تتطلب الممارسة السياسية وتجربة المشاركة في الحكم مواصفات نوعية فيمن يتأهل لتعقيداتها، وتسهم العملية الوراثية والفطرية بصورة عميقة في بناء القيادي وبنيته الفكرية والسياسية، التي تجعله يستوعب كثيرا من المتغيرات التي تتعلق بمجريات الحياة والناس موضوع العملية السياسية، وذلك يفترض أصالة حضور مواهب وقدرات وقابلية لخزن تجارب وابتكار أفكار وتوليدها بحسب مقتضيات الأحوال.
ولا شك في أن صعود الأمير محمد بن سلمان إلى السطح القيادي السياسي، مؤشر لحضور الجيل الثاني، فهو عمليا أصغر وزير دفاع في العالم، ورئاسته للديوان الملكي تبقيه في دائرة صنع القرار، وذلك يعني الثقة الملكية التي تنسحب تلقائيا على ثقة شعبية، كما يعني دورا أكبر للقيادات الشابة وحصولها على فرصة تفتح تبعا لها مزيدا من الفرص لشباب في جميع مستويات إدارة الدولة، ويدعم ذلك تولّي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز لمنصب ولي ولي العهد، ما يعزز فكرة الدور الشبابي في شؤون الحكم، ووصوله إلى المرحلة السياسية الجديرة بالمشاركة في إدارة الدولة.
ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الأمير محمد بن سلمان، تكفي ليمضي سموه في تقديم تجربة نوعية، تمثل جيل الشباب القيادي والمجتمعي في صناعة القرار، وتطوير عمل المؤسسات والأجهزة التنفيذية، ولذلك فهو نموذج مهم وملهم لكل الشباب، ما يعني مسؤوليات تترتب على الجميع في التعامل مع ما يليهم من أعمال وأنشطة للبناء والتطوير، وأعني تطوير الذات ورفع سقف الطموح والعزيمة، وذلك ينتهي إلى منظومة بناء مجتمعي ووطني شاملة، وتصبح ثقافة عامة في مجمل الفكرة الوطنية.
كثيرة هي المكاسب التي نحصل عليها من وجود نموذج الأمير محمد بن سلمان في الموقع الذي أتاه بثقة خادم الحرمين الشريفين، وثقتنا كمواطنين في أن يمضي ببلادنا وجيلها الحاضر إلى الغايات التنموية التي نطمح إليها، فهو عرف بجديته والتزامه بأعماله طوال فترة عمله السابقة لما تولاه حاليا، وبغض النظر عن مواهبه، فإن ما أظهره للمحيطين من تلك الجدية والانضباط كفيل بأن يقطع بما ينجزه أشواطا من الأداء الفاعل.
والأمير محمد بن سلمان مشغول بتمكين الشباب من التعليم والتطور، وجعل مؤسسته الخيرية فرصة لمزج الخير بالعلم وتأهيل القيادات الشبابية، ولذلك نعم هو نموذج نفتخر به في قيادة الدولة؛ لأنه يمثلنا ويعكس للعالم نموذج الشباب السعودي القادر على صناعة التغيير وتحمّل المسؤوليات، وكما نضع على عاتقه الكثير من الآمال والطموحات، يضع على عاتقنا مسؤولية أن يكون جميع الشباب على قدر التحدّي في بناء الوطن ولعب الأدوار العظيمة؛ من أجل وطن عظيم وجدير بأن نبنيه بعقولنا وسواعدنا في جميع المستويات وبكل القدرات.