بعيدا عن أعين الرقابة قام أشخاص يبلغ عددهم 16 فردا من الجنسية الأفريقية بتلويث مساحة تبلغ أكثر من 120 ألف متر مربع في منطقة " اصبيغاوي " الزراعية ، نتيجة حرق الكيابل البلاستيكية للحصول على الأسلاك المعدنية التي بداخلها ، ما تسبب في تحويل المنطقة الرملية إلى منطقة سوداء . ومع استمرار الجريمة البيئية ظهرت مع مرور الوقت طبقة سوداء في التربة شبيهة بالأسفلت لتتلوث الأرض والهواء وتهدد المشكلة بالقضاء على المحاصيل الزراعية .
وقال صاحب مزرعة توجد في المنطقة عبدالرحمن عادل القريش: منذ أكثر من عام تقريبا بدأت معاناتنا وتكون واضحة للعيان لأصحاب المزارع التي تقع في منطقة " اصبيغاوي " جراء قيام عمالة وافدة مكونة من 16 فردا من الجنسية الأفريقية " أثيوبية " بحرق كيابل ضخمة وكثيرة للحصول على المعدن المتواجد داخل الكيابل الذي نسميه " الصفر " لبيعه والحصول على مبالغ مالية . مؤكدا أن هذه العمالة تسببت في كارثة بيئية للمنطقة ولمزارعنا التي تضررت ومات بعضها، كما أن المحاصيل ضعفت بسبب الدخان الكثيف الذي ينتج جراء حرق الكيابل . وأبان القريش أن موقع حرق الكيابل لا يبعد سوى 2 أو 3 كيلومترات فقط عن المزارع التي يبلغ عددها أكثر من 100 مزرعة في المنطقة ، كما لا يبعد سوى كيلو إلى كيلو ونصف الكيلو عن خط الأنابيب التابع لشركة أرامكو السعودية . علما بأن المنطقة التي يتم الحرق فيها تتبع حرم المطار وتتبع إحدى الوزارات ، وقال القريش : اتصلت على العمليات في الشرطة على الرقم 999 وجاءت فرقة وحولت الموضوع الى شرطة مركز صفوى . حيث إن المنطقة تتبع إداريا مركز شرطة صفوى الذي خاطبتهم قبل 20 يوما تقريبا، وجاءت دورية أمن وضبطت 5 من العمالة، لكن بعد ذلك رجع العمال يزاولون الأنشطة مرة أخرى ، وكأنه لم يكن هناك أي إجراء تجاههم .
وأشار صاحب مزرعة أخرى فهد عبدالله المديان الى أن مساحة المنطقة التي يتم الحرق فيها تتجاوز 120 ألف متر مـــربع وتقــع بالقرب من طريق أبو حدرية خاصة طـــريق الكــويت القـــــديم ولا تبعد عن قرية أبو معن الكثير .
ويعتبر هذا الاجراء مخالفا ويسبب الأمراض ، مبينا أن العمالة تجمع مئات الكيابل طوال أيام الأسبوع وفي يومي الجمعة والسبت تبدأ عملية الحرق وتلويث البيئة فتنتج عن ذلك غيمة سوداء جراء الدخان الأسود الناتج عن عملية حرق الكيابل .
ولفت المديان الى أن العمالة الأفريقية اتخذت وقت الظهيرة حتى المساء من أيام الإجازة موعدا للحرق حتى تكون بعيدة عن أعين المراقبين، وأحيانا يبدأ الحرق ليلا ويستمر حتى الصباح، حيث تأتي العمالة بعدها لتجمع الأسلاك المعدنية بعد ذوبان البلاستيك .
وقال المتردد على الموقع المواطن أحمد فاضل البو صالح : المنطقة التي يحرقون فيها يبلغ طولها حوالي 600 متر طولي وعرضها 100 و 200 متر تقريبا وهي منطقة قريبة من المنطقة الزراعية . كما أنها قريبة من مزارع للدواجن ، ما تسبب في الأذى للمزارعين ومحاصيلهم والمنطقة المحيطة والقريبة برمتها وقد تؤدي إلى أضرار في الصحة والأمراض التنفسية والخطيرة للمواطنين . مشيرا الى أن المزارعين أجمع يطالبون الوزارات والإدارات ذات العلاقة بالتدخل السريع والتحقق جراء هذه الكارثة البيئية التي يقوم بها أناس لا يهمهم إلا الربح فقط ، حيث بدأوا يعيثون في المنطقة خرابا وأصبحوا يلوثون البيئة الأرضية والجوية على حد سواء .
الأرض الرملية الصفراء أصبحت سوداء
