صادف ليلة أمس أطول ليل وأقصر نهار في السنة للمواقع الجغرافية الشمالية إيذانا ببلوغ الشمس أقصى ميل لها من ناحية الجنوب في رحلتها السنوية.
أوضح ذلك الباحث الفلكي الدكتور خالد الزعاق، وأشار إلى أنه في تمام الساعة الثانية فجر اليوم الاثنين تصل الشمس أقصى ميل لها جنوباً وحينئذ يدخل فصل الشتاء فلكياً، وبلوغها الميل الجنوبي الأعظم يصاحبه غالباً موجة برد تسمى برد الانصراف والذي يقول العامة فيه «لا برد إلا بعد الإنصراف»، أي لا يأتينا البرد الشديد والذي يدخل مع الإنسان في فراشه إلا بعدما تنصرف الشمس وهذا ما سنحسه خلال هذا الأسبوع، فبدءا من اليوم ستلفنا موجة برد متدحرجة من الخارج وتؤثر على مناطق الشمال ثم تزحف بجسدها على المنطقة الوسطى والشرقية والمدينة والأجزاء الشرقية من مكة اليوم الاثنين وتستمر لمدة خمسة أيام.
وستشهد المناطق الواقعة شمال خط الاستواء أطول ليل وأقصر نهار، وسيكون طول الليل 13 ساعة و23 دقيقة على الرياض و13 ساعة 30 دقيقة على بريدة وستزداد ساعات الليل طولاً وساعات النهار قصراً كلما اتجهنا ناحية الشمال حتى يكون الليل أربعا وعشرين ساعة في القطب الشمالي، وسيحدث العكس إذا اتجهنا جنوباً من أي مكان في الشمال حتى يكون النهار أربعا وعشرين ساعة، علما بأن هناك عاملين رئيسيين يتسببان في طول الليل والنهار أو قصرهما وهما ميل الشمس عن خط الاستواء والعرض الجغرافي، فالشمس عندما تكون على خط الاستواء فان الليل والنهار يتساويان في جميع أرجاء المعمورة، وكذلك فإن الموقع الجغرافي الذي يقع على خط عرض صفر أي على خط الاستواء فإن الليل والنهار متساويان فيه طوال السنة، وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء زاد الفرق في طول النهار أو الليل وفي قصرهما.
وقال الزعاق: إن الشمس إذا بلغت ميلها الكلي وهو 23.4 درجة جنوباً يبلغ الليل طوله والنهار قصره إذا كان الموقع الجغرافي شمالياً، وإذا كان الموقع جنوبياً يبلغ النهار طوله والليل قصره هذا في العروض الشمالية والعكس من ذلك في العروض الجنوبية، أما المناطق القطبية أي من خط عرض 66.5 درجة إلى 90 درجة فإن الليل والنهار يتراوحان من يوم إلى ستة شهور على حسب درجات العرض شمالاً أو جنوباً.
