يعتبر طريق المطار في أي دولة، هو أحد المعالم التي من المفروض أن تعكس ما عليه البلد من تطور في البنية التحتية، سواء أكنت متجها صوب المطار، أو مغادرا منه.
ونرى في الكثير من الدول التي يكون فيها المطار بعيدا بعض الشيء عن مركز المدينة، هو أنه يتم الاهتمام به بصورة أكثر من أي طريق آخر. والسبب يرجع كما قلت، هو أنه مرآة عاكسة لتطور البلد. وكذلك فالكثير قد يسلكه أول مرة وخاصة من القادمين إلى البلد. ولكن وللأسف الشديد، يعتبر الطريق المؤدي إلى مطار الملك فهد الدولي، قد تم تشويهه. سواء أكان التشوية ناتجا عن تقصير من الإدارات المعنية به، أو عن طريق المواطن الذي يستخدمه أو يستخدم الأراضي الموزاية له. ففي كثير من الأحيان، نرى سيارات كثيرة ومسرعة في خط هذا المطار، ولكنها تمشي بعكس اتجاه السير؛ لأن معظم من يتواجد يحاول الانتقال من مكان خارج الطريق إلى مكان آخر، ولا يريد أن يقود سيارته مسافة طويلة إلى جسور العبور.
ومع أن ذلك يحدث بصورة متكررة، إلا أنه لا توجد أي سيارة خاصة بالمرور أو الأمن، تقوم بإعطاء أي مخالفات لمن يقود سيارته في طريق رئيس بصورة مخالفة وخطيرة في نفس الوقت. والشيء الآخر، هو ما نراه في الطريق من عوائق خطرة على كل من يسلك طريق المطار، فمثلا نرى الكثير من أشجار النخيل التي تم زرعها في وسط الطريق، ولم تتم العناية بها، وبدأت تذبل وتجف وأصبحت منظرا مشوها للمطار، بدلا من أن تكون منظرا جماليا، وبدأت في الانحناء والسقوط، ليكون جزء منها في وسط الطريق. وهذا خطر بحد ذاته.
ولا ننسى أن الاسفلت الموجود ونوعيته لا يعكس أي نوع من أنواع العناية بطريق مهم مثل طريق المطار. وفي كثير من الأحيان، نرى كثبانا رملية تزحف على الطريق، وتشكل خطرا على المسافرين. ومن الأشياء التي من المفروض أن تقوم بها الجهات المسؤولة، هي مراقبة الاستراحات العشوائية، التي تتسبب في تشويه منظر طريق المطار، إضافة لما يترتب على تواجد هذه الاستراحات من تكدس الأطنان من النفايات، التي من الصعوبة على البلدية مراقبتها. ولكن لو كانت هناك مراقبة عليها؛ لما رأينا الكم الهائل من النفايات على جانبي الطريق.
وبالطبع لا ننسى نقطة التفتيش الأمنية الموجودة قبل مدخل المطار بعدة كيلو مترات، والتي من الممكن أن يتم بناؤها بشكل أفضل، وكذلك وضع تحذير للسائق بوجود نقطة التفتيش.
وأكثر ما يلاحظه المسافر هو أن بعض الإشارات الإرشادية خارج المطار بدأت الكتابات عليها تبدو غير واضحة، وخاصة اللوحة الإرشادية التي من المفروض أن تدل على المدخل الخاص بصالة السفر.
إن طريق المطار والمناطق المحيطة به، تعتبر من أهم الطرق التي يجب أن يتم العناية بها؛ لأنها في نهاية المطاف أهم وأول معلم يراه المسافر من المواطنين القادمين لأي مدينة سعودية أو الأجنبي الذي يزور المملكة لأول مرة.
كاتب ومحلل سياسي