إذا جمعنا ألف شخص أو يزيدون حتى وإن كانوا مبدعين في فن الرسم وطلبنا منهم رسم صورة للشيطان لاختلف رسم كل واحد عن الآخر في قباحته وشكله.
ألم يعبر سبحانه وتعالى عن شجر الزقوم بأن طلعها كرؤوس الشياطين، واختلاف هذه الرسومات يعبر عن اختلاف الوهم الفكرى عند كل شخص وهذا ما يسمى علميا (الفوطبيعة)، وعند المسلم العنوان العريض أن هناك الجان المخلوق من مارج من نار وما يخيفنا حقا أنه يرانا ولا نراه فأصبح عند الناس خارقا، وقد يميل البعض إلى تصديق الظواهر غير الطبيعية بالنسبة لعقله فيلجأ لمعرفتها أو محاربتها بالسحر والشعوذة كما نراه من عادات وطقوس وثنية تحدث ومن قديم الزمان في أنحاء من العالم مما دفع وصولا إلى علم الاستكشافية الذى يدرس الظواهر الغريبة كمادة تدرس حاليا في جامعة نيس عندما اعاد هنرى بروش البروفسور في علم الفيزياء هذا العلم إلى السطح.
والاستكشافية تعني البحث في الظواهر الخارقة ووضعها في المختبر الواقعى لقطع الشك باليقين ومعاينة الأمر عن كثب ومن ثم نقده أو القبول والتسليم به ودائما ما يكون المستكشف ملما بمعارف متينة في مختلف العلوم والمجالات ومنهجيا في طريقة تفكيره وبحثه ولنحدد قليلا ما نحن بصدده الآن وحصره فى كلمتي (السحر والشعوذة) وإذا ما كان هناك أمل في التغلب عليهما كأوهام تغذي العلوم الكاذبة فلن يكون بالمواجهة المباشرة بل بالثقافة المناسبة والاعلان عن كل المبادئ كدينية أو اثباتات علمية حتى يصبح كل شخص قادرا على استعمال عقله وتفكيره ويؤكد أو ينفي لنفسه ما هو صحيح وما هو خرافة ولمن يلجأ في ما لا يمكنه صرفه أو مقاومته أو حله كمشكلة تصعب بظنه. ويقينى أن الأقناع الذاتي أكثر فائدة ورسوخا من الآتي من الآخر لأننا حقيقة أمام أشياء لا قاعدة ثابتة لها وربما لا نراها أو نحسها أوربما ارتباطها ظرفا ومكانا يجعل من الصعب نفيها أو اثباتها وبالتالي يصعب القضاء عليها بالمواجهة المباشرة صارمة كانت اقل درجة لأن الاتكاء على مواجهتها فقط يؤكد وجودها وحقيقتها وربما يلفت ويزيد نسبة المتعاملين بها ممن يئس في أمر معين أو أراد شيئا ليس فى مقدوره واصراره لنيله أو الخلاص منه جهلا وعدم وعي، ولا يكفي إعدام ساحر أو مشعوذ أو نفيه لأن الظاهرة تحتاج عملا أكثر من ذلك لتستأصل من جذورها ولا تخفى علينا الرحلات المكوكية التى يقوم بها البعض من وإلى بعض البلدان التى تجرم فيها تلك الأمور وأصبح تصنيف هذه الظاهرة كغيره لنيل أو فعل كل ممنوع محليا خارج حدود وطننا الآمن وبعيدا عن أعين مجتمعنا المحافظ المتدين.
إذا المطلوب دراسات مجتمعية يشارك فيها علماء النفس والاجتماع يشارك فيها علماء الدين والفيزياء والرياضيات والفلك وأكبر عدد من الاختصاصيين في شتى العلوم لأن الظواهر الغريبة يفاد في دراستها من كل علم وعالم ولا نكتفي فقط بالقبض على الساحر أو إبطال السحر ورغم أن ذلك من الأساسيات وأبجديات شرعت في النظام والقانون الا أن الاتكاء على أننا قبضنا وأبطلنا وعالجنا دون تفسير مقنع للعامة فقد يقرب الشك للكثيرين بأنهم مسحورون وعليهم اللجوء لنفس الأسلوب لمعرفة أو فك ما حل أو يحل بهم من أمر خفي لا يمكن مواجهته وجها لوجه وبس.