DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كي تفتح مطعما قد تستغرق الإجراءات والأنظمة نحو تسعة أشهر

رياديّو الأحساء.. بيئة الاستثمار غير محفّزة

كي تفتح مطعما قد تستغرق الإجراءات والأنظمة نحو تسعة أشهر
 كي تفتح مطعما قد تستغرق الإجراءات والأنظمة نحو تسعة أشهر
أخبار متعلقة
 
رغم تعدد الفرص الاستثمارية في السوق السعودي، ورغم الدعم الحكومي والخاص لرياديي الأعمال، مازال شباب الأعمال في المملكة يعانون بعض الصعوبات والعقبات الإجرائية التي تعطّل مشاريعهم الناشئة. وقال رياديّون في الأحساء، ضمن ملف «اليوم» الشهري السابع، «شباب الأعمال.. قوة اقتصادية غير مفعّلة»: إن معظم هذه المعوّقات تتمثّل في بيئة العمل للرياديين، ووصفها بأنها «غير محفّزة في المملكة، بل تصل إلى حد التنفير نظرا لبيروقراطية إجراءات الدوائر الحكومية التي يحتاجها الريادي أثناء تأسيس ومواصلة مشروعه». وأشاروا إلى أن تشتت وتضارب جهات الدعم وعدم توحيدها في جهة واحدة مركزية، من الأمور التي تخرج شباب الأعمال من السوق أو تمنعهم من الدخول فيه، مطالبين الجهات الحكومية بإعادة النظر في جزء من خططها في هذا المجال، وأن تذلل الإجراءات وتسهّل الأنظمة. ولفتوا إلى تعقيد إجراءات الحصول على التمويل، فضلا عن تأخّره حيث يُصاب الرياديون بحالة من الإحباط والملل جراء الروتين المُتَّبع في الحصول على القروض التي تساعدهم على بدء حياتهم العملية. بيّن الرياديون أن هناك الكثير من المقومات التي تؤهّل الشباب السعودي لتحقيق النجاح في مجال التجارة والعمل في الاستثمار الشخصي؛ من أهمها المستوى العلمي وامتلاكه لمستوى جيد في مجال التفكير، والوعي والفهم من أهم أساسيات المعرفة. ودعوا إلى زيادة قنوات المشاريع التي تمثّل مرجعية للشباب السعودي من حيث الدعم المادي واللوجستي، من خلال تقديم قروض وفرص استثمار وخبرات شخصية وفنية، منوهين إلى أن ذلك ضمن التوجّه العام الذي تدعمه حكومتنا الرشيدة في فتح آفاق المستقبل للشباب السعودي الطموح. وطالب شباب الأعمال الاهتمام بالمشاريع الشبابية، بمد يد العون والمساعدة في تمويل مشاريعهم، إذ نعرّج في هذا الملف الشهري اليوم، على قصص مشاريعهم وما تضمّنته رحلتهم في عالم المال والأعمال من عقبات ونجاحات. من جهته، نصح نعيم بن جواد المطوع- رئيس اللجنة التجارية بغرفة الأحساء رئيس لجنة شباب الأعمال سابقا-، الشباب والشابات بأن يخلقوا لأنفسهم وظيفة من خلال العمل الحر الذي يحتاج للمبادرة والشجاعة، وأن يتركوا القلق تماما من أجندتهم، إذ إنه لا أحد قادر على أن ينهض بهم وبالمجتمع غير أنفسهم. مشيرا إلى أن ذلك المفهوم اكتسبه عمليا من خلال خبرته في ممارسة التجارة وريادة الأعمال، ومع تنظيم الأمور تسهل عقبات العمل. ودعا إلى التوجّه إلى الجهات والمنظّمات التي سعت حكومتنا الرشيدة- من خلال تأسيسها- لدعم ريادة الأعمال وتمكين