رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز تاركاً خلفه العديد من الأعمال التي سطرت فتره حكمه بانجازات عدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدينية كافة، ولم تقتصر انجازاته - رحمه الله - على تلك المجالات فقط، إنما سطرت تاريخاً جديدا يذكر له، وطفرة لم تشهدها المملكة العربية السعودية من قبل، فقد أفنى شبابه وعمره في خدمة وطنه وشعبه وخدمة الإسلام والمسلمين في كافة دول العالم، لقد فقدنا ملكاً صالحاً وعفوياً في كلماته أحب شعبه وبادله الشعب بالمثل، دخل حبه قلوب الملايين دون استئذان، رحل الملك طيب القلب والطمأنينة والثقة تغمران الشارع السعودي بالترتيبات الهادئة للنقل السلس للحكم والذي قطع كافة الطرق على المتربصين بهذا البلد الآمن، لقد سلك الملك عبدالله نهجاً إصلاحياً وحرص على جمع الصف داخلياً وخارجياً وكانت إنجازاته شاهدة على عصره وفترة حكمه ففي عهده انتخبت المجالس البلدية، وأُنشئت هيئة حقوق الإنسان والجمعيات الأهلية ودعم المرأة لتشارك في الحياة السياسية ومنحها المناصب العليا وأصدر قراراً بدخولها عضواً في مجلس الشورى، وطّوّر مرفق القضاء وأمر بإنشاء هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) وبنيت مدن اقتصادية وجامعات للتقنية وحفل عهده بإصلاح اقتصادي شهد به العالم، وفي عهده حث على توفير فرص للعمل وترسيم موظفي البنود وتصحيح أوضاع المخالفين وزيادة الرواتب، ورفع الحد الأدنى لمعاش الضمان الاجتماعي وتوسعات في الحرمين الشريفين، وكانت لؤلؤة إنجازاته التاريخية هي مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي استفاد منه حتى الآن أكثر من مائتي ألف من أبناء وبنات الوطن، وكذلك مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام وإنشاء عدد من الجامعات في عدد من المناطق.
وتستمر مسيرة هذا الوطن بكل الأمن والأمان والثقة إلى المستقبل في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الذي بايعناه ملكاً للمملكة العربية السعودية على السمع والطاعة، وبايعنا ولي عهده الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، الذي أسكت تعيينه الكثير من التكهنات التي يثيرها الحاقدون من حولنا، وقفلت الكثير من الأبواب التي تشكك في استمرارية انتقال الحكم للأحفاد، ونحمد الله جلّ في علاه أن تلاحم أبناء هذا الوطن الطاهر مع حكامه رصاصة في قلب كل خائن وحاقد ومتربص.
مات الملك الصالح عبدالله، ولم تتوقف الحياة في بلادنا التي قامت على التوحيد منذ أن وحدها المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وانتقل الحكم لولي العهد بكل هدوء وسلاسة، الشوارع آمنة والأسواق والبنوك آمنة والناس تذهب إلى مقرات أعمالهم ويقضون مصالحهم دون خوف، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين الملك العادل والتقي والمؤرخ سلمان بن عبدالعزيز، وسخر له من يعينه على مواصلة مسيرة الخير والعطاء والتنمية، وكلنا أمل في غد أجمل محملاً ببشارات جميلة للمواطنين وإصلاحات واسعة في مسيرة هذا الوطن العظيم تحقق ما فيه الخير والرخاء والتقدم لبلادنا، دام عزك يا وطني.
* إعلامي وكاتب مُتخصص في قضايا الشأن العام