كل السهام صوبت نحو أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، عقب ترشحه لعضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، بعضها مسمومة، والأخرى معاتبة، وثالثة منطقية، ولكن ما لفت نظري في ملف الترشح، أن تلك السهام لم تنل أي عضو من الـ14 عضوا الذين حضروا الاجتماع (القضية)، وصوتوا وباركوا لعيد هذه الخطوة، ولم نسمع صوتا واحدا يعارض هذا التوجه، أو (يرمي بشرر) نحو ترشح ياسر المسحل لنفس المنصب.
بصراحة لم أفهم هذه المعادلة، ولم أستوعب حتى اللحظة لماذا يتهم عيد بمحاربة الوجوه الشابة في زجهم بالمناصب الآسيوية وتبريء ساحة الأعضاء الذين صوتوا وباركوا؟! بل ولم نسمع منهم همسة اعتراض أو تلميح هنا أو هناك، والأدهى في المشهد الأخير أن الذي يعتبرونه ضعيف الشخصية قد فرض قوته ونفوذه، حتى خيل لنا أنه ديكتاتور زمانه.
وبصراحة أكثر، لقد تراجعت عن ما كنت أعتقده من أن أحمد عيد ضعيف شخصية، أو أن قراره ليس بيده، أو أنه من أولئك الذين يجيدون لغة (سم طال عمرك) بدليل واقعي وملموس، وهو رفض طلب الأمير عبدالله بن مساعد ترشح المسحل لعضوية المكتب التنفيذي الآسيوي.
وبصراحة أكثر وأكثر، أعتقد أن النجم أحمد عيد في الملاعب والناجح إداريا عندما كان في الأهلي، فاهم اللعبة المحلية جيدا، لذلك ترك لغة الكلام لغيره، وامتهن لغة الفعل الحاسم بالتوقيت الذي يراه مناسبا.
وبصراحة أكثر وأكثر وأكثر، أعتقد أن الرجل يملك دهاء إلى جانب الذكاء في اللعبة الرياضية المشروعة، فهو يعرف تماما ما خلف الكواليس، ويعرف أكثر أن جل المنتقدين والمطالبين باللوائح والقانون والأنظمة، هم أكثر من يخالفها، والمقام لا يتسع لسردها.
أحمد عيد صمته ليس ضعفا، وتركه للحبل على القارب في بعض الأحيان ليس تهربا، وفتحه الباب على مصراعيه لانتقاده وفي بعض الأحيان لشتمه والنيل منه ليس (مشيا جنب الجدار)، ربما مصيدة لغرق البعض في تفاصيل هامشية، ليفوز هو بالعناوين الكبيرة.
باختصار.. إذا ما خاب ظني، هو رجل يعرف أكثر مما (يهايط) به الآخرون، ولكنه لا يضع النقاط على الحروف إلا في نهاية المطاف.. وعلى قولة زميلنا المبدع خفيف الدم إبراهيم الفريان: (وافهم يا فهيم).