الرياديين، إيمانا منها بمواكبة عملية التنمية الاقتصادية، فأسست ودعمت جهات ومنظّمات أخذت بيد شباب الأعمال الذين واجهتهم العديد من الصعوبات التي منعتهم من تحقيق آمالهم، سواء كان ذلك من خلال مساعدتهم في التمويل أو التمكين. ومن هذه الجهات- على سبيل المثال لا الحصر- صندوق المئوية، وبنك التسليف، وصندوق الموارد البشرية، ومركز واعد التابع لأرامكو السعودية، ومركز بادر، ومركز ريادة مركز الأمير سلطان لتنمية الشباب، وغيرها الكثير من الجهات الحكومية فضلا عن جهات المجتمع المدني. روح الريادة وقال المطوع: إن ريادة الأعمال تحظى باهتمام كبير على مستوى العالم، نظرا للدور المهم الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ أن تحلّي أفراد المجتمع خصوصا الشباب والشابات منهم، بالروح الريادية يمثل الطاقة الحقيقية التي تدفع الاقتصاد نحو الازدهار وترفع المجتمعات نحو مصاف الأمم الراقية، وتعمل أغلب دول العالم على ترسيخ الروح الريادية لدى أفرادها ودعم مشاريعهم. وأردف بقوله: إن وفرة الموارد قد لا تشكّل أفضلية تنافسية ولا مصدرا للنمو، إن لم تكن مدعّمة بالروح الريادية التي تسمح بتوظيف هذه الموارد واستثمارها اقتصاديا بكفاءة وفعالية. وتُعنى روح المبادرة بتحفيز الشباب لاغتنام الموارد المتاحة والاعتماد على النفس لخلق فرص وظيفية لأنفسهم وللغير دون الاعتماد على الفكر التقليدي في البحث عن وظيفة أو إلقاء عاتق مسؤوليتها على الغير. ولفت إلى أن المملكة حاليا، تنعم بفرص استثمارية كبيرة جدا، يجب على الشباب والشابات استغلالها لصالحهم، خاصة مع تزامن حملتي وزارة العمل لتصحيح العمالة ووزارة التجارة والصناعة لمكافحة التستر التجاري اللذين سيسهمان- بلا شك- في توفير كثير من الفرص جراء مغادرة العمالة السائبة وغير النظامية. ولكن يظل استمرار وتطوير تلك الأعمال هما أهم تحديين أمام شباب اليوم، خاصة مع دخول الشركات الأجنبية اليوم للسوق السعودي، لذا وجب على الشاب السعودي مواكبة التغير. وأضاف: «مع كل تلك الفرص الكثيرة والدعم الحكومي والخاص لدعم الرياديين، مازال شباب وشابات الأعمال في المملكة يعانون اليوم من بعض الصعوبات والمعوّقات التي تواجههم أثناء رحلتهم نحو تحقيق النجاح الذي ينشدونه. وتتمثل معظم هذه المعوّقات في عدة محاور من بينها، أن بيئة العمل للرياديين غير محفّزة في المملكة بل تصل إلى حد التنفير نظرا لبيروقراطية إجراءات الدوائر الحكومية التي يحتاجها الريادي أثناء تأسيس ومواصلة مشروعه، فضلا عن تشتت وتضارب جهات الدعم وعدم توحيدها في جهة واحدة مركزية». وأكد أنه يجب على القطاعات الحكومية إعادة النظر في جزء من خططها في هذا المجال، وعليها أن تدعم الشباب وتحميهم، وأن ذلك لن يتم بين عشية وضحاها، بل لا بد من وضع خطط إستراتيجية وسنّ العديد من القوانين اللازمة حيث إن الشباب بحاجة كبيرة إلى تسهيل الإجراءات». وأضاف: «إن