مثلما يرتجف النور للوهلة الأولى في اتجاهين، أحدهما عند مغيب الشمس والآخر لحظة شروقها، كذلك كنا فجر يوم الجمعة الذي كان حزينا جدا، وبعدها عند مغيبها، كذلك كنا جميعا نلهج بالفرح الغامر نهاية اليوم ذاته ونحن الذين كنا فجره نشعر بالحزن العميق ثم بالفخر، بالغبطة، بالأمن والأمان، وبرغم العبرات التي سكبت حزنا، إلا أن بلسما مسح جراحنا وأشعل مصباح الأمل في نفوسنا.
هي متضادات لا شك أنها أفزعتنا حتى نبع الحزن من داخل خلايا الروح، ومر بأثير النفس، فسكب عبراتها ووحد لحمتها، ثم وبعد لحظة من الزمن اسعدتنا المتضادات، لأن كل حزن يعقبه فرح، فكان خيرا بحول الله وقدرته، على كل خير، فكان وكانه التقاء الأضداد،
ضدان لما استجمعا حسنا..
والضد يظهر حسنه الضد.
فجر الجمعة فقدنا رجلا تحمل الكثير حتى سلم أمانته بكل ارتياح إلى بر الأمان ندعو الله أن يسكنه فسيح جناته، تعب كثيرا لعدد من دورات الأرض حول الشمس، وفي كل الفصول، كان العين الساهرة التي لا تنام حرصا على شعبه وبرغم البراكين التي تغلي في المنطقة من كل الجهات مضى بالسفينة حتى بلغها بحكمته بر الأمان.
ولكن مما هون المصاب وخفف وجع الفقد وبث السلام والخير والطمأنينة في نفوس المواطنين الحزينة، والوجوه التي كانت مكفهرة، تخلو من الفرح، هو الاستعداد التام- والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات- لانتقال الحكم بسلاسة وسهولة ويسر وحب وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تماسك وترابط الأسرة الحاكمة وعلى حب الشعب لها، واختياره لها والتي يريد بعض الجهال الكيد للوطن من خلال بث روح المصالح الشخصية وتسليط الضوء على تقصير بعض المسؤولين في عملهم، ولكن الحمد لله الذي رد كيد الكائدين في نحورهم لم ينالوا غير القهر والعياذ بالله مما يفعله الحسد وما يتولد عنه من حقد وكراهية نحن في منأى عنه بقلوبنا التي تحب وطننا وحكامه حبا لا نزايد عليه مهما قست الظروف.
فأهلا بك يا خادم الحرمين الشريفين، يا خير خلف لخير سلف، صاحب السمو الملكي ملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فاللهم أيده بنصرك، ومد في عمره على الخير والعافية والصلاح، وأعنه ومن والاه على تحمل المسؤولية التي ليست بغريبة عليه.
طوق ياسمين:
يومض في خلايا الذاكرة لحن حزين يمازجه شيء من الفرح، يلوح كأنه الآن فينبض له قلبي وكأنه معد للحظة..
فاللهم ارحم عبدالله وكن معينا لسلمان. مهتمة بالشأن الاجتماعي