بالغد سيبدأ تطبيق القرار الوزاري الجديد بتخفيض حضور المعلمات المعينات في مناطق نائية بعيدة عن أماكن سكنهن الى ثلاثة أيام في الأسبوع على أن يتبعه في مراحل لاحقة انشاء غرف مدمجة بالمدارس تكون ملائمة لسكنهن وفق ضوابط محددة.. انتهى.
ونتساءل هنا: لماذا تم استثناء المعلمين من قرار التخفيض بمعنى آخر هل قيادة المعلم بنفسه آمن أم أن قيادة أصحاب الباصات والمركبات المتوسطة رعناء وغير منطقية لعدد من الظروف من أبرزها الوضع المادي لهم وكيفية حصولهم المخجل على رخصة القيادة العمومي وظروف عملهم المضني وسكنهم وراحتهم؟ وهل هي نفس أرقام الحوادث للمعلمين أم ان بينهما فروقا؟ بمعنى من الأبرز في نسب الحوادث؟ وهل درس الوضع بشكل معمق أم انه ردة فعل لكبح تشنج مجتمعي واعلامي؟ وهل وجود عدد محدود من الأطفال لا يتجاوز كحد أقصى عشرة طلاب في الفصل الدراسي الواحد في منفى صحراوي أو جبلي بعيد عن المدن والتجمعات الحضرية مسوغ ومنطقي لدفع وزارة التربية والتعليم بأبنائها وبناتها للمخاطرة بأرواحهم وجهدهم وفكرهم ووقتهم وراحتهم النفسية والمعيشية لينفوا الى قمم الصخور أو قيعان الرمال لم يتعودوا ولم ينشأوا عليها ولا توجد فيها مقومات الحياة الطبيعية؟ فهل الأجدى والأنسب انسانيا ولحفظ كرامة المعلم والمعلمة السعودي أن يأتي الطالب لأقرب تجمع حضري من خلال باصات مهيأة ومحترمة تتسع لخمسين طالبا أسوة ببعض طالبات الجامعات ينقل من خلالها أبناء هؤلاء الأسر المتناثرة في رحلة مكوكية لا تتجاوز مائتي كيلو متر عن أقرب نقطة حضرية أم نقل المعلم والمعلمة اليهم على الرغم من تفشي الحوادث ومن ثم ايجاد سكن مستقبلي يحتاج الى حراسة من الجنسين ووظائف وصيانة وتوفير مقومات العيش الكريم من كهرباء وانترنت وجوال، وهو لن يتأتى في ظل عدم استقرار نفسي واجتماعي وضغوط أسرية ومجتمعية ونحن نعرف ومنذ القدم أن العلم يؤتى ولا يأتي وأن جزءا من المشكلة الرئيس هو قيادة أصحاب المركبات المتوسطة سواء أكانوا سعوديين أم وافدين لظروف متباينة وبخاصة أن ساعتين مبكرا للخروج الصباحي من جانب الطلبة المنقولين عن طريق الحافلات ومثلها حين العودة لا تشكل أزمة حقيقية يمكن تكييفها تبكيرا وتأخيرا لظروف خاصة بمقدار حالة اجتثاث معلم ومعلمة تتسبب في أزمات ترى وتسمع قد خلقت قرارات لم تحل المشكلة من جذورها! وفي الختام الهوس والاضطراب الذي يعيشه وبشكل مطرد البعض لالتقاط صور الحوادث والغرق والحرائق والنكبات ومناظر الدم والتهكم على المبتلين من أحكام القصاص كما حدث في مكة وجدة مؤخرا وفبركة بعض المناظر وتصوير الأطعمة والسخرية كلها تجرنا الى وجود معضل حقيقي في النفوس اما رغبة في الشهرة بأي حماقة في التصرف تدفعهم للطيش ولجرح كرامة المسلم الانسان حيا أو ميتا وذويهم وأجهزة الدولة وسمعتها على المستوى الانساني والحقوقي عبر الاعلام المشبوه الذي يتوق لأمثالها أو لضرب سمعة المملكة القضائي والديني والبعض مستاء من اساءة منحرفين لا يمتون للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من قريب أو بعيد بدين أو خلق مع أنه ليس بعد الكفر ذنب فكيف بمن يصور لحظات مريض للمستشفى أو قصاص من امرأة أو رجل أو غرق أو منظر امرأة ممتلئة تهرول على ممشى وخلافه كثير ونحن مأمورون شرعا وعقلا بالستر على الناس أنى كانوا ونصرة أحكام القضاء التي تتوافق مع القرآن والسنة فأيهما يخدم الدين والعقل وأيهما يناقضه فلنفكر مليا ولما تبقى من عقول أولئك القرار. * أستاذ مشارك المناهج بجامعة الدمام