تعقيد إجراءات الحصول على التمويل فضلا عن تأخّره يصيب الرياديين بحالة من الإحباط والملل، جراء الروتين المُتَّبع في الحصول على القروض التي تساعدهم على بدء حياتهم العملية. في المقابل يتوجب على الرياديين من الشباب والشابات الالتفات إلى بعض الركائز الأساسية في ريادة الأعمال حتى يمكّنوا أنفسهم من النجاح والاستمرار فيه. فكرة محسّنة وأشار إلى ضرورة القيام بدراسة سوقية وجدوى مالية عن المشروع في جغرافية سوق المشروع دون التقليد الأعمى، لأن الكثير يقوم على القص واللصق دون الاعتماد على مسوّغات سوقية حقيقية. وهذا يمثّل مشكلة كبرى، لأن الشاب يؤسّس مشروعه حسب معايير وافتراضات مختلفة لبيئات مغايرة تماما للواقع، فيفشل مشروعه غالبا، حيث إن النجاح هو الخروج بأفكار وخطط وعمل مشاريع جديدة أو فكرة موجودة لكن محسّنة ومضاف عليها أفكار جديدة. وشدد على ضرورة التخلّص من ثقافة العيب نتيجة ممارسة شبابنا بعض المهن التي تُعتبر دونية في مجتمعاتنا، وأنها من أصعب المشكلات في هذا الصدد، لكونها متعلقة بجانب ثقافي. كما دعا الجهات الحكومية المختصة والمؤثّرين في المجتمع، للمساهمة في التخلّص من هذه المشكلة، حيث إن قيمنا الإسلامية تشجّعنا على العمل، فليس هناك عيب إذا لم نخالف تلك القيم العظيمة. كما أن على الشاب، ألا يعطي العُرف أكثر من حجمه، وأن يسعى بكل ما أُوتي من قوة للتخلص من بعض الأفكار التقليدية التي قد تحدّ من انطلاقه، وأن يمضي في حقل العمل متوكلاً على الله– سبحانه وتعالى-، ومن ثم، فإنه سيجد أبواب الرزق مفتوحة أمامه وسيُحقق- بإذن الله- قفزات كبيرة في جميع جوانب حياته. ونبّه الشباب إلى أن النجاح لا يُولد دفعة واحدة، بل هو وليد إنجازات تراكمية طويلة الأمد، تتخللها غالبا عدة تعرّجات وإخفاقات فنية ونفسية ومالية. كما أن أصحاب المشاريع قد يميلون إلى الاعتقاد بأنهم أكثر ذكاء من الآخرين. هم بالتأكيد أذكياء ولكنهم ليسوا الأذكى. ما يجعلك أذكي من الآخرين هو خبرتك، ولكنْ هناك أشخاص أكثر منك خبرة، استمع لآرائهم ونصائحهم وخذ بمشورتهم. وعن تجربته الشخصية في مجال ريادة الأعمال، أجاب نعيم بن جواد المطوع: «بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، ثم بدعم والدي- حفظه الله- تم النهوض بالشركة العائلية وتطويرها إلى أن أصبحت في مقدمة الشركات في نفس القطاع على مستوى المملكة، وأصبحت شركة لها تواجد وذات سمعة دولية. وقد حصلت على العديد من الجوائز وشهادات التقدير من مختلف الكيانات التجارية والهيئات الحكومية والدولية. فقد تم تحقيق المرتبة 24 للشركات الأسرع نموا في المملكة ضمن منتدى التنافسية التابع للهيئة السعودية للاستثمار في 2010، وفي عام 2013 حصلت على المركز الأول مكرر للمنشآت المتوسطة ضمن جائزة الغرفة التجارية الصناعية بالأحساء للتميز، وفي عام 2014 حصلت الشركة على شهادة الأيزو العالمية وذلك للتوافق مع