حظيت جلسات عمل فعاليات منتدى جازان الاقتصادي 2015م لليوم الأول برعاية وحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، والذي يقام تحت شعار "شراكات استثمارية" وبحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، وحضور 500 شخصية اقتصادية سعودية وعالمية ويستمر على مدار يومين، بهدف جذب الاستثمارات وتبني المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والمبنية على الاحتياجات والموارد الحقيقية للمنطقة، بالتزامن مع إنشاء مدينة جازان الاقتصادية ومصفاة نفط جديدة بطاقة 400 ألف برميل يوميا. وخلال جلسات العمل كشف مدير تطوير الأعمال الجديدة في أرامكو السعودية ياسر مفتي، في ورقة العمل التي قدمها عن برنامج التحول الاستراتيجي المتسارع لأرامكو الذي تهدف من خلاله لأن تصبح أكبر شركة بتروكيميائيات متكاملة بحلول 2020. وكانت الجلسة الأولى تمحورت حول "مدينة جازان الاقتصادية.. الرؤية والمخطط الاستراتيجي" والتي رأسها أستاذ التخطيط العمراني والتطوير العقاري بجامعة الملك سعود الدكتور خالد السكيت، وتحدث رئيس اللجنة الفنية لمنتدى جازان الاقتصادي سليمان البرقان حول مشروع مصفاة جازان في المدينة، وكذلك المرحلة الأولى للمدينة التي تتولاها أرامكو السعودية، وقال البرقان: إن الأهداف الرئيسية من هذا المشروع تتمثل فيما يلي: إنشاء صناعات مربحة اقتصادياً و مستدامة، إيجاد فرص عمل جذابة وتطوير القوى العاملة في جازان، وأخيراً، تعزيز البنية التحتية وتنمية منطقة جازان الاقتصادية . وأكد، أن مجموع الاستثمارات المزمع تنفيذها في مدينة جازان الاقتصادية يصل إلى حوالي 75 مليار ريال موزعة على ثلاثة مشاريع رئيسية: المشروع الأول هو مشروع تنفيذ تطوير البنية التحتية لمدينة جازان الاقتصادية لكي تكون رافداً من روافد الاقتصاد للمملكة عموماً وللمنطقة بشكل خاص، المشروع الثاني هو إنشاء مصفاة وفرضة جازان التي تم تصميمهما علي أحدث المواصفات العالمية وعند تشغيلها سوف تساعد في تلبية احتياجات المنطقة من المنتجات النفطية المكررة، كما أن تكرير النفط الخام هنا في جازان سيقلل من نقل المنتجات من أماكن التكرير الحالية إلى جازان، مما يحسن شبكة نقل المنتجات المكررة في المملكة. وقال البرقان : “هذه المشاريع العملاقة في جازان سوف تخلق فرصاً جديدة في المنطقة، حيث سيكون هنالك 5000 فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة في هذه المشاريع، كما أن هنالك عددا مماثلا من الفرص للتدريب والتوظيف مع المقاولين الذين يعملون معنا في هذه المشاريع، مما ينتج خبرات استثنائية تتيح لحامليها العمل في قطاع الإنشاءات الواعد في المملكة، كما أننا نتوقع أن تزداد فرص العمل في المدينة بازدياد حجم الاستثمارات فيها في المستقبل المنظور. مناخ الاستثمار في جازان وحملت الجلسة الثانية عنوان (مناخ الاستثمار في جازان : المحفزات والمزايا والتطلعات) برئاسة كبير الاقتصاديين في شركة جدوى للاستثمار الدكتور فهد التركي، وتحدث خلالها رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس مجلس الغرف السعودية، ورئيس غرفة الرياض الدكتور عبدالرحمن الزامل، حول الفرص الاستثمارية في المناطق النامية، فيما تطرق أمين عام هيئة المدن الاقتصادية مهند هلال، لمحور المحطة الواحدة: تسهيل إصدار التراخيص وسرعة إنجاز الإجراءات، وقال هلال: إن هيئة المدن الاقتصادية هي مؤسسة حكومية تم تأسيسها من قبل الحكومة السعودية وتم تكليفها بمسئولية الإشراف التام على المدن الاقتصادية الجديدة. المستثمرون الرواد وناقشت الجلسة الثالثة من جلسات المنتدى قضية (المستثمرون الرواد) ورأسها الدكتور نايف أزيبي من جامعة جازان، وقدم