الحقيقة تقول: إن هناك بالفعل أُسرا تجتهد لإيجاد أسماء مناسبة لأبنائهم وبناتهم، حيث لا جدال أن الاسم الشخصي لكل واحد من البشر يشكل حالة متباينة من القبول أو الرفض في المجتمع.
وهناك البعض من الأُسر وتحت ظروفٍ شتى تتراوح ما بين العرف والتقاليد والعادات والمجاملات، تمنحك اسمك دون أدنى حق لك عندما تكون مقيداً في المهد أو حتى جنيناً في بطن أمك لا حول ولا قوة ولا اعتراض لك، تُمنح الاسم مع مرتبة الشرف الأولى، دون أن توافق أو لا توافق على تلك التسمية؛ فهي حق مكتسب للوالدين أو من هم في حكم المسيطر على أمور العائلة السعيدة.
بعض الأسماء تشكل حرجاً كبيراً لحامليها، خصوصاً في عصرنا الحاضر، فقد يكون اسمك مجلجلاً ويدل على معنى يقبله الجميع، أو أن يكون اسمك مدعاة للسخرية أو القهقهة أو النطق الأعوج.
الجيل الجديد لا يقبل تسميات أيام زمان، بل يناقش في كل شيء حتى لو كان اسمه مقبولاً تراه يبحث عن مغزى كل حرف وفاصلة ونقطة وشدّة فيه، انتبهوا!!. الجيل القادم ما (يزحلق) أي شيء، لذلك افهموا واحسبوا حساب خط الرجعة، اختاروا أسماء مقبولة لكل زمان ومكان حيث لا حرج أو معاناة لصاحبها.
البعض يصر على تسمية الابن على الأب والجد وجد الجد وخال الخال، ولاحظ أنك تنادي شخصا ما باسمه ولا تعرف هل أنت تنادي اسمه، أم اسم جده، أو ابنه، أو اسم جد الجد (لخبطة) لماذا التضييق على الناس ونحن في سعة؟! كما أنّ تشابه الأسماء يسبب مشاكل عديدة سواء في السفر أو عند مراجعة مستشفى، أو ضمان اجتماعي أو خلافه. جميل أن نحب أهالينا وأسرنا ولكن ليس لدرجة اختزال أسمائنا، وقد يكون البعض منها أكل عليه الزمن وشرب من قدمه، الاسم جزء أساسي من شخصية الإنسان، فلا تحرموه من أن يحمل اسما يروق له.