يقول العالم الفيزيائي نيوتن (لكل فعل ردة فعل تساويه في القوة وتعاكسه في الاتجاه) قد أتفق مع السيد نيوتن إلى حد كبير في فرضيته هذه التي أصبحت نظرية فيما بعد, فقط على الاشياء المحسوسة والملموسة كالمواد بأنواعها الثلاثة الصلبة والسائلة والغازية وما يؤثر عليها من عوامل بيئية مختلفة كالسرعة والضغط والوزن والكثافة والكتلة وغيرها. لا أريد أن أفتح باب الفيزياء بعد أن طلقته برمته بعد الدراسة الثانوية ولكن ليكون ذلك مدخلا وتمهيدا لموضوعي هذا اليوم.
ردة الفعل يجب أن تختلف من فعل لآخر قد تكون مساوية له أو أكثر وقد تنعدم وقد تكون شيئا مختلفا تماما وهنا يكمن الفرق.
مثلا كثير من الناس لا تكون ردة فعله صحيحة مع الأطفال بل ان بعض الناس حين يتعامل مع الاطفال كأنه يتعامل مع شخص كبير بالغ عاقل, يلومه ويوجه له الشتائم والسباب وكأنه يفهم ويعي ما يقول.
الاسبوع الماضي رجل اصطحب أطفاله للمسجد وأخذوا يلعبون أثناء الصلاة, وبعد أن انتهينا منها قام ومسك أطفاله وضربهم حتى سمعنا كلنا صدى الضربة بالمسجد مع العلم أنهم لا يتجاوزون ست سنوات بل أقل.
كنت في أحد المجمعات التجارية وكان هناك طفل يبكي عمره لم يتجاوز 4 سنوات ظننته تائها عن أهله فقربت منه وسألته (شفيك حبيبي) فإذا برجل من بعيد يقول لي (أنا والده اتركه هو اختار يمشي لحاله وخليه يتحمل قراره) قلت سبحان الله, أخي الكريم هل يعقل أن تقول مثل هذا الكلام لطفل صغير لا يدرك شيئا, هذا الكلام تقوله لرجل بالغ عاقل مثلك وليس لمن لا يفرق بين التمر والجمر هداك الله.
في الجزء الاخير من مقالي وحتى يكون الختام مسكا ما أحوجنا لهدي نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم, خاصة في هذه الأيام والتي جُرحت بها مشاعر المسلمين من الرسوم المسيئة لخير البرية. شاهدنا ردود أفعال متباينة بعضها يشوبها العنف, وهنا أقول: ماذا كان يفعل عليه الصلاة والسلام مع كل من أساء إليه؟ ماذا فعل مع اليهودية التي كانت تضع الشوك في طريقه كل فرض وهو ذاهب إلى الصلاة؟ ألم يزرها حين انقطعت عن عادتها تلك حين مرضت؟ ماذا فعل عليه الصلاة والسلام مع المنافقين ورأسهم عبدالله بن سلول, ألم يكفنه ويصل عليه بعد مماته؟ ماذا فعل مع الأعرابي الذي بال بالمسجد؟ وماذا فعل مع الأعرابي الذي شده من عباءته حتى احمر كتفه الشريف وقال يا محمد أعطني مما أعطاك الله, هل كانت ردة فعله كما نفعل نحن اليوم؟ أم أنها كانت هادئة مسالمة يشوبها الروية والتاني والحكمة؟ نعم يجب أن نحزن على الجرأة على خير البشر ويكون لنا موقف, ولكن هذا الموقف يجب أن يكون مدروسا وواضحا معلومة آثاره علينا وعلى غيرنا فالاسلام مستهدف من الخارج والداخل والكثيرون يتربصون بأي زلة منا مهما كانت مبرراتها. اللهم صل وسلم وبارك على حبيبنا محمد قدوتنا سيد المرسلين وارزقنا حبه واتباع سنته كما تحب وترضى واحفظ الاسلام والمسلمين من كل سوء.
بإذن الله ألقاكم السبت المقبل في أمان الله.
* ماجستير إدارة أعمال- جامعة الملك فهد للبترول والمعادن