في المواقف تُقيّم الرجال وفي المهام تمتحن القدرات فهل لدينا معايير لقياس مآثر مليكنا عبدالله- رحمه الله- فعلى الرغم من اتساع شمائله التي غطت رقعة المملكة بكثافة سكانها وعلى امتداد أراضيها الشاسعة تستطيع أن تقدرمكانته بعد الفقد حيث أعلن في يوم الجمعة الموافق 3/4/ 1436 عن وفاة الملك عبدالله- رحمه الله- فقد توشحت سماء المملكة بالسواد وعم الحزن أرجاء المملكة بعد هول الخبر ولم يتوان قادة الدول في المشاركة في تشييع الجنازة التي واروها الثرى الى المثوى الاخير عند رب العزة والجلال داعين ان يصطفيه بجنات الخلد، وكان المشهد الجنائزي مؤثرا ويحزن القلب ويدمع العين.
وهنا يمر شريط المسيرة الخيرة التي قادنا بها المرحوم مليكنا وفقيدنا وفقيد الامة الاسلامية وهي تلك الانجازات التي خلدها وبصماته التي تسجل له في ميزان حسناته- بإذن الله- فلابد من تدوين تلك الإنجازات المتحققة في عهده ونعطيها حق قدرها ونستلهم منها الدروس والعبر. فبعد أن توج ملكا في 26/ 6 / 1426 الموافق 1 / 8 / 2005 قرر منهجية السير نحو اهدافه المرسومة وهي: -
• الاكتفاء الذاتي في معظم المواد الأساسية
• دخول عصر الصناعات المتقدمة
• تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كمادة أساسية وحيدة
• فبقيادة ملك القلوب عبدالله بن عيدالعزيز آل سعود- رحمه الله- سارت بنا القاطرة وسط أعاصير الأزمات الاقتصادية والسياسية العديدة التي عصفت وما زالت ببعض بلدان العالم وأيضا كانت المملكة أقل الدول تأثرا باضطرابات الأسواق العالمية مثل أسواق النفط واسواق النقد واسواق المواد الأولية فالاقتصاد السعودي وقف صامدا قويا راسخا وطيد الاركان يواصل المسيرة التنموية بغير توقف وتتقي سلبيات الفوضى الاقتصادية العالمية وابتعادها عن الهزة التي أصابت معظم الدول فقرر إنشاء مشروعات اقتصادية ضخمة مثل: -
1. مدينة الملك عبدالله الاقتصادية
2. مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد
3. مدينة المعرفة
4. مدينة جازان الاقتصادية
5. مركز الملك عبدالله المالي وأيضا هناك إنجازات في خدمة الوطن والامة الاسلاميه منها: -
• التوسع في برامج الابتعاث التعليمي وتأسيس عشر جامعات جديدة
• إصدار نظام القضاء ونظام ديوان المظالم
• إنشاء الهيئة العامة للإسكان وهيئة الخطوط الحديدية
• جمعية حماية المستهلك وشركة المياه الوطنية
• البدء في التوسعة الكبيرة للمسجد الحرام في مكة المكرمة
• توسعة المسجد النبوي الشريف وتوسعة المشاعر في منى ومزدلفة وعرفات
• إنشاء جسر الجمرات وقطار الحرمين
• وضع حجر الأساس لمشروعات عملاقة في مكة والمدينة بكلفة تفوق 600 مليار ريال تحت مسمى (نحو العالم الأول)
• إنشاء مستشفى الملك عبدالله للأطفال ليكون مركزا عالميا لأمراض الأطفال
• إنشاء جامعة الأميرة نورة وهي أول جامعة متكاملة خاصة للبنات
• افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست )سنة 2009
• إنشاء مركز تقنية النانو
• إنشاء هيئة مكافحة الفساد وتكون مرتبطة بالملك
• تخصيص 250 مليار ريال لبناء 500000 وحده سكنية
• قرار دخول المرأة كعضو في مجلس الشورى والترشيح للمجالس البلدية
• إنشاء خمس مدن طبية في قطاعات الدولة
من هذا المنطلق تصبح آثاره- رحمه الله- راسخة في ذاكرة الوطن ويحق لنا أن نفتخر بهذه القيادة التي تسنمها خليفته المفتدى الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود- حفظه الله- في زمن قياسي على المقياس الأممي ليصبح رمزا للاستقرار والحكمة والاعتدال والذي ستكتمل به بمشيئة الله المسيرة الخيرة. باحث وكاتب