متطلبات نظام إدارة الجودة وفق المقاييس الدولية، والكثير من جوائز التميز من الشركات الخاصة. كما تم تأسيس العلامة التجارية إذ ترتكـز إستراتيجيتها على الجودة، والسـعر المنافس، وتنوّع المنتج حتـى يكون مواكبا لجميع مستجدات التطور التقني العالمي، كما تم تأسيس مجمّع متكامل للأجهزة الإلكترونية بمساحة كبيرة تصل إلى 3500 متـر مربع ليضـم آلاف المنتجات تحت سـقف واحد وخدماتها المرافقـة، ويتواجد حالياً في مدينة الدمام والأحساء، وقريباً إن شاء الله في بقية مناطق المملكة. وتأسيس شركة تعمل في الخدمات الصناعية، وتستهدف الشـركات من القطاعين الحكومي والخاص والشـركات الصناعية، تقديم خدمات تشـغيل وصيانة المعـدات والآلات الميكانيكيةوالكهربائية والكهروميكانيكية. أسرار السوق بدوره، أكّد الشاب مصطفى المعيبد، أن تجربته في ريادة الأعمال جديدة، وعمرها الزمني لا يتجاوز 24شهرا، وهي تجربة جاءت بعد العمل في شركات أهلية متعددة، لكنه أقدم على هذه الخطوة- التي كتب الله لها النجاح والحمد لله- بالعزيمة والإصرار وتجاوز العقبات وعدم الاستسلام لها، بل التغلب عليها بالمثابرة والذكاء والاستمرار، مطالبا الجهات ذات العلاقة أن يكون لها دور أكبر في دعم المشاريع الريادية التي بالفعل تسهم بشكل كبير في دعم اقتصادنا الوطني، كما أنها ركيزة مهمة في هذا الجانب، ويجب تعزيز جهود الشباب والشابات من خلال الوقوف معهم ماديا ومعنويا ولو بشكل جزئي حتى يتمكّن الشاب من اجتياز مراحل الخطر والوصول بالمشروع الوليد إلى بر الأمان والوقوف على قدميه في السوق. وبعد ذلك، على الشاب ألا يركن للتقاعس، بل يعمل على تطوير مشروعه والتوسع فيه ولكن بدراسة وافية، وعدم الاستعجال لحين التمكّن من معرفة السوق وأسراره، إلى جانب الإلمام بآليات المنافسة واقتناص الفرص التي قد لا تتكرر أكثر من مرة، والسعي بجد إلى خلق الفرص وعدم انتظارها، وبالتالي تكوين مشروع يكبر ويتفرع بهدف صنع ماركة خاصة به ونشرها إلى آفاق محلية وخليجية وعربية. وعن تفاصيل مشروعه، أوضح أنه بدأ في مجال التجارة مباشرة بعد أن قدّم استقالته من عمله في إحدى الشركات حيث كان يعمل في وظيفة مشرف علاقات عامة في شركة أجنبية. في حين دخلت عالم الأعمال الحرة، لم يكن بهدف البحث عن الراحة وإنما لرغبتي في تحقيق طموح العمل في التجارة الخاصة، وتطلّب مني ذلك الثقة بالنفس، والتي هي أخذت بيدي نحو طريق النجاح الذي ما أزال أشقه نحو تحقيق أهداف أكبر، مضيفا أن كثيرا من الشباب، عاد من حيث أتى، أقصد من التجارة إلى الوظيفة (من صاحب عمل إلى موظف عادي)، وذلك بعد تجربة قصيرة يعتبرونها بالفاشلة، بحجة أن غيرهم الذي ينجح يملك ما لا يملكون من نفوذ ومال وواسطة. والواقع أن هذه المبررات نسج من الخيال، بل الثقة بالنفس والقدرات والتخطيط بنفسك هو رأس المال الحقيقي لأي مشروع وليد، إلى جانب مضاعفة الجهد الذهني والبدني، وهذا سوف