ضمن فعاليات موسمه الثقافي الخامس عشر استضاف منتدى الثلاثاء الثقافي الدكتور زيد بن علي الفضيل المدير التنفيذي لمركز أحمد باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية في ندوة تحت عنوان «العالم العربي والتحديات الثقافية»، فيما أدار الندوة الكاتب والمؤرخ علي الدرورة.
وكانت البداية بالإشارة إلى أهمية الهوية الثقافية سياسيًا حيث استعرض الدكتور الفضيل أبرز التحولات السياسية في المنطقة وتأثيرها المتبادل على الثقافة ومؤكدًا على أن ذلك عكس واقع الاختراق الغربي للثقافة العربية.
وحول السياقات الذهنية العربية أشار إلى أن العقلية الذهنية العربية تشكلت منذ عصر ما قبل الإسلام ضمن سياقين رئيسيين، أخذ الأول منها مسار المنفعة، القائم على الربح والخسارة، وهو ما مثله المجتمع المكي باقتدار، حيث تغلغلت التجارة في مختلف تقاسيم حياته الاجتماعية والدينية، أما المسار الثاني فقد قام على معيار القوة والغلبة ويرتكز على ثنائية الغالب والمغلوب، وهو سياقٌ لازمَ مشهدنا العربي في كثير من سماته، وانعكس بآثاره السلبية على جانب واسع من ملامح ذهنية نخبه المتنوعة على امتداد تاريخنا القومي. على أن هناك مسارًا ثالثًا لم تدرك أبعاده الحقيقية الذهنية العربية، إنه المسار النبوي الذي يقوم على معيار الكفاءة، ويرتكز على ثنائية القدرة ونقيضها، والجودة وخلافها، فالناس أكفاء لبعضهم البعض، ويتمايزون بالقدرة والجودة العملية. وشهدت الأمسية مداخلات عدة كانت بدأها محمد المصلي الذي تحدث حول البعد السياسي في الموضوع الثقافي والتأثير المتبادل بينهما مشيرًا إلى أن أساس التغيير تملكه السلطة السياسية وليس الأفراد المثقفون، فيما ذكر حمد الحمدان أهمية دور العامل الاقتصادي في التحولات الاجتماعية كعنصر أساسي يفوق دور الثقافة والسياسة، منتقدًا ما ذهب إليه المحاضر من حصر التحديات الثقافية ضمن دائرة بعينها، بينما مشكلة الثقافة في العالم العربي هي أشمل، وعلّق عبدالقدوس المالك عن دور بعض المثقفين الذين يملؤون الساحة ضجيجًا دون أن يكون لديهم ملكة المعرفة.
يُذكر أن الأمسية شهدت إقامة معرض للفنانة التشكيلية إشراق العويوي حمل عنوان «المنمنمات» والذي قالت عنه: إنها حاولت مزجه بالتراث الخليجي مؤكدة على ضرورة الاهتمام بهذا الفن وتنميته عبر إنشاء مركز تدريبي متخصص في هذا المجال وتوعية المجمع حول هذا الفن القادم من حضارات قديمة، كما تم عرض فيلم حقوقي قصير للتعريف بمبادئ حقوق الإنسان وتطبيقاتها على الواقع.