خلالها الرئيس التنفيذي لشركة صلب للحديد شعيل العائض ورقة عمل عن شركته وتجربتها في العمل كأولى شركات المدينة الاقتصادية في جازان، وقال: إن شركته يبلغ رأسمالها 2 مليار ريال وتنتج سنوياً حوالي 2 مليون طن من الحديد، وكتل الحديد وحديد التسليح وفقا لأعلى معايير الجودة العالمية. ثم تحدث المستشار بوزارة البترول والثروة المعدنية نايف العنزي، عن دور وزارة البترول والثروة المعدنية لاستقطاب الاستثمارات الرائدة لمدينة جازان الاقتصادية، مشيراً لمشروع المصفاة ومحطة الطاقة الجديدة، فيما عرض مدير إدارة الائتمان في صندوق التنمية الصناعية السعودي كمال المطلق، عن دور صندوق التنمية الصناعية السعودية في دعم الصناعة في المناطق الواعدة، وقال: إن صندوق التنمية الصناعية السعودي يقوم بدور ريادي، في تحقيق أهداف وسياسات برامج التنمية الصناعية بالمملكة العربية السعودية، بالمشاركة مع منظومة من المؤسسات الحكومية ذات العلاقة المباشرة بالصناعة، ويعتبر هذا الدعم المالي للاستثمارات الصناعية الذي يقدمه الصندوق من خلال تقديم القروض المتوسطة وطويلة الأجل أحد أهم أدوار الصندوق في دعم التنمية الصناعية بالمملكة. بالإضافة إلى توفير الصندوق للعديد من الاستشارات الفنية والإدارية والمالية والتسويقية للمشاريع المقترضة مما يسهم في رفع مستوى الأداء في هذه المشاريع ويساعدها في التغلب على المشاكل التي تواجهها.
توظيف الشراكات واختتمت جلسات العمل بالجلسة الرابعة تحت عنوان (توظيف شراكات القطاعين العام والخاص ( ورأسها خبير الصناعات البتروكيماوية المهندس صالح النزهة، وتضمنت ورقة عمل لمدير تطوير الأعمال الجديدة في أرامكو السعودية ياسر مفتي، تحدث فيها عن التميز في ريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث ألقى الضوء على برنامج شركة ارامكو لريادة الأعمال ودورها في تهيئة رواد الأعمال الجدد بالمملكة، وتحدث المفتي في البداية عن برنامج التحول الاستراتيجي المتسارع في أرامكو السعودية، وقال: إنه يهدف لأن تصبح أرامكو السعودية أكبر شركة بتروكيميائيات متكاملة في عام ٢٠٢٠، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف لما يلي : إعادة تشغيل محفظة أعمال الشركة، وتمكين المملكة، وتحسين إجراءات العمل، وبناء القدرات، وقال: إن التحديات الأساسية التي تواجه المملكة تتمثل في زيادة الطلب على توفير فرص العمل، ونقص عدد مُلاك المنشآت، والحاجة الملحة لتنويع الاقتصاد الوطني والحاجة الملحة لزيادة الصادرات غير النفطية، وقال: إن المنشآت الصغيرة والمتوسطة ليس لديها القدرة على الاقتراض من البنوك، لذا قامت أرامكو السعودية بجسر هذه الهوة من خلال مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال، حيث يدعم المركز ٨ قطاعات مختلفة، ونجح منذ عام ٢٠١١ في دعم ٤٨ مشروعاً متوسطاً وصغيراً، وأكد أن جازان غنية بالفرص الاقتصادية للمنشآت المتوسطة والصغيرة، فيما تطرق مؤسس شركة المبدع الصناعية للكيماويات عبد الله الربيعة، إلى (بناء اقتصاد متنوع من خلال التركيز على إنتاج منتجات للبتروكيماويات المهمة للصناعة) أما عزام شلبي من وزارة التجارة والصناعة، فسلط الضوء على جهود برنامج التجمعات الصناعية في تشجيع إنشاء مناطق صناعية داخل المدن الاقتصادية لزيادة إسهام الصناعة في الناتج الوطني السعودي، وقال شلبي: «برنامج التجمعات الصناعية هو إحدى المبادرات الحكومية التي تم تأسيسها مؤخراً لتقود مهمة تنمية وتطوير أربعة من القطاعات الصناعية سريعة النمو في المملكة، والتي تتجه نحو التصدير، وهي: صناعة السيارات وأجزائها، صناعة المعادن وعمليات التعدين، صناعة الطاقة الشمسية، صناعة البلاستيك ومواد التغليف .