يعوّضك بضعف رأس المال ومضاعفة جهدك الذهني والبدني سوف يعوّضك عن قلة رأس المال. دعم الاقتصاد وأكمل المعيبد حديثه قائلا: إن مجال المال والأعمال ليس مفروشا بالورود، لكنه ليس صعبا أو مستحيلا، كما يتصوره الشباب الذين عليهم الانطلاق وتأسيس أعمالهم الخاصة بمساعدة الجهات ذات العلاقة، وقبل كل هذا يجب نشر ثقافة العمل الحر وتوجيه الشباب الباحث عن العمل، والتوجه إلى الأعمال الحرة البسيطة أو الصغيرة التي لا تكلف أموالا كثيرة، ومن ثم الانطلاق والتوسّع حتى يكبر هذا المشروع الصغير، والأمثلة والشواهد كثيرة، فكبار رجال الأعمال على مستوى المملكة بل على مستوى العالم، بدؤوا أعمالهم بمشاريع صغيرة، ثم نمت وكبرت وتحوّلت على علامات تجارية رائدة، ويتطلب هذا، الصدق مع الله والنفس والعمل المتواصل والدؤوب حتى يكتب الله النجاح للمشروع، متمنيا لجميع الشباب الباحث عن الفرص الوظيفية في الشركات الخاصة التوجه نحو العمل الحر وتأسيس مشاريعهم التي ستغير من طريقة حياتهم ومشاركتهم في دعم الاقتصاد الوطني. أما الشاب محمد صادق الرمضان، فقد اختط لنفسه مجالا مختلقا في ريادة الأعمال بمشروع فكرته التي تتناول المبادرات التطوعية التي أطلقها من محافظة الأحساء برؤية تتركز على مجتمع مبادر وتقسيم توجهاتها إلى ثلاثة مجالات: اجتماعية واقتصادية وثقافية، منوها إلى أن برنامج ريادة الأعمال- من البرامج الاقتصادية- هدفه دفع شباب المنطقة إلى المبادرة في مجال الاستثمار الاقتصادي لتلبية احتياجاتهم الشخصية بالمساهمة في الحد من البطالة والتوجه نحو العمل الحر كخيار أساسي. البرنامج يُقدم كمسلسل تدريبي عملي في نهاية الأسبوع ولمدة شهرين يُقدّم من قبل مختصين متطوعين في مجالات حسابات المالية، القانونية وهيكلة الشركات وغيرها. وأبان أنه تم عقد الدورة الأولى للبرنامج، ولاقت استحسان المشاركين فيه. وكان من واجبنا كمجموعة الاستمرار في تقديم البرنامج وتطويره، ولله الحمد نحن على مشارف بداية الدورة الثانية في هذا الشهر (يناير)، حيث وصل عدد المسجلين لأكثر من مئة، خلال أسبوع واحد، مما يظهر الإقبال. وانضمامي للمبادرات، كان دافعه رغبتي في تقديم شيء أفيد به بلدي وأبناء مجتمعي. وادّعى الشباب الطيب- ممن يريد أن يقدم جزءا من وقته للمجتمع- أن يبحث عن مجموعة تطوعية، مثل هذه المجموعات لتستغل خبراتك وتطور علاقاتك وخبراتك الشخصية والإدارية. الكفالة الغرامية بدوره، يؤكد عبد الجليل معتوق السلطان أنه يطمح بالعمل الخاص دون الارتباط بأي وظيفة تعتمد على راتب محدود لا يلبي مطالب الحياة والعيش برفاهية كريمة، مكملا حديثه أنه خطط لذلك منذ وقت مبكر جدا، وحين جاء الوقت المناسب، صنع الفرصة بنفسه رغم عدم امتلاكه رأس المال الكافي، لتأسيس المشروع الوليد. مضيفا بالقول: لم أكبّل يدي وانتظر طويلا في إيجاد المورد المالي، لكني حاولت جاهدا تخطّي جميع العقبات التي قد تنهي