رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار اليوم, حفل جائزة سموه للتراث العمراني في دورتها الخامسة للسنة الثانية 1435هـ, للمهنيين وطلاب كليات العمارة والتخطيط والسياحة والآثار بالمملكة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية, بحضور معالي نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد بن محمد السيف, ومعالي مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود, وذلك على مسرح جامعة الملك خالد بأبها .
وفور وصول سمو رئيس هيئة السياحة والآثار, افتتح معرض مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري, والمعرض الثالث لمشروعات طلاب كليات العمارة والتخطيط في الجامعات السعودية, ومعرض المشروعات الفائزة بجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني.
وبدئ الحفل الخطابي المعدّ بهذه المناسبة, بكلمة لأمين عام الجائزة الدكتور أسامة بن محمد الجوهري, أوضح خلالها أن الجائزة تأسست عام 2005م, من منطلق حرص سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للمحافظة على التراث العمراني وترسيخ الوعي بأهميته وقدرته على إلهام المعماريين والطلاب والمهنيين, مبينا أنه بلغ عدد الفائزين (34) فائزاً من بينهم (9) طلاب تقدموا بمشروعات فريدة, و (6) أبحاث متميزة, مشيراً إلى أن الجائزة شهدت توسعاً في عامها الثاني لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي .
عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة الملك خالد, كلمة أكد خلالها أن الجامعة تسعد أن تكون شريكاً لهيئة السياحة والآثار في إقامة فعاليات ملتقى التراث العمراني الرابع في منطقة عسير, من خلال الإسهام والمشاركة والاستفادة من هذا الملتقى وحلقات النقاش والجلسات العلمية والمعارض المصاحبة, مبيناً أن جامعة الملك خالد تضم حوالي (80) ألف طالباً وطالبة, ويدير شؤونها أكثر من (8) آلاف موظف وعضو هيئة تدريس وخبير, وتقف على مسؤوليات كبيرة من أهمها المحافظة على التراث العمراني من خلال المؤتمرات والندوات وورش العمل والأعمال البحثية والمراكز والكليات والأقسام المتخصصة ودعم النشر في هذا المجال.
وأعلن الدكتور الداود عن افتتاح قسم العمارة والتخطيط في كلية الهندسة بالجامعة, والذي سيبدأ القبول فيه بإذن الله ابتداءً من مطلع العام القادم, وذلك نتيجة للاتفاقية الموقعة بين الجامعة والهيئة, مشيراً إلى أن الجامعة تعمل على إعداد الدراسات اللازمة للرفع بطلب إنشاء كلية البيئة والسياحة, ومركزًا للتميز في التراث العمراني .
عقب ذلك, شاهد سمو الأمير سلطان بن سلمان والحضور, فيلماً وثائقياً عن المشروعات الفائزة بالجائزة .
ثم ألقى سمو رئيس هيئة السياحة والآثار كلمة بهذه المناسبة, شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير, على استضافته حفل الجائزة, مرحباً سموه بالمشاركين من الدول الأخرى.
وقال سموه " إننا أدركنا مؤخراً أهمية التراث الوطني ليس كمكوّن عمراني فحسب, ولكن كمكوّن لحياتنا واقتصادنا وتاريخنا ولشخصيتنا, وأن ما تقوم به المملكة اليوم, تحت مظلة مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري, يمثّل مرحلة انتقالية كبيرة على المستوى العالمي من خلال ما أفاد به رؤساء المنظمات الدولية مثل اليونسكو .
وأشار سموه إلى أن الجائزة تهدف إلى تحفيز الجميع على التضامن والاهتمام بالتطوير العمراني الوطني, وتقديم مشروعات رائدة في توطين التراث العمراني في بلادهم .
وأعلن سموه أن مؤسسة التراث الخيرية ستطلق جائزة جديدة, وهي جائزة المشروعات الحكومية التي تستلهم التراث وتحافظ على المواقع التراثية, وذلك للحث على استلهام تراثنا الوطني, مشيراً إلى أن جائزة التراث العمراني ستكون مفتوحة طوال العام وسيتخلل فعالياتها لهذا العام جولات وإقامة معارض في دول الخليج بالتعاون مع الجامعات ووزارات الثقافة وجامعات المملكة, إلى جانب إقامة ورش العمل التي تناقش التراث الوطني العمراني بالتضامن مع مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري.
كما أعلن سمو رئيس هيئة السياحة والآثار عن تقديم جائزة استثنائية تحمل اسم " الإنجاز مدى الحياة " إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم.
بدوره أشاد سمو الأمير خالد الفيصل في كلمة مسجّلة لسموّه بهذه المناسبة, بكل من أسهم في إحياء التراث الوطني في شتى المجالات وأهمها التراث العمراني, مشيراً سموّه إلى أن الهوية السعودية العربية الإسلامية يجب أن تُعطى الأهمية الأولى في جميع أعمالنا وفي كل مجالات الحياة وبالتحديد في مشروعات التنمية في هذه البلاد الغالية علينا جميعاً.
وقال سمو وزير التربية والتعليم : " لقد أسهمتُ مع إخواني المواطنين في منطقتي عسير ومكة وفي وزارة التربية والتعليم من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية والانتماء لهذا الوطن العظيم الذي يمثل رمزاً للحياة الإسلامية والعروبة في جميع أنحاء العالم" .
وفي ختام الحفل كرّم سمو الأمير سلطان بن سلمان الفائزين من المهنيين والطلاب والمشرفين واللجنة العليا للجائزة ولجنة التحكيم وكلية الهندسة بجامعة الملك خالد, وسلّمهم الهدايا والشهادات التقديرية, كما كرّم سموّه معالي نائب وزير التعليم العالي الدكتور أحمد السيف, ومعالي مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالرحمن الداود.
