يوم الأربعاء الماضي تم توقيع اتفاقية "الشراكة" بين جامعة الملك فهد للبترول وبين برنامج الفوزان لخدمة المجتمع لإنشاء أكاديمية الفوزان لتطوير قيادات المؤسسات غير الربحية، فهذه الأكاديمية الجديدة ستقدم أربعة منتجات أساسية: أولها "دورات تدريبية" متخصصة في القطاع غير الربحي، وثانيها "شهادات الممارس" في خمسة تخصصات للعاملين الآن في القطاع الخيري وغير الربحي، وثالثها "شهادة الماجستير" للمديرين التنفيذيين الذين يقومون بإدارة الدفة في مؤسسات القطاع الثالث غير الربحي، ورابعها "ابتعاث خارجي" لدرجة الماجستير في إحدى الجامعات الدولية التي تميزت بتدريس العمل الخيري لضخ جيل واعد قادر على صنع صف قيادي جديد بفكر متقدم.
باعتقادي أن هذا مشروع نوعي ومهم للغاية للاعتبارات التالية:
- يستهدف سوقا كبيرا في العمل الخيري يتوفر فيه أموال طائلة، وتندر فيه الكفاءات الإدارية المحترفة التي تلقت تدريباً عالياً في مجالها.
- الجهة الأكاديمية التي تشرف عليه هي جامعة متفوقة أكاديمياً وعندها صرامة عالية في مواصفات المخرجات التعليمية، ولديها الإيمان العميق بالشراكة المجتمعية الحقيقية.
- المناهج المقدمة هي مناهج أجنبية من جامعات عريقة وليست اجتهادات محلية.
- الجهة المانحة هي مؤسسة تهتم بالعمل النوعي ولديها الملاءة المالية الكافية لتمويل هذا المشروع الضخم والفكر المتقدم لصنع شراكة إيجابية مع المنفذ، ويتضح هذا جلياً من خلال الأعمال التي تقدمها.
مدير جامعة البترول الدكتور خالد السلطان هو شخصية نموذجية في إدارة المنشآت التعليمية، والرؤية الحضارية لدور الجامعة في المجتمع والتي استمعت لها حين استقبلني في مكتبه جعلتني أرفع من مستوى الطموح لما يمكن أن تقدمه الجامعة للمجتمع، وأتمنى أن تكون هذه الفلسفة هي ثقافة سعودية عامة لكل الجامعات السعودية مع قدوم الوزير الجديد لوزارة التعليم العالي.
القطاع الثالث هو رئة ضرورية لمجتمعنا، وعلينا جميعاً الالتفاف حوله ورعايته، والصورة التي جمعت صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف والدكتور خالد السلطان ورجل الأعمال عبدالله الفوزان على طاولة التوقيع كانت تقول: الحكومة والجامعة والقطاع الخاص في خدمة القطاع الثالث.