«التاريخ يعيد نفسه» عبارة تردد كثيراً، لكنها تتجسد امامنا الآن واقعاً ملموساً في ملامح وشخصية وحنكة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وكأننا نعيش مع والدنا المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله.
ولقد بايع الشعب السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، ليصبح ملك المملكة العربية السعودية، وكذلك بايع الشعب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ليكون ولي عهده وعضيده وسنده، وبايع الشعب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد. وكما هي العادة في الحكم السعودي الميمون فقد انتقلت السلطة بسلاسة وهدوء وسرعة من ملك إلى ملك مما جعل العالم في ذهول مما حدث بمرونة عالية وتنظيم دقيق. كل هذا الهدوء وهذه السلاسة والإجراءات الراقية بفضل من الله الذي اعزنا بالإسلام والقيادة الحكيمة التي تعمل ما يرضي الله ويخدم الإسلام والوطن والمواطن.
يتميز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمواهب فطرية ومكتسبة عديدة، حيث يتميز حفظه الله بذكائه المتوهج في شتى المجالات السياسية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية، ناهيك عن معرفته الدقيقة بالأنساب والقبائل والأسر السعودية. واطلاع الملك سلمان غزير في التاريخ سواء التاريخ الإسلامي أو التاريخ الحديث. والملك سلمان بن عبدالعزيز قارئ متعمق ومحلل دقيق للمعلومة. ويحب الملك سلمان الانضباط في مواعيده وعمله منذ صغره. ويتخذ الملك سلمان القرار الحاسم والصائب في وقت قصير يزيد من كفاءته، ويختصر الإجراءات في المعاملات من خلال المكالمات الهاتفية. وقد اكتسب الكثير من هذه الصفات المتميزة من والده المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
الملك سلمان بن عبدالعزيز قارئ متابع للصحافة فقد تلقيت من مكتب جلالته عندما كان أميراً للرياض مكالمة، وذلك ليخبرني الموظف برغبة جلالته بزيارتي للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على غرار المقال الذي كتبته ونشر في جريدة الرياض بعنوان «قطارات المدن منفعة اقتصادية وسمة حضارية». ولقد اهتم حفظه الله بتزويدي بالمعلومات الكافية لمعرفة ما تم تخطيطه وتحقيقه بخصوص القطارات في مدينة الرياض. ولقد لمست من جلالته حرصه الشديد على تنفيذ مشاريع التنمية بسرعة وجودة عالية، كما لمست أيضاً متابعته لما ينشر في الصحف السعودية من مواضيع اقتصادية واجتماعية تخدم المملكة.
الملك سلمان كريم على شعبه وحريص على رفاهيته فقد كانت قراراته التي صدرت مساء الخميس الماضي 9 ربيع الثاني 1436هـ منصبة على جوانب مهمة في حياة المواطنين، حيث ضخ جلالته حوالي 110 مليارات ريال منها صرف راتبين لكل موظفي الدولة من سعوديين مدنيين وعسكريين ممن على رأس العمل والمتقاعدين، بالإضافة إلى مكافأة شهرين لجميع طلاب وطالبات التعليم الحكومي داخل وخارج المملكة، وإعانة شهرين للمعاقين. وحرص الملك سلمان حفظه الله على توفير السكن للمواطنين، حيث تم اعتماد مبلغ 20 مليار ريال لتنفيذ خدمات الكهرباء والمياه.
وخلاصة مقالي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يتمتع بقلب الأب وعقل القائد، فهو يجمع بين حرص الأب على أسرته وحكمته وحسمه في القرارات التي تهمها.
