وتغلب عاطفته على عقله وتكون الدافع الأكبر في اتخاذ مثل هذا القرارالذي قد يكون ضحيته الأطفال فيما بعد!. إن لم تخني الذاكرة أذكر أنني اطلعت على دراسة أعدتها وزارة الداخلية تقول ان الزواج من الخارج ليس أقل كلفة ولا أكثر سعادة واعتبرته زواجا بالتقسيط وحصرت مشاكل هذا الزواج من واقع تجارب سعوديين تزوجوا من الخارج، وأن ذلك الزواج غالباً ما ينتهي بالطلاق ويدخل الزوج في قضايا مؤخر الصداق وحضانة الأطفال الذين مصيرهم الشتات. الفتاة السعودية تتمتع بما هو أفضل من الفتاة غير السعودية من ناحية العادات والتقاليد واحترام الأهل والحفاظ على تماسك الأسرة ويميزها عن نساء العالم أجمع ويكمل حلاوتها تربيتها على القيم الإسلامية والحجاب وعدم الاختلاط في المدارس والجامعات (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وهذا ما يفترض على كل شاب راغب بالزواج أن يبحث عنه بالدرجة الأولى. لا أعلم ما هو الدافع لزواج السعوديين من الخارج وربما يكون الدافع الأكبر للشباب حالياً هو غلاء المهور فهذه حقيقة ويجب على الدولة التدخل وتحديد مهر ثابت في جميع المناطق للزواج من البكر أو الثيب وأن تكون هناك إجراءات في وزارة العدل تتأكد منها أن المهر المدون في عقد النكاح هو نفس المبلغ الذي دفعه الزوج، فالبعض وأرجو أن يكونوا قلة من أولياء الأمور يدونون في العقد أقل من المبلغ المدفوع! كما آمل أن تكون هناك برامج تثقيفية في التلفاز والمساجد والأحياء لدفع أولياء الأمور إلى تخفيف المهور ما يساعد في تخفيف عنوسة الفتيات التي وصلت إلى أرقام مُخيفة! الحديث عن هذا الموضوع متشعب للغاية ومترامي الأطراف وقد كتب عنه مقالات كثيرة ولا أدعي أن رشاقة السعوديات هي سر الجاذبية فالسمنة بين الفتيات في تنامي وهنا أكتفي ببيت من الشعر يصف حال الفتاة السعودية:
بنت السعوديه حلاها غير حتى دلعها والتغلي ذووق... من حسنها كل البنات تغيير مثل القمر دايم مكانه فووق
في كل ديره مثلها مايصير ماكل مخلوق مثل مخلوق... من شافها قلبه وراها يطير يتبع هواها بالغلا والشووق.
* إعلامي وكاتب مُتخصص في قضايا الشأن العام