* الشهر الماضي، طلب السائق تجديد الإقامة، لجأت لمعقب، أفاد أن الأمر تغير وتطور، عليّ إنجاز الأمر بنفسي، كنتيجة عرفت موقع وزارة الداخلية على شاشة الحاسوب، دخلت بعد فتح حساب برقم سري، انفتح سجل خدمات الوزارة أمامي، وجدته حافلا بالخدمات للمواطن، انتقلت من أمر إلى آخر، ظهر لي ملف السائق، طلبت تجديد الإقامة، اعتذر الموقع لعدم دفع الرسوم.
* نتقلت فورا الى موقع البنك، تابعت مسيرة الخيارات المعروضة، وصلت إلى حساب وزارة الداخلية، وجدت المبلغ المطلوب، أعطيت أمرا بالدفع، نجحت العملية، جاءني إشعار في رسالة، تأكد نجاح العملية.
* عدت إلى موقع وزارة الداخلية، تابعت خطوات تجديد الإقامة، وجدت خيارا لتوصيل الإقامة إلى المنزل، عبر (واصل)، توقفت للتفكير والتأمل، قررت اختيار أن تصل الإقامة إلى البيت، عن طريق (واصل)، مشوار الاشتراك سيأخذ وقتا أطول، دخلت موقع (واصل)، وجدته لا يعمل، موجود للزينة وكفى.
*نقلت نفسي، بعد تحريك جسمي، إلى البريد السعودي، طلبت خدمة (واصل)، حددت معهم موقع البيت، استلمت عنوان البيت باللغة العربية والانجليزية، استلمت صندوق بريد حديديا، سألت هل ستصل كل الرسائل؟! قالوا: نقوم بتوصيل الرسائل العادية فقط، قالوا: إذا رغبت في توصيل الرسائل الرسمية، فعليك دفع رسوم إضافية، وافقت، طلبوا تركيب صندوقهم، تحت رقم البيت المعلق، على جداره من الخارج، عدت الى البيت.
* وجدت رقم البيت في جهة بعيدة عن باب البيت، استدعيت أحدهم (فنّي)، جاء ونقل لوحة أرقام البيت، ثبّتها بجانب المدخل الرئيسي، وجدت أن صندوق البريد السعودي غير كاف، لاستلام الرسائل الكبيرة، كنتيجة حملت نفسي في مشوار آخر، إلى الحي الصناعي، صممت صندوق بريد كبيرا، استغرق أكثر من نصف شهر لإنجازه، هذا نتيجة (هياط) الصنائعية، يقل صدقهم ويزيد كذبهم، أخيرا احتفلت بتثبيت الصندوق الجديد، وضعناه تحت لوحة أرقام البريد السعودي.
* بعد تحقيق هذه الخطوة، دخلت على موقع وزارة الداخلية، وصلت إلى سجل السائق، استكملت المطلوب، ضغطت على خيار توصيل الإقامة عن طريق (واصل)، خرجت من كوكب موقع الوزارة، كل هذا وأنا احتسي كوب شاي أخضر بدون سكر، جالس في البيت أمام شاشة الحاسب الآلي، بعد قليل انهالت الرسائل، تؤكد أن كل شيء (تمام).
* بعد يوم، استلمت رسالة من البريد السعودي، تفيد بضرورة دفع مبلغ مالي نظير توصيل الإقامة، دخلت على موقع البنك، تابعت الخيارات، وصلت سالما غانما الى موقع البريد السعودي، دفعت المبلغ، جاء الرد بنجاح العملية.
* وصلت مرحلة انتظار قدوم الإقامة، بعد يومين جاءت رسالة تؤكد: البطاقة في الطريق، ارسلوا رقما سريا على جوالي، أرسلوا معلومات للمراجعة، اليوم الثاني جاءت رسالة تفيد بأن البطاقة ستصل خلال اليوم، أعطوني رقم تلفون (واصل) للمتابعة، وجدت اتصالا من هذا الرقم، لم أستطع الرد عليه، كنت في محاضرة، اتصلت على الرقم، لم يرد عليه أحد.
* جاء اليوم الثاني، أيضا كنت في محاضرة، لم استطع الرد على الاتصال، اتصلت بالرقم، لم يرد عليه أحد، بعد محاولات عديدة، نجح الاتصال، اتفقت مع الموظف، لتوصيل الإقامة في اليوم الثالث، حددت الساعة.
* جاء اليوم الثالث، بادرت بالاتصال، لم يرد أحد، أيقنت بعدها بوجود خلل، إنجازات عظيمة يضيعها موظف، يضيعها إهمال بسيط، أحصيت مجموع اتصالاتي على تلفون (واصل)، بلغت (40) اتصالا دون رد.
*بعد اليأس، جاء اتصال من رقم آخر، يؤكد أن هذا آخر يوم لتسليم الإقامة، أكدت للمتصل وجودي بالبيت، سألت هل يمكن لفرد آخر استلامها، الجواب: نعم، لكن يجب تسليمه الرقم السري، وصل برسالة على جوالي.
* انتظرت بالبيت، جاء صوت الجوال يؤكد وجوده أمام الباب، طلب الرقم السري، سلمني الإقامة، قال: الرقم السري يكفي عن التوقيع، ركب سيارته، أغلق الباب، أثناء وقوفي لتوديعه، فتح باب سيارته، قال: لا بد من التوقيع، اعتذر، كان يعتقد أن الرقم السري يكفي، كنت اعتقد ذلك أيضا، وقعت على جهاز بقلم خاص يحمله، ودعته، رجعت الى البيت منتشيا بنجاح التجربة.
*شكرا يا وزارة الداخلية على تسهيل حياتنا، سلام تعظيم، جهودكم محل تقدير وفخر، متى يلحق الآخرون بكوكبك النّابض بالانجاز والتفوق والتحديث؟! بعض الجهات تتجلى انجازاتها في تعقيد حياة المواطن، حتى ولو كان بالتوقيع، خلف كل انجاز جهود رجال بهدف ورؤية واضحة.