أحلامي وطموحي التي لن تنتهي عند صنع المشروع وإنما يمتد لأبعد من ذلك. وأشار إلى أنه انبثقت أكثر من فكرة، لكنها في نهاية المطاف تركّزت نحو افتتاح مشروع مغسلة للملابس بعد دراسة وافية للموقع في مدينة العمران والتي كانت لا يتواجد فيها سوى مشروع واحد من هذا النوع، مقارنة بالكثافة السكانية للمدينة والإقبال الكبير على هذه الخدمة التي عندما فكّرت فيها، كان لابد من تقديم خدمة نوعية ومتميزة، تنافس بالفعل- بشكل حقيقي وكبير- لتحقيق مشروع يتطور مستقبلا ويساهم بشكل أو بآخر في دعم الاقتصاد الوطني. وزاد: بالفعل بدأت الخطوات العملية، حيث في البداية انخرطتُ في دورة في معهد ريادة بالأحساء، وكانت مكثفة ولمدة أسبوعين، تم فيها تدريبنا وتثقيفنا على المشاريع الريادية، كما تم عمل دارسة جدوى للمشروع إلى جانب تدريبنا أيضا على كيفية عمل دراسات الجدوى لتطبيقها على المشاريع المستقبلية دون الحاجة للجوء إلى بيوت الخبرة في هذا الجانب. خصوصا وأن الانطلاقة دائما في الأعمال الحرة الصغيرة والمتوسطة. وأضاف: بعد الانتهاء من الدورة أُتيحت الفرصة لي للتقدم إلى بنك التسليف والادخار لمنحي قرضا يموّل المشروع. وبعد إكمال الإجراءات الإدارية اللازمة، تم قبول منحي القرض لكن بتوفير كفالة غرامية، وهذا الشرط يُعتبر عائقا كبيرا للشباب المقبل على ريادة الأعمال. ومن هنا أقترحُ على البنك إعفاء الشباب من هذا الشرط واتخاذ إجراء آخر يضمن حق البنك، وأيضا يسهّل على الشباب الحصول على هذا القرض، وقد استلمت مبلغ 200الف ريال، وأطالب برفع قيمة القرض إلى 500 ألف ريال، حيث ارتفعت أسعار التجهيزات التي تحتاجها المشاريع الشبابية. ثم وفّقني الله سبحانه وتعالي، وانطلقت نحو إجراءات تأسيس مغسلة الملابس حيث وجدت الدعم المعنوي من قبل معهد ريادة بمتابعة المشروع من خلال الزيارات الميدانية والاتصالات الهاتفية شاكرا لهم هذا الدعم المعنوي، وقد نضج مشروعي الصغير وحاليا أفكر بشكل جدي في التوسع وفتح بعض الفروع. وأبان»أتمنى أن أصل بهذا المشروع إلى علامة تجارية خاصة بأعمالي في هذا المجال، كما أسعى إلى توظيف الشباب السعودي في هذا المجال لكسب خبرة ثم ممارسة الأعمال الخاصة، وأناشد الشباب بالاتجاه نحو العمل الحر حيث مملكتنا الغالية وفرت لنا فرص لا تتوفر في دول أخرى ومنها التسهيلات الكبيرة والتي يلاقها رواد الأعمال على مختلف مشاريعهم واستغلال ما تقدمه الدولة للمستثمر من دعم وتشجيع». على الصعيد ذاته، قال الشاب صلاح المطوع، إن فكرة مشروعه انطلقت من عدة مقومات كان من أهمها رغبته الملحة في تحسين وضعه المادي من خلال البحث عن مصدر دخل آخر غير الوظيفة، مشيرا إلى أن شعوره بالرغبة الملحة في دخول عالم التجارة والأعمال دفعه نحو ذلك بقوة وثقة إلى جانب امتلاكه موهبة جميلة بالرسم والتصميم والتنسيق وهذا ما ساعده كثيرا على التمسك بالمشروع الذي كونه لتنسيق الحفلات، حيث التقت الهواية والميول مع المهنية التي ستفتح له آفاقا نحو عالم الأعمال والمال، حسب طموحاته. وأثبت أنه قادر على اجتياز المصاعب وتخطّيها مهما كانت الظروف. مصاعب المشروع مقابل ذلك، لم يكن الطريق معبّدا له تماما نحو إتمام المشروع- حسب تعبيره- فقد واجهته مصاعب كثيرة ومتعددة كادت تؤدي إلى توقّف المشروع وإغلاقه بشكل نهائي في بداية هذه الرحلة الصعبة- وفقا لوصفه-، وقد كان من أهم هذه، نفاد المبلغ المقرر للمشروع، حيث تجاوزت التكلفة 70000 ريال التي خصصتها، وصعوبة الحصول على عامل لتنسيق الورد، وكذلك موظف سعودي لإدارة المحل، وكذلك عدم القدرة على ضبط الحسابات من حيث المصروفات والأرباح و غيرهما. وتابع: «تلت ذلك، خطوة جميلة بالانضمام إلى لجنة شباب الأعمال التابعة لغرفة الأحساء، ومثّل انضمامي إلى لجنة شباب الأعمال طوق النجاة الذي حمل مشروعي لبر الأمان حيث استفدت منها في جوانب كثيرة كان من أهمها: الإطلاع على تجربة زملائي الأعضاء في اللجنة، حيث مرّ معظمهم بظروف مشابهة استطاعوا تجاوزها بصبر وجهد ومثابرة، مما زرع في نفسي أملا وإصرارا أكبر على مواصلة المشروع، بعد أن كنت قاب قوسين أو أدنى من إغلاقه، والاستفادة من أنشطة وفعاليات اللجنة من خلال الأفكار والمقترحات التي قدمها ذوو الخبرة في مجال إدارة المشاريع الصغيرة والتسويق والاستقدام والمحاسبة وغيرها. وأيضا الحصول على مساحة أكبر من الدعاية واستقطاب العملاء من خلال دعم زملائي في اللجنة الذين كانوا يرسلون معارفهم وعملاءهم إلى محلي عند الحاجة لتنسيق حفلة زواج أو مناسبة، مما سرّع من حركة دوران عجلة العمل في المشروع يوما بعد يوم». وعن مستقبل الشباب السعودي في مجال التجارة والاستثمار، يرى صلاح أنه من خلال تجربته الشخصية، المتواضعة، أعتقد أن هناك الكثير من المقومات التي تؤهّل الشباب السعودي لتحقيق النجاح في مجال التجارة والعمل في الاستثمار الشخصي من أهمها المستوى العلمي، حيث إن معظم الشباب السعودي اجتاز مرحلة الثانوية كحد أدنى، مما يعني امتلاكه لمستوى جيد في مجال التفكير والوعي والفهم في أهم أساسيات المعرفة، وامتلاك الشباب السعودي سمات شخصية مهمة في مجال الأعمال مثل: الطموح، تحمّل المسؤولية، الصبر والمثابرة والقدرة على تكوين علاقات ناجحة، وتوفّر قنوات دعم المشاريع التي تمثّل مرجعية للشباب السعودي من حيث الدعم المادي و اللوجستي من خلال تقديم قروض وفرص استثمار وخبرات شخصية وفنية، وذلك ضمن التوجّه العام الذي تدعمه حكومتنا الرشيدة في فتح آفاق المستقبل للشباب السعودي الطموح. بعض المشاريع الواعدة تحتاج إلى عمالة وفيرة، لكن تبقى الإجراءات الحكومية عقبة أمام استقدامهم بعض المشاريع الصغرى تتوسّع بافتتاح عدة فروع حتى تبقى كبرى فتيات يعملن بإتقان وإخلاص في خطوط الإنتاج بأحد المشاريع الناشئة نجاح المشروع قد يكون من فكرة جديدة أو أخرى قديمة لكنها